تراشق جديد بين أمريكا وإيران حول السفن الحربية في الخليج
واشنطن تحذر من الاقتراب من سفنها.. وإيران: قرصنة بحرية سنواجهها بحسم
أرشيفية
تراشق جديد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران هو آخر مثال على التوتر الحاد بين واشنطن وطهران، والذي تصاعد بشكل مطرد منذ عام 2018 عندما انسحب "ترامب" من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع 6 قوى عالمية وأعاد فرض عقوبات أصابت الاقتصاد الإيراني بالشلل، وبدأ التراشق بتنبيه يبدو أنه موجه بشكل مباشر لإيران، أصدرته البحرية الأمريكية، أمس، وتحذيرا للبحارة في الخليج بالبقاء بعيدا 100 متر عن سفنها الحربية وإلا ربما "تفسر على أنها تهديد وتواجه إجراءات دفاعية قانونية".
وجاء هذا الإشعار للبحارة، في أعقاب تهديد وجهه الرئيس دونالد ترامب، الشهر الماضي وأصدر فيه تعليمات للبحرية الأمريكية بإطلاق النار على أي سفن إيرانية تتحرش بالسفن الأمريكية بحسب ما نقلته شبكة "سكاي نيوز" عن وكالة "رويترز" للأنباء.
ووفقا لنص الإشعار الجديد، "يمكن تفسير اقتراب سفن مسلحة لمسافة 100 متر من سفينة بحرية أمريكية على أنه تهديد"، وقال مسؤول أمريكي، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الإشعار الجديد ليس تغييرا في قواعد الاشتباك الخاصة بالجيش الأمريكي.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن تهديد ترامب يهدف إلى تأكيد حق البحرية في الدفاع عن النفس، وأوضحت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، في بيان، أن الهدف من الإشعار هو "تعزيز السلامة وتقليل الغموض والحد من مخاطر سوء التقدير".
ويأتي هذا الإشعار في أعقاب حادث وقع الشهر الماضي اقتربت خلاله 11 سفينة إيرانية من سفن البحرية وقوات خفر السواحل الأمريكية في الخليج، وهو ما وصفه الجيش الأمريكي بالسلوك "الخطير والاستفزازي".
وذكر الجيش الأمريكي أن السفن الإيرانية اقتربت في لحظة ما لمسافة 10 ياردات "9 أمتار" من السفينة ماوي التابعة لقوات خفر السواحل الأمريكي.
ورد رئيس الحرس الثوري الإيراني على "ترامب" مهددا بتدمير السفن الحربية الأمريكية إذا تعرض أمن الحرس الثوري للتهديد في الخليج.
ووصل العداء إلى أقصى مدى في أوائل يناير عندما قتلت الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني في غارة بطائرة مسيرة في بغداد.
وردت إيران في التاسع من يناير بإطلاق صواريخ على قواعد في العراق مما تسبب في إصابات دماغية لجنود أمريكيين في إحدى تلك القواعد.
وكانت الاشتباكات عن قرب مع سفن عسكرية إيرانية أمرا شائعا في عامي 2016 و2017. وفي عدة مناسبات، أطلقت سفن البحرية الأمريكية طلقات تحذيرية على السفن الإيرانية عندما اقتربت منها بشدة، لكن إيران أوقفت مثل هذه المناورات قبل حادث أبريل.
أكد وزير الدفاع الايراني العميد أمير حاتمي، أن إيران لن تتحمل أي مضايقة ، وقال اذا استمرت المضايقات وتصاعدت فاننا حتما سنرد ردا حاسما وقويا بحسب وكالة "ارنا".
وفي حديث له على هامش اجتماع مجلس الوزراء اليوم حول المضايقات التي تعرضت لها ناقلات النفط الايرانية ، قال العميد حاتمي ، أن هذه المضايقات تتعارض مع القوانين والأمن العالمي، داعيا المنظمات الدولية والدول التي يهمها أمن الممرات المائية في العالم أن تتبنى موقفها من هذا الأمر وتدين هذه المضايقات. واعتبر هذه المضايقات بانها قرصنة بحرية لن تتحملها ايران إلى ما لانهاية.
واوضح وزير الدفاع الايراني أن الأمريكيين وغيرهم يعلمون أننا لن نسمح لانفسنا باي تردد في مواجهة هذا الأمر ، واذا تكررت هذه المضايقات أو تصاعدت فستتلقى حتما ردا حاسما وقويا.
وعلق مصدر عسكري لوكالة "نور نيوز" المقربة من الحرس الثوري الإيراني، على "تحذير" الجيش الأمريكي من الاقتراب لمسافة 100 متر من سفن البحرية الأمريكية في المياه الدولية ومضيق هرمز بحسب ما ذكرته قناة " روسيا اليوم".
وقال المصدر: "القوات البحرية التابعة للجمهورية الإيرانية ستواصل مهامها الاعتيادية وبحرفية في الخليج وبحر عمان كما في السابق، وصدور أوامر من القوى الأجنبية، التي نعتبر وجودها في الأساس غير شرعي، لن يغير من تنفيذنا الدقيق لمهامنا البحرية".