مدير«مفرقعات القاهرة»:395 مفتشاً و45 كلباً وأجهزة كشف وتشويش لتأمين اللجان
مع بدء موجة التفجيرات الإرهابية بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى، ازدادت أهمية إدارة المفرقعات، وقبل بدء الانتخابات الرئاسية بأيام، كشف اللواء علاء عبدالظاهر، مدير إدارة المفرقعات بالقاهرة، فى حواره لـ«الوطن» أن الإدارة استعدت لتأمين الانتخابات الرئاسية بمئات المفتشين والمساعدين وأجهزة الكشف عن المتفجرات والكلاب البوليسية المدربة. وقال «عبدالظاهر» إن التأمين يشمل فحص جميع اللجان الانتخابية قبل 24 ساعة من انطلاق التصويت، وانتهاء بالفرز وإعلان النتائج فى كل أنحاء القاهرة.
■ ما الإجراءات التى ستتخذها إدارة المفرقعات فى القاهرة لتأمين الانتخابات الرئاسية؟
- الإدارة وضعت خطة استنفار أمنى بشكل عام، منذ 30 يونيو، وحتى تستقر الأوضاع بالقضاء على الإرهاب الذى يهدد أمن البلد، وبالنسبة لتأمين عملية الانتخابات الرئاسية، فتم وضع خطة بتقسيم القاهرة إلى 6 قطاعات وأسند كل قطاع إلى عدد من المفتشين والمساعدين.
وقبل بدء عملية الاقتراع بـ24 ساعة تقوم الإدارة باستلام جميع اللجان الانتخابية فى العاصمة ويقوم كل فريق بتمشيط القطاع المكلف به وتطهيره، والتأكد من عدم وجود أية مفرقعات مزروعة داخل إحدى اللجان، وبعد ذلك يتم تشميع اللجان وتسليمها إلى ضباط الأمن العام والقوات المسلحة بمحاضر رسمية مثبت بها خلو تلك اللجان من أية مفرقعات، وأنها جاهزة لعملية الاقتراع.[SecondImage]
وفى صباح يوم الانتخابات، يتم تمشيط اللجان من الخارج والتأكد من عدم زرع أية عبوات ناسفة فى الساعات القليلة المنقضية، ثم تبدأ اللجان فى استقبال الناخبين، وبعد ذلك يتم تقسيم مفتشى المفرقعات إلى 43 فريقاً وكل فريق مكون من مفتش مفرقعات ومساعدين فى كل قسم شرطة من أقسام العاصمة والبالغ عددها 43 قسماً، ومعه الأجهزة الخاصة به للكشف عن المفرقعات والتعامل معها، بجانب وجود عنصر «كلب بوليسى» فى كل قسم، حتى نتمكن من سرعة الوصول لمسرح البلاغ.
وبعد انتهاء اليوم الأول للاقتراع يقوم كل فريق بتأمين وتمشيط وتطهير اللجان خشية زرع عبوة ناسفة أثناء فترة إدلاء الناخبين بأصواتهم، وفى صباح اليوم الثانى للانتخابات تقوم كل الفرق بتمشيط اللجان الانتخابية وتطهيرها قبل بدء التصويت، وتأتى المرحلة الأخيرة لضباط إدارة المفرقعات فى القاهرة وهى أثناء فرز الأصوات فتقوم جميع فرق المفرقعات الـ43 بالوجود خارج أماكن الفرز حتى الانتهاء منه.
■ وهل تمتلك إدارة المفرقعات فى القاهرة العناصر البشرية والأجهزة التى تمكنها من تأمين الانتخابات؟
- تم انتداب 50 مفتش مفرقعات من الإدارة العامة للمفرقعات ومن وزارة الداخلية، وكذلك 100 مساعد مفرقعات و20 كلباً بوليسياً للكشف عن المفرقعات.[FirstQuote]
كما أن الوزارة أمدتنا بعدد من بدل المفرقعات والأجهزة الخاصة بالكشف عن المفرقعات، حتى نتمكن من تأمين الانتخابات الرئاسية على أكمل وجه ممكن، بجانب أن الإدارة بها 45 مفتشاً، منهم 12 يستطيعون التعامل مع المفرقعات وإبطالها، والباقون يعملون للكشف عن المفرقعات، إضافة إلى 200 من أمناء وأفراد الشرطة، ليصبح العدد المكلف بتأمين الانتخابات الرئاسية فى القاهرة 95 مفتش مفرقعات و300 مساعد و45 كلباً بوليسياً للكشف عن المفرقعات، و6 سيارات لكشف مخاطر المفرقعات، إضافة إلى بوتقة للانفجار، توضع فيها العبوة الناسفة لكى تنفجر بداخلها، حال عدم التمكن من إبطالها، والتعامل معها بسبب ضيق الوقت أو خطورة العبوة، إضافة إلى عدد كبير من أجهزة التشويش المحمولة.
