استعدادات العيد في دور المسنين: "كحك وأغاني ولبس جديد"
"سعيد": بنحاول نحسسهم بفرحة العيد عشان ما يحسوش بوحدة
مسنون يصنعون كحك العيد داخل إحدى الدور
انطلق المذياع عن آخره يدندن بأغانى العيد، يرددون وراءه بصوت خافت، وفى أيديهم أدوات إعداد كعك العيد والبسكويت، يشكلونه حسب رغبتهم، يستعيدون معه ذكريات الماضى فى جلسة ونس جمعت نزلاء بعض دور المسنين فى العشر الأواخر من شهر رمضان، يحاولون إضفاء روح من البهجة داخل غرفهم فى محاولة منهم لتحدى الظروف والتغلب على قلة الزيارات ومنع الحفلات والخروج مع انتشار فيروس كورونا المستجد.
يحكى سعيد عبدالغنى، مدير إحدى دور المسنين «رجال ونساء»، أنهم بدأوا فى نشر الفرح بين النزلاء وإعلان اقتراب العيد من خلال عمل كعك العيد وتجديد الزينة وتشغيل أغانى العيد على مدار اليوم: «اللى بيطلب أغنية كان بيسمعها زمان بنشغلها له، وبنحاول نحسسهم إن مفيش حاجة هتتغير».
مؤكداً أنهم ملتزمون بالإجراءات الوقائية للحفاظ على صحة النزلاء، يتيحون لهم الفرصة باستضافة فرد أو اثنين من عائلتهم للإفطار معهم خلال شهر رمضان حتى لا يشعروا بالضيق أو بالوحدة، مع فرض إجراءات الحماية، فضلاً عن إقامة صلاة التراويح داخل الدار ويشارك فيها 19 شخصاً من الجنسين من خلال عمل مسجد مصغر كما اعتادوا فى كل عام: «عندنا حد بيقيم الصلاة، بعد ما كل شىء اتمنع بنحاول نفرحهم وجددنا الزينة وعلقنا فانوس كبير ويوم العيد بنستعد له من دلوقتى».
يعمل مصطفى فضل، ممرض، داخل دار مسنين بالتجمع الخامس، ومسئول بها، موضحاً أنهم بدأوا الاستعداد لعيد الفطر بشراء الكعك والبسكويت وتوزيعه على النزلاء وتعليق الزينة وتشغيل الأغانى وتنظيف المبنى وتجديد الغرف لإشعارهم بأنهم داخل منازلهم: «مانعين الزيارات بس مش مانعين الاحتفال وبنجيب لهم لبس جديد».
لم يمنع انتشار فيروس كورونا إحدى دور المشردين من إعداد كعك العيد بأيادى نزلائها، كما اعتادوا فى كل عام، من خلال إحضار مكوناته الأساسية من دقيق وعجوة وملبن وسمن وغيرها للبدء فى تحضيره وإتاحة الفرصة للمقيمن فى الدار للمشاركة فى مراحل إعداده لإدخال السعادة على قلوبهم: «الاختلاف الوحيد السنة دى إن مفيش زيارات، كان فيه ناس بتحب تيجى تشاركنا»، حسب شيماء وحيد، مسئول بالدار.
تؤكد «شيماء» أنه على الرغم من الحصول على كعك جاهز من بعض المتبرعين، فإنهم يحرصون على إعداد كعك، ولو بكميات صغيرة، للسيدات؛ لإدخال البهجة عليهن: «الناس الكبيرة دى لو معملتش كحك العيد هتعتبر إنه مجاش»، لافتة إلى أنهم يجهزون لعمل معرض ملابس للعيد داخل الدار كى يختار جميع النزلاء ما يعجبهم منه: «هنفتحه كأنه محل وهمّا داخلين يشتروا ويقيسوا ويختاروا براحتهم».