يسرا: استعدت لحظات وفاة والدتي عند دفن ابني في "خيانة عهد"
الجمهور يطالبني بالانتقام
يسرا
لم يأتِ تلقيبها بـ«ملكة الدراما» من فراغ، وإنما جاء نتاج جهد سنوات وسنوات، تربعت خلالها النجمة يسرا على عرش الدراما التليفزيونية، لتواصل مسيرتها فى رمضان الحالى مع مسلسلها الجديد «خيانة عهد»، الذى بات يتصدّر تريند «تويتر» بشكل يومى، نظراً لتفاعل المشاهدين مع أحداثه، التى كان آخرها وفاة «هشام» ويجسّد دوره الفنان خالد أنور فى مشهد مأساوى أبكى الجمهور بمختلف فئاته. وفى حوارها مع «الوطن» تحدّثت يسرا عن أصداء مسلسلها الجديد، وأبرز ردود الفعل بشأنه، وكشفت عن المشاعر التى انتابتها فى مشهد دفن ابنها «هشام»، وتكلمت عن المنافسة فى دراما رمضان الحالى، والكثير من التفاصيل فى السطور المقبلة.
كيف كانت الأصداء حيال مسلسلك الجديد «خيانة عهد»؟
- تلقيت ردود فعل مبهرة فاقت كل التوقعات، سواء