طاولة صغيرة وموقد.. حيلة أصحاب المقاهي لتوفير لقمة العيش في زمن كورونا
أمام إحدى الكافيهات
بسبب إغلاق دام لنحو أربعة أشهر إثر تفشي عدوى فيروس كورونا المستجد، وقرار الحكومة بتعليق العمل في جميع الكافيهات والمقاهي الشعبية، ضمن حزمة إجراءات احترازية شملت العديد من المجالات، لجأ كثير من ملاّك تلك الكافيهات مؤخرًا لحيلة توفر لهم باب رزق.
ففي العديد من أحياء وشوارع محافظتي القاهرة والجيزة قام أصحاب المقاهي بتوفير طاولات متوسطة الحجم أمام البوابات المغلقة بالجنازير المغطاة بالأتربة، وقاموا برص عدد من الأكواب البلاستيكية والكرتونية الفارغة، وأخرى مليئة بأوراق النعناع فوقها، إضافة إلى بعض زجاجات المياه وموقد صغير لتحضير الشاي والقهوة، وبيعها للمارة الذين عادة ما يتوقفون للحصول على مشروب ساخن يعدّه عمّال المقاهي.
أمام إحدى تلك الكافيهات بشارع اللبيني بمنطقة فيصل بالجيزة، كان شريف عبدالنبي يجلس فوق كرسي خشبي صغير مقابل للطاولة في انتظار الزبائن: "بقالي أسبوع تقريبًا بشتغل هنا على الترابيزة دي عشان قعدة البيت طولت اوي، ومش عارفين الكافيه هيفتح امتى، ونرجع شغلنا تاني بشكل طبيعي".
ورغم عدم تحقيق مبلغ ربح كبير إلاّ أنّ الشاب العشريني يراها فرصة لتوفير ولو مبلغ صغير من المال: "كل يوم تقريبًا بيطلع لي 100 جنيه بجيب بـ30 جنيه بن وحاجات الشاي، وبيبقى معايا 70 جنيه يادوب أحاول أشتري بيهم الحاجات الضرورية".
"كوباية الشاي بقت بـ3 جنيه بعد ما كنّا بنبيعها جوه القهوة بـ5 أو 6 جنيه، والقهوة بـ8 بدل 10، واضطرينا ننزل في السعر عشان الناس تيجي تشتري"، يقولها عبده سادات بنبرة يائسة، حيث يبدأ الرجل الأربعيني يومه في بيع المشروبات الساخنة أمام إحدى المقاهي الشعبية بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة منذ العاشرة والنصف صباحًا، لينتهي عمله قبيل ميعاد الحظر بدقائق قليلة: "بنشوف أي مصدر رزق نقدر نوفر بيه تمن وجبة العشاء".