مصطفى النحاس.. ميدان جديد للمعركة مع "إرهاب الإخوان"
هدوء حذر يسيطر على موقع الحادث، الهلع والرعب حالة عامة بين أهالي المنطقة ليل نهار، أشلاء ودماء الضحايا والمصابين آثارها واضحة المعالم على أرض شارع مصطفى النحاس وعلى بعد أمتار من قسم ثان مدينة نصر وخطوات من مبنى أمن الدولة، طلاب الإخوان يحتمون داخل أسوار المدينة الجامعية خوفًا من القبض على المشتبه بهم، قوات الأمن تقف في حالة استنفار عام يشتبهون في كل الموجودين بموقع الحادث، الأشباح أصبحت تطارد كل الموجودين في المكان، وسكان المنطقة اعتادوا الاستيقاظ على حرق سيارة شرطة واستنشاق قنابل الغاز في أي وقت خلال اليوم.
رجل مسن في منتصف الخمسينيات يمشي بين أشلاء ودماء الضحايا، يهاتف عائلته لتحذيرهم "اوعو تمشوا في مصطفى النحاس أو تقربوا ناحية المدينة الجامعية"، فقد أضاف الهجوم الإرهابي نوعًا جديدًا من العمليات الإرهابية التي آلفها السكان، والتي تبدأ بـ"برطمانات الديناميت، القنابل اليدوية، والسيارة والأشجار المفخخة، والأجسام الغربية، والصفائح، وعلب الكرتون، والمولوتوف" ويبدو أنها لن تنتهي بالمواجهة المباشرة "بالسلاح الآلي".
"عناصر تكفيرية من القاعدة مدرّبة تدريبًا راقيًا" هكذا يصنف اللواء محمد عبدالفتاح عمر، الخبير الأمني والاستراتيجي، العناصر التي اغتالت المجندين الثلاثة أمام المدينة الجامعية أمس ارتكبوا العملية وتخفوا وسط الطلاب وتقدموا بسيارتهم واستخدموا البنادق الآلية، مؤكدًا أن الاستهداف لم يكن عشوائيًا "وإلا كانت وقعت إصابات بين الطلاب".
عمر أكد أن الامن الوطني لا بد أن يطوّر مهاراته في التعامل مع أساليب الإرهاب المتطورة، خاصة في المناطق المستهدفة "محيط المدينة الجامعية للأزهر خطر، تندلع فيه المناوشات من آن لآخر، ويجب تغيير آلية التعامل مع هذه المناطق".. يؤكد عمر أن آفة الأجهزة الأمنية أن "الخطة في الكراس وليست في الراس"، لذا فهم يفتقدون دائمًا الجاهزية للمواجهة.