الطفل حسام يهدي بورتريه للمنسي: رسمتها بالرصاص.. ونفسي أرسم كل الشهداء
حسام محمد
بعد مشاهدته للحلقات الأولى من مسلسل الاختيار، باتت تجمعه معرفة قوية بالشهيد أحمد منسي ضحية الحادثة الإرهابية في كمين البرث، قبل 3 أعوام، لتزداد محبته له لاتسامه بالشجاعة والقوة والإخلاص، ليسارع بحمل أدواته البسيطة من الورقة والقلم الرصاص ويمكث 3 أيام بأنامله الصغيرة لرسم "بورتريه" خصيصا إليه.
الطفل حسام محمد، 14 عاما، طالب بالصف الثاني الإعدادي بإحدى مدارس اللغات بمحافظة البحيرة، ولدت بداخله موهبة الرسم منذ صغره، ليبدأ التدرب والتعلم عليها بمفرده، وسط تشجيع من عائلته واستعانة ببعض مقاطع الفيديو التعليمية عبر "يوتيوب"، ليبدأ في رسم العديد من اللوحات، بينما تكون محطته الأولى في البورتريه هي صورة خاصة للقائد الراحل جمال عبدالناصر.
توالت لوحات حسام لاحقا للممثلين المصريين والأجانب، فرسم أحمد حلمي وسعاد حسني، وليوناردو دي كابريو وخوكين فينيكس وشخصية الجوكر، ليكون محط اهتمام وتشجيع دائم بين عائلته وأصدقائه ومدرسته.
منذ بداية شهر رمضان الجاري، خصص ابن البحيرة ساعة يوميا لمشاهدة مسلسل الاختيار، لمعرفة تفاصيل حياة الشهيد أحمد المنسي وغيره من الأبطال الشهداء ويكون شاهدا على الجرائم الإرهابية، ثم وثق معلوماته بالبيانات الرسمية، ليقرر إهداء عائلته "بورتوريه" خصيصا له، رغم عدم معرفته بهم.
قضي الطفل 6 ساعات مقسمة على يومين متواصلين من أجل اللوحة، بالتنسيق مع وقته بالصيام وقراءة القرآن وإعداد بحثه الدراسي، حتى انتهى من بورتريه المنسي ليحقق أكبر تفاعل وإعجاب عبر صفحته بموقع "فيس بوك"، حيث يتمنى أن تصل لنجليه وزوجته وأن تزين جدران منزلهم.
"المسلسل لفت انتباهي لحاجات أكتر حببتني في الشخصية وممكن اتخاذها قدوة، من شجاعه وبطولة وتضحية وطيبة، الشخصية دي متتكرهش".. هكذا يرى الطفل حسام الشهيد منسي، حيث قرر أن ينقل تلك الصفات لشقيقه الأصغر، فضلا عن تعلمه "التمسك بالهدف أوي، وعدم الاستسلام مهما كان الخساير، والهدف ده ممكن يكون في الرسم ممكن يكون في الدراسه ممكن بكون في مشاكل الحياة".
ويتمنى الشاب الصغير أن يتمكن من رسم جميع الشهداء الذين وهبوا حياتهم من أجل الوطن لتقديم التحية والتقدير لهم، لذلك يأمل الالتحاق بالكلية الحربية أو الهندسة أو الفنون الجميلة ليحقق أهدافه بهم، كما يعمل حاليا على صورة تجمع بين الفنان الراحل أحمد زكي وليلى علوي.