مستعد للذهاب إلى: «إسرائيل فى عهد السادات».. و«إثيوبيا فى عهد السيسى»
«مستعد للذهاب إلى إثيوبيا»، نطقها «السيسى» فى معرض حواراته المختلفة، ليفتح بها باباً كان قد أوصده الجميع أمام المفاوضات المصرية - الإثيوبية لمناقشة آثار «سد النهضة» والوصول إلى اتفاق يرضى جميع الأطراف حال فوزه بالرئاسة.
«مستعد أن أذهب إلى..» العبارة التى وردت على لسان أكثر من رئيس، لكنها لم ترِد على لسان «عبدالناصر»، لم يذكرها يوماً فى خطاباته، ابتعد حتى عن مجرد الإشارة إليها، كانت للأرض المحتلة وللكيان الصهيونى كما كان يفضل دوماً أن يسميه، لم تكن إسرائيل فقط هى الزيارة التى لم يستعد لها «ناصر»، لكن أمريكا أيضاً، كانت آخر ما يأمل، لكنه ذهب مضطراً لحضور جلسات الأمم المتحدة عام 1960 وهى الزيارة التى حكى عنها «هيكل» فى مذكراته: «مدة إقامته فى أمريكا اقتصرت على الطريق بين مقر إقامته وبين مقر الأمم المتحدة». «السادات» كان صادماً وحاسماً حين أعلنها لأول مرة «مستعد أن أذهب للكنيست ذاته»، لم يصدق البعض آذانهم حين قالها، ولم يفق آخرون من صدمتها إلا حين دعاه الكنيست لزيارة تل أبيب، لتكون الزيارة الأولى لرئيس مصرى لدولة إسرائيل ربما تفتح باباً جديداً أمام حل القضية الفلسطينية، الاستعداد للزيارة لم يكن مطروحاً أمام «مبارك»، لكن القدر فرضه باغتيال إسحاق رابين، فكانت الزيارة القصيرة لـ«مبارك» فى إسرائيل التى شملت مراسم الجنازة دون استقبال رسمى.
«مجرد الإعلان عن الاستعداد للزيارة فى حد ذاته حل استباقى للأزمة» بحسب د. عماد جاد، أستاذ العلوم السياسية، مؤكداً أن طرح «المشير» لفكرة السفر إلى إثيوبيا من شأنه أن يدفع المياه الراكدة فى قضية سد النهضة بعيداً عن الطرح العسكرى الذى يروج له البعض «دى رسالة طمأنة للجانب الإثيوبى تؤكد أنه ليس بالضرورة أن تفرض الطبيعة العسكرية للمشير حلاً مشابهاً، لكن ما زال هناك مجال للتفاوض والوصول إلى حل».