منذ انتشار فيروس كورونا، لا يتوقف الحديث عن نماذج كثيرة من الجيش الأبيض وما يضربونه من أروع الأمثلة في التضحية بحياتهم من أجل المرضى طبيعة عملهم، ولكن اختار طالب شاب يدعى "محمد أشرف الجمل" أن يضحي بحياته بإرادته الحرة فدخل متاهة الفيروس التي تحصد الأرواح يوما بعد يوم بقدميه.
لم ينتظر ابن محافظة القليوبية، طالب بالسنة الأخيرة بكلية الطب، بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إنتهاء دراسته، وتطوع للعمل بأحد مستشفيات العزل، ورفض أخذ إجازة للمذاكرة استعدادا للامتحانات وظل في المستشفى يقوم بمهامه ويقدم العون لكل من يحتاجه، حتى أصيب بالفيروس وفقد حياته أمس.
آخر ما كتبه "محمد" عبر حسابه على "فيس بوك"، كان بعض الكلمات التي نعى بها أصدقائه قائلا "لو اتكتب لنا النجاة وعدينا 2020، هنحكي عليها كتير، جميعهم ماتوا في ريعان شبابهم من أجل أن نعيش نحن".
مصطفى عبدالوهاب، صديق الشهيد الراحل، عبر عن حزنه مما حدث وفقدانه لصديق عمره، كما تحدث عن عمله التطوعي الذي بدأ منذ صغره "محمد دايما كان بيرغب لفعل الخير ودايما متطوع بااعمال خيرية".
كما قال مصطفى في حديثه للوطن، إن صديقه لم يكن يهمه الموت "مش بيفرق معاه حاجة غير انه خايف على اللي حواليه ودايما كان زعلان انه الإصابات بتزيد وعنده مخاوف من عودةالحياة لطبيعتها قبل انتهاء الفيروس".
"أحمد أشرف"، شقيق الطبيب الذي يعمل طبيبا أيضا، قال إن أخيه تطوع لمواجهة كورونا بمستشفى مدينة نصر، لكنه أصيب بالعدوى، فقرر عزل نفسه منزليًا، ولكن يوما بعد يوم ساءت حالته حتى فارق الحياة "عاش معاناة مع المرضى وبعدين عاشها في جسمه في صراع مع الفيروس".
و جرى دفنه بمعرفة الأسرة، وفقًا للإجراءات الخاصة بدفن جثامين شهداء كورونا، وفق لحديث شقيقه مضيفا "كان كل حاجة في حياتي وكان نفسي أفرح بولاده ولكنه مالحقش يفرح بعد 6 شهور من زواجه، و ربنا يصبرني على فراقه".
كان فاضل له شهرين فقط ويتخرج في كلية الطب، وبدل ما يقعد في البيت، قرر يتطوع في مستشفى عزل ويشتغل ويساعد الدكاترة في العلاج، هكذا تحدث صديقه إبراهيم هشام، "كنت بثق فيه وبحبه أوي، كان بيقولي صلاة الفجر عندي حاجة أساسية، حتى لو لسه نايم لازم أصلي وبعدين أرجع أنام"..
كما قال مدرسه السابق محمد شوقي إن الشهيد كان مشهورا بحسن الخلق وحب الخير وكان بيشارك في العمل التطوعي عن طريق صناع الحياة وهو لسة طالب في ثانوي، مضيفا "كان بيشارك في مساعدة المصابين بكورونا في الأماكن المختلفة، مشيرا إلى أنه كان يشكو في أواخر أيامه من نقص في الادوات الطبية في المستشفيات.
تعليقات الفيسبوك