زيارة الحدائق والقبور.. مشاهد ستختفي في عيد الفطر بسبب كورونا
عيد الفطر
أصوات تكبيرات العيد العالية التي تخرج من جميع المساجد، لتحرك صوبها أعدادا كبيرة من المواطنين الذين يرتدون الملابس ذات الألوان البيضاء وأخرى مبهجة حاملين الهدايا و"البلالين"، لتأدية الصلاة ثم الاتجاه للحدائق والمتنزهات، صورة معتادة سعيدة لعيد الفطر المبارك الذي يحل بعد صيام شهر رمضان الكريم، إلا أنها ستختفي للمرة الأولى تماما من البلاد.
فرض فيروس كورونا "المستجد" نفسه بقوة على الجميع بمختلف دول العالم، فلم تسلم منه البلدان الغنية أو الفقيرة، ليغير الكثير من جوانب الحياة كليا، بعد أن أصاب 3 ملايين شخصا بالعالم، فالتزم العديدون منازلهم، تنفيذا لمبادئ الحجر المنزلي، بينما تحارب الأطقم الطبية بكل طاقتهم خلف أسوار المستشفيات.
وبعد أن غيرّ الفيروس المستجد من ملامح رمضان وأصدرت الحكومة قرارا بإغلاق المساجد ومنع إقامة الصلاة والتروايح، يستمر ذلك الأمر أيضا في أسبوع العيد، حيث أعلنت الأوقاف عدم فتح المسجد أمام الجمهور على الإطلاق، والاقتصار على تشغيل مكبرات الصوت الداخلية فقط، وذلك دون استخدام مكبرات الصوت الخارجية منعا لأي تجمع خارج المسجد.
لن تخرج تكبيرات العيد ويتواجد المصلون سوى بجامع واحد فقط، هو مسجد السيدة نفيسة، وستقتصر على عشرين مصليا فقط من العاملين بالأوقاف بكشف محدد ومقدم من رئيس القطاع الديني، وفقا للوزارة.
لن يقتصر تغيير الطقوس عند ذلك الحد بسبب جائحة كورونا، حيث ستشهد الحدائق هدوء وسكونا شديدا لغياب الشعب عنها طوال أيام العيد، فقط حركة الورود والأشجار هي بطل المشهد، حيث قررت الحكومة منع التجمعات وإغلاق الحدائق ومناطق التجمعات.
بينما سيسود السكون أيضا داخل المولات التجارية والسنيمات والمسارح، بعدما كانت تكتظ بالشباب والأطفال، الذين يتكدسون أمام شباك التذاكر لمشاهدة أفلام ومسرحيات العيد، وهو الحال نفسه بالمقابر التي يعتاد البعض على زيارة أحبائهم الراحلين بعد صلاة العيد، نظرا لمنع التجمعات.
شارع قصر النيل، هو الأكثر اكتظاظا في المعتاد حيث يتكدس به العديد لالتقاط الصور قبل التنزه بالحدائق المحيطة به أو المشاركة في النزهات النيلية، وهو ما سيغيب أيضا في العيد الحالي بسبب كورونا.
تنظيم أوضاع أسبوع العيد، أعلنها الأحد الماضي، الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، أن اللجنة الوزارية العليا أقرت عدة إجراءات من الأحد أول أيام العيد حتى يوم الجمعة من نهاية الأسبوع نفسه، منها غلق كل المحال والمولات التجارية والمطاعم والمناطق الترفيهية والشواطئ والحدائق العامة والمنتزهات، وتعليق مواصلات النقل العام والجماعي خلال أسبوع العيد، وإيقاف وسائل النقل الجماعي والأتوبيسات الجماعية للتنقل بين المحافظات.
كما قرر حظر سير المواطنين من الخامسة مساءً حتى السادسة صباحًا، وفرض حظر التجول لمدة أسبوعين بداية من السبت 30 مايو اعتبارًا من الساعة الثامنة مساء حتى السادسة صباحًا، إضافة إلى إذاعة صلاة العيد من أحد مساجد الدولة، على أن تكون مقتصرة على العاملين بالمسجد فقط.
وأكد رئيس الوزراء أهمية ارتداء الكمامات إجباريًا في المنشآت الحكومية، أو أي مكان مغلق، بما فيها وسائل النقل الجماعي، والتنسيق مع وزارة الصناعة على إنتاج الكمامات المصنعة من الأقمشة، لتكون متاحة أمام جميع المواطنين.