رئيس "الشعبة" بغرفة القاهرة: السياحة الداخلية كانت عونا دائما خلال الثورات وحتى إرهاب التسعينات
الأزمة غير مسبوقة في القطاع
فتحي غازي رئيس شعبة شركات السياحة بغرفة القاهرة التجارية
قال فتحى غازى، رئيس شعبة شركات السياحة بغرفة القاهرة التجارية، إن الأزمة التى تتعرض لها السياحة لم تحدث من قبل، وقرار الحكومة بعودة السياحة الداخلية بنسب تشغيل بسيطة، يهدف إلى تشغيل عجلة السياحة بشروط صعبة، لكن أصحاب المنشآت السياحية مضطرون للقبول بسبب الظروف الطارئة، متوقعاً أن ترتفع الأسعار بسبب انخفاض نسبة التشغيل وتكلفة تطبيق الإجراءات الاحترازية، وإلى نص الحوار.
بداية.. حدثنا عن رأيك فى خطوة إعادة تشغيل قطاع السياحة فى ظل أزمة وباء كورونا؟
- أولاً الحكومة مشكورة أنها تقدمت بخطوة لدعم قطاع السياحة واتخاذ قرار إعادة التشغيل حتى لو كان جزئياً، خاصة أن الإجراءات الاحترازية والضوابط التى وضعتها شديدة وقادرة على تأمين القطاع، ثانياً أقول إن البرنامج الذى وضعته الحكومة سيكون هناك صعوبة فى تنفيذه على أصحاب الفنادق ولكنهم مضطرون إلى ذلك لتدوير عجلة السياحة، لأن المصاريف الكبيرة التى تنفق على الإجراءات الاحترازية من تعقيم وتجهيز الفندق والاستمرار فى اتباع سلوك التباعد الاجتماعى سيشكل عبئاً مالياً كبيراً على الفنادق، خاصة أن من ضمن الشروط هو تفريغ طابق كامل لإجراء العزل حال وجود أى حالة اشتباه، وأن هذا سيتبعه زيادة التكلفة فى حجز الفنادق وأيضاً زيادة التكلفة فى عمل البرامج السياحة من جانب شركات السياحة.
وما يمر به قطاع السياحة من توقف كامل، هل حدث من قبل فى أزمة سابقة؟
- لا، لم يحدث أن توقفت الحركة إلى هذا المستوى حتى السكون التام بنسبة توقف 100% لأن كل شىء بابه مغلق، وأنا شركتى تعود إلى والدى وهى تعمل منذ عام 1984 وأقول إنه حتى فى الهجمات الإرهابية على السياحة فى التسعينات وطوال مدة الأزمات التى تعرضت لها السياحة حتى الثورات والأحداث السياحية وسقوط الطائرة الروسية، لم تتوقف بهذا الشكل، لذلك فإن التعامل هذه المرة سيكون صعباً لأنه أزمة لم تحدث من قبل.
متى ظهرت أهمية السياحة الداخلية، وهل كانت العون فى الظروف والمحن التى يمر بها القطاع؟
- على مدار هذه الأزمات كانت السياحة الداخلية تقوم بسد الحاجة عن غياب السياحة الخارجية، أو أى أزمة، والسياحة الداخلية تعمل طوال الوقت، والشعب المصرى يحب السفر والتنزه، والجميع يذهب إلى الشواطئ والمدن السياحية كل موسم اصطياف، وأيضاًَ يذهبون إلى الحج والعمرة سنوياًَ بأعداد كبيرة، بل إن كثيراً من المصريين يسافرون إلى أوروبا ودبى ودول شرق آسيا، أى ليس داخل مصر فقط. وقطاع السياحة لا يعمل وحده بل يقوم بتشغيل نحو 60 حرفة معه، ما بين سائقين وبائعى خضراوات وفواكه ولحوم ودواجن وصيادين وأسماك وصيانة وغيرها من المهن والحرف التى تقوم السياحة بتشغيلها، لذلك فإن التوقف الكامل لحركة السياحة مؤثر جداً.
فتحى غازى: الضوابط المفروضة على الفنادق لإعادة التشغيل قادرة على تأمين القطاع
ما رأيك فى نسبة إشغال الفنادق التى قررتها وزارة السياحة فى بداية التشغيل وهى 25% فقط؟
- طبعاً هذه النسبة غير مجزية على الإطلاق، وحتى بعد التشغيل بنسبة 50% بدءاً من أول يونيو، فلن يكون ذلك مجزياً أيضاً، وكان فى رأيى أن تبدأ تشغيل بنسبة 50% ثم ترفعها إلى 75% لتعم بفائدة مقبولة على العاملين فى السياحة، لكن هذا قرار وزارات مختصة وترى الأصح وفقاً لضوابط صحية وطبية، لكن النسب البسيطة لن تغطى حتى تكاليف أدوات ومعدات التعقيم التى ستنفقها الفنادق خلال التشغيل، كما أنه ستظهر مشكلة أخرى فى عملية نقل السياح لأن خفض النسبة فى الإقامة أعتقد سيتبعها خفض فى نسبة إشغالهم مقاعد السيارات التى تنقلهم إلى مقاصدهم السياحية، والحكومة حتى الآن لم تتطرق إلى هذه النقطة، وأعتقد أن تقليل نسب الإشغال سيرفع من تكاليف الإقامة والنقل، لأن الاحتياطات المتخذة ينفق عليها أموال كثيرة، لأنى إذا اتخذت إجراءً احترازياً ونقل السائحين فى «باص» سعته 50 فرداً سأكون مضطراً إلى تحميل 25 فقط، وإذا كان الباص يحتاج فى الرحلة 6 آلاف جنيه، فبدلاً من تقسيمهم على 50 فرداً سيتم تقسيمهم على 25 فرداً، فالسعر سيكون مرتفعاً، وقليل من سيذهب، أو النسبة التى ستحل محل الإشغال الكامل لـ«الباص».
فى ظل إغلاق الملاهى والمقاهى السياحية، هل تتوقع أن يكون هناك إقبال على السياحة الداخلية التى تحددت فى الفنادق فقط، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار كما توقعت؟
- لا أستطيع أن أراهن على الشعب المصرى فى هذه النقطة، فقد نجدهم لا يأتون أبداً، أو يتزاحمون على الفنادق فقط، رغم علمهم بأن المقاهى والملاهى السياحية مغلقة: «الشعب المصرى مالوش كتالوج ومحدش يتوقعه»، وربما نرى وفوداً كبيرة بسبب شعورهم بالملل خلال شهور الحظر الماضية.
ننتظر فتح النقاش مع وزارة السياحة لاستكمال باقى الضوابط
متى ستفتح شركات السياحة أبوابها للجمهور؟
- سنفتح بعد عيد الفطر المبارك بشكل مباشر، وطبعاً ننتظر أن ترسل لنا الفنادق الأسعار والتكلفة لعمل البرامج وكذلك ننتظر فتح النقاش مع وزارة السياحة أيضاً لاستكمال باقى الضوابط.
اقرأ أيضًا:
السياحة الداخلية.. المنقذ من خراب "كورونا"
أصحاب فنادق: الهدف تشغيل العجلة وألا نخرج من الخريطة السياحية
مواطنون عن عودة السياحة: نفضل الشاليهات الخاصة لأن الفنادق تفرض الحذر على النزلاء