بعد سماعه خبر وفاة صديقه متأثرا بفيروس كورونا المستجد، توجه إسلام الفيومى، عامل بأحد محال الأدوات المنزلية، ليلقى عليه النظرة الأخيرة، ليفاجأ بأن المغسلين وأسرته يرفضون تغسيله وتكفينه، خوفاً من انتقال العدوى لهم، فأقدم على تنفيذ تلك المهمة، ومن وقتها وهب نفسه كمتطوع لتغسيل ضحايا «كورونا».
«كانت أول مرة أغسّل ميت، طلبت من أخوه يقف معايا رفض، كلهم كانوا خايفين، ولأن إكرام الميت دفنه، غسّلته لوحدى»، قالها «إسلام»، مؤكداً أنه بعد انتهاء مراسم الدفن، تواصل مع بعض الأطباء فى مستشفى حميات العباسية للاطمئنان على نفسه، وبعد تأكده من أن الميت لا ينقل فيروس كورونا، قرر التطوع لتغسيل وتكفين الموتى فى أى منطقة دون مقابل، مشيراً إلى أن الغُسل غير متعب ولا يحتاج سوى شخص على دراية كافية بخطواته وفقاً لتعاليم الدين الإسلامى.
١٧ حالة حتى الآن غسّلها «الفيومى» وكفّنها، كان آخرها فى مستشفى النصر بحلوان، إذ قامت أسرة المتوفى بالتواصل معه تليفونياً من خلال بوست كتبه على بعض الصفحات الخاصة بفيروس كورونا على موقع «فيس بوك»، بحسب كلامه، موضحاً أن جميع الحالات التى غسلها كانت لرجال تخطوا الستين من عمرهم، باستثناء حالة واحدة كانت لشاب عمره ٢٧عاماً.
إجراءات احترازية عديدة يتخذها الرجل الأربعينى قبل ذهابه لأى حالة، إذ يقوم بارتداء بدلة بلاستيكية صنعها لها أحد زملائه فوق ملابسه، وكمامة و«فيس شيلد»، وقفازات، بجانب المطهرات التى يستخدمها باستمرار طوال عملية الغسل كنوع من الوقاية: «مابخافش طول ما بغسّل الميت، بقلق من أهله، وباخد احتياطاتى، ودعوة الناس ليا وثواب اللى بعمله عند ربنا دول بيهوّنوا عليا تعبى».
تعليقات الفيسبوك