بعد تسجيله لبراءة اختراع عالمية.. أستاذ بـ"علوم المنيا": التعليم المصري في تقدم
"فرغل" يطالب بدعم مراكز الفوتونيات ومعامل تكنولوجيا النانو
جامعة المنيا
أعلن الدكتور مصطفى عبد النبي، رئيس جامعة المنيا، منذ أيام، نجاح الدكتور مصطفى فرغل أحمد الأستاذ بقسم الفيزياء بكلية العلوم جامعة المنيا، في تسجيل براءة اختراع عالمية رسميًا في الولايات المتحدة الأمريكية، بمجال تقنيات الليزر ونقل البيانات، وذلك بالتعاون مع فريق بحثي بجامعة تكساس الأمريكية أثناء أدائه لمهمة علمية منذ عامين بأمريكا.
وقال الدكتور مصطفى فرغل، المسجل لبراءة الاختراع، إن الهدف من العمل البحثي هو مضاعفة النطاق الترددي لـ"الليزر الدايود"، لاستخدامه في التكنولوجيات الحديثة، مثل الاتصالات الخلوية والسوبر كمبيوتر، موضحاً أن الهدف كان النواة الحقيقة لبدء التعاون مع مجموعة بحثية في جامعة تكساس بأمريكا تحت إشراف الدكتور راي تشين، الذي يعد من العلماء المتميزين في مجال الالكترونيات الدقيقة على مستوى العالم ويقع ترتيبه الثاني.
وتابع: "بدأ التعاون في البحث أثناء تواجدي في مصر، حيث تم توجيه دعوة لي أن أكون مستشارا علميا لمشروع يهدف لتطوير ليزر الدايود في أمريكا، وخلال فترة وجيزة في تكساس، تم إنجاز تطوير عمل البحث، لتطوير ليزر باعث من السطح يتمتع بخواص متعددة وكفاءة عالية وذو تطبيقات تكنولوجية عديدة، حيث تمكنا خلال وقت محدد من وضع التصميم لتطوير النطاق الترددي الليزر، ونجحنا في مضاعفته لأكثر من 5 مرات" .
وعن فكرة الاختراع، أوضح فرغل: "ترجع لوقت حينما كنت أتردد على معهد طوكيو التكنولوجي باليابان، أثناء زياراتي لدولة اليابان، عقب حصولي على الدكتوراه، حيث تم البدء في البحث عن آليات واعدة لمضاعفة ترددات ليزر أشباه الموصلات، نظرا لتطبيقاته المدنية المتعددة".
وعن آلية التنفيذ للمشروع، أكد أنه بناء على النتائج البحثية، "بدأنا في التصميم لحصول على براءة الاختراع من مكتب براءات الاختراع والملكية الفكرية الأمريكية، وتوجت الجهود بالحصول عليها، وهناك عدد من المشروعات البحثية جاري العمل عليها أثناء تواجدي حاليا معارا بجامعة الملك عبدالعزيز بالسعودية تتعلق بالبحث".
وبشأن الاستفادة من البراءة، أوضح أن العالم أصبح ككل قرية صغيرة ويمكن الاستفادة منه دوليا ومحليا، في كيفية زيادة الترددات التي يعمل عندها الليزر لرفع كفاءة شبكات الاتصال من خلال زيادة سعة وسرعة البيانات في شبكات الألياف الضوئية، ودمج الألياف الضوئية بشبكات الموبايل، بحيث يمكن مد الاتصالات اللاسلكية للأماكن المنعزلة وخطوط المترو تحت الأرض، كما أنه سيحدث طفرة في سرعة معالجة البيانات في الكمبيوترات السوبر الحديثة التي تبنى على الدوائر الفوتونية المتكاملة" .
وأكد الأستاذ بجامعة المنيا، أن التعليم في مصر يسير في الوقت الحالي بخطى إيجابية وتقدم عما كان سابقا، مطالبا أن تقوم الدولة الفترة المقبلة بدعم المراكز البحثية الخاصة بالفوتونيات ومعامل تكنولوجيا النانو المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات، نظرا لما سيكون له مردود في الاستثمار للاقتصاد والعقول المصرية الواعدة بشهادة معظم المراكز البحثية الدولية.
وأشار إلى أنه يمكن الاستفادة من الاختراع في مواجهات الأوبئة كـ"كوفيد 19"، قائلا: "يمكن الاستفادة من التصميم في تطويعه في عدة تطبيقات الكترونية بصرية، موضحا أنه يجرى حاليا وبالتعاون مع عدد من الباحثين في علوم الفيروسات، دراسة لتصميم مستشعر، بدمج التصميم الحالي مع تجويف رنيني آخر على شكل حلقة بالإضافة إلى بعض الدوائر الالكترونية، يمكن من خلاله التعرف على عائلة الفيروسات التاجية من خلال مؤشرات حيوية لأحماض "DNA" و"RNA" باستخدام عينة صغيرة من الدم أو البول للمريض المصاب.
وبشأن دراسته العلمية، قال: "حصلت على دكتوراه في الليزر واتصالات الألياف الضوئية من جامعة كانازاوا باليايان عام 1999، وأثناء عملي بكلية العلوم بجامعة المنيا حصلت على درجة أستاذ فيزياء الليزر وتطبيقاته عام 2010، وحصلت على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم التكنولوجية المتقدمة عام 2003، وزمالة الجمعية اليابانية لتطوير العلوم JSPS، وأستاذ زائر بجامعة كانازاوا ومعهد طوكيو التكنولوجي باليايان ومركز الالكترونيات الدقيقة بجامعة تكساس بأوستين"، مؤكدا أن الأبحاث المنشورة له ما يزيد عن 100 بحث في مجلات ومؤتمرات دولية.
ومن ناحية أخرى، أشاد الدكتور مصطفى عبدالنبي، رئيس جامعة المنيا، بالكفاءة العلمية والمهنية لأساتذة جامعة المنيا وبخبراتهم وأبحاثهم المتميزة في العديد من العلوم التي تُسهم في إثراء المعرفة الإنسانية، وخدمة البشرية في مختلف نواحي الحياة.
وأكد الدكتور عصام فرحات، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب بجامعة المنيا، أن براءة الاختراع تم نشرها على جوجل "اسكولار" وجوجل "باتنت"، موضحاً أن الاختراع أعتمد في تصميمه على استخدام "دايود" ليزر مبتكر وقليل التكلفة يتميز بنطاق ترددي أضعاف الليزر العادي، ويُسهم في زيادة سرعة الليزر في التطبيقات الحديثة التي تتطلب مدى ترددات أعلى من النطاقات التقليدية، مثل دمج الاتصالات اللاسلكية أو المحمول بالألياف البصرية لزيادة كمية البيانات وسرعتها لقيم فائقة، ولم تكتفي التقنية بهذا بل امتدت إلى تطبيقات نقل البيانات في أجهزة الحاسب الآلي السوبر العملاقة.