■ لديكم أجهزة حديثة للكشف عن المفرقعات، إذن لماذا الاعتماد على الكلاب البوليسية التى تعمل لمدة ربع ساعة كل ساعتين ولابد لها من عنصر بشرى موجود بصفة دائمة؟
- الكلاب لديها حاسة شم قوية وصادقة، والكلب طالما أخذ قسطاً من الراحة ووفرت له الرعاية الكاملة، فإنه لا ينافسه أى جهاز فى الكشف عن المفرقعات، كما أن الجهاز قد لا يعطى نتيجة صحيحة لأنه يتأثر بالحالة النفسية للعنصر البشرى الذى يستخدمه، بمعنى إذا دخل الخوف إلى قلب رجل المفرقعات واهتزت يده فإن جهاز الكشف عن المفرقعات يتأثر به ولا يعطى نتيجة صحيحة، لذلك فإن كلب الكشف عن المفرقعات أفضل من الجهاز.
■ نسمع عن وجود مخططات لاغتيال المرشح الرئاسى المشير عبدالفتاح السيسى، فهل مؤتمراته الانتخابية تحظى باهتمام أكثر من منافسه حمدين صباحى؟
- توجد أجهزة تختص بموضوع المخططات، أما نحن فى إدارة المفرقعات فليس لنا شأن بكل هذا الكلام سوى أن المديرية أو الوزارة تخطرنا بوجود مؤتمر انتخابى لأحد المرشحين ونحن نقوم بتأمينه، ولا نفرق بين الاثنين، وذلك لأن عمل المفرقعات لا يوجد فيه مجال للمجاملات، ويتم تمشيط المنطقة بالكامل خشية وجود عبوة ناسفة تسفر عن مقتل عشرات المواطنين، وفى النهاية نحن فى إدارة المفرقعات نؤمن أرواحاً ولا نومن أشخاصاً.
■ ما خطوات التعامل مع البلاغات التى تتلقاها الإدارة سواء كانت إيجابية أو سلبية؟
- أولاً، لا يمكن الجزم بمعرفة إذا كان البلاغ إيجابياً أو سلبياً من خلال التليفون، بل بعد الانتقال وفحص البلاغ، وفى البداية يتم التأكد من صحة البلاغ بالتعرف على اسم ورقم تليفون المبلغ للقيام بجمع معلومات كافية عن البلاغ، والتعرف على مواصفات الجسم أو السيارة المشتبه فيها، وما سبب الاشتباه، كما يتم إخطار مشرف غرفة النجدة بالبلاغ من رقم 180 أو 122 وكل البلاغات بالنسبة لنا إيجابية لحين التأكد منها.
يتم التعامل مع البلاغات بجدية، فيتم إعداد سيارة مجهزة وفريق للوصول لموقع البلاغ فى أسرع وقت، وعند احتياج ضابط المفرقعات إلى الدعم تنتقل باقى القطاعات، ويتم توجيه القطاع الأقرب إلى مكان البلاغ ثم الأبعد فالأبعد ويتحرك أكثر من قطاع للبلاغ حسب خطورته، حتى يصل إخطار من القطاع القريب إلى موقع البلاغ، بانتهاء التعامل أو سلبية البلاغ.
وإذا كان انفجاراً فيتم الوصول إلى مسرح الانفجار وتمشيط وتطهير الموقع خشية وجود عبوات أخرى مزروعة لم تنفجر بعد.
■ إذن من المسئول عن انفجار جامعة القاهرة واستشهاد العميد المرجاوى، حيث انفجرت عبوتان بعد ساعتين من الانفجار الأول؟
- بالفعل بمجرد حدوث انفجار يتم تمشيط مسرح الانفجار وتطهيره خشية وجود عبوات لم تنفجر بعد، ولكن ما حدث فى جامعة القاهرة لم يكن خطأ رجال المفرقعات، بل لم يتم تمشيط وتقييم المنطقة بدقة بسبب وجود المئات من الصحفيين والإعلاميين والمراسلين والمواطنين الذى انتشروا فى محيط الانفجار، بالإضافة إلى القيادات الأمنية ما جعل رجال المفرقعات ينشغلون بمحاولة إبعاد تلك الجموع من مسرح الانفجار، وهو ما تسبب فى عدم فحص المكان بدقة وحدوث الانفجارين.
وبالنسبة لمرور ساعتين فهذا ليس وقتاً كافياً لتمشيط وتعقيم المنطقة، وفى انفجار بوسطن فى أمريكا، بعد 6 ساعات من غلق المكان وتمشيطه حدث انفجار آخر، ومع ذلك لم يتهمهم أحد بالإهمال، لأننا نتعامل مع عدو جبان وهو الإرهاب.