خبير يوضح أهمية القطعة الأثرية المستردة من براج: نادرة جدا
خبير أثري يوضح أهمية القطعة الأثرية المستردة من براج: نادرة جدا
استردت مصر قطعة أثرية تعود لحضارة نقادة 2 حيث وقع السفير سعيد هندام، سفير جمهورية مصر العربية لدى التشيك، على بروتوكول الاستلام والتسلم للقطعة الأثرية المصرية التي ضبطتها جمهورية التشيك خلال عمليات الرصد لحيازة وبيع المقتنيات الأثرية بطرق غير مشروعة.
ووقع من الجانب التشيكي وزير الثقافة لوبومير زاوراليك الذي سلم القطعة الأثرية المصرية والتي ترجع إلى عصر "نقادة 2" وتاريخها في الفترة 3350- 3200 قبل الميلاد.
وقال الدكتور مجدي شاكرالخبير الأثري، إن أهمية القطعة المستردة ترجع إلى أنها تمثل قطعة من حضارة من أقدم حضارات مصر كانت حلقة في سلسلة التطور الحضاري لمصر، والقطعة عبارة عن إناء من الفخار له مقبضين صغيرين وخالي من الزخارف، كما يعد العثور على قطعة كاملة لهذا العصر أمر نادر فهي قطعة فريدة لعصر ما قبل الأسرات ووحدة القطرين.
وأوضح شاكر في حديثه لـ"الوطن"، أن نقادة هي مدينة ومركز بمحافظة قنا، تقع على الشاطئ الغربي للنيل وتطل علي نهر النيل وتبعد عن مدينة قنا بنحو 31 كم جنوبا وعن الأقصر 25 كم شمالاً، موضحا أن للمدينة حضارة مصرية من 4400 ق.ب إلى 3000 ق.ب وتلت حضارة البداري وقسمها العلماء إلى ثلاثة حضارات تمتد عبر نحو 1400 سنة وهم حضارة نقادة الأولى وحضارة نقادة الثانية وحضارة نقادة الثالثة.
وتابع الخبير الأثري، أن المتتبع لتلك الحضارات يلاحظ تطورا سريعا بين تلك الأحقاب، حيث اشتهرت حضارة نقادة بالتقدم الاقتصادي والصناعي والفني والتكوين الاجتماعي والسياسي السريع مما أدى إلى نشأة إمارات كبيرة متقدمة في مصر القديمة؛ وتكللت تلك الحضارة بتكوين الوحدة بين شمال مصر وجنوبها مع بدء حكم الأسرة الأولى.
وتعود القطعة الأثرية المستردة إلى حضارة نقادة الثانية، وهي الحضارة الأوسع انتشارا وتقدما من سابقتها، حيث ظهرت في هذه الفترة أول إرهاصات للرسوم الجدارية في الكوم الأحمر قرب مدينة إدفو عام 3500 قبل الميلاد ، وظهر الفخار الملون برسوم مراكب وأشكال الإنسان والحيوان والطير، بحسب شاكر.
وقال وزير الثقافة التشيكي في كلمته بهذه المناسبة، إن إعادة هذا التمثال يدلل على العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط البلدين والاهتمام التشيكي الخاص بالآثار المصرية، والذي يبرهن عليه تواجد البعثة الأثرية التشيكية للتنقيب عن الآثار المصرية في مصر منذ أكثر من 60 عاما، نجحت خلالها في العثور على العديد من المكتشفات الأثرية القيمة.
وأكد السفير المصري على التعاون القائم بين البلدين في مجال مكافحة التهريب والاتجار والحيازة غير الشرعية للمقتنيات الأثرية والتي تنظمها اتفاقية منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة "اليونسكو"، وانضمت إليها كلا الدولتين، كما أكد على وقوف مصر داعمة لجمهورية التشيك كذلك في استعادة كل المقتنيات الأثرية المفقودة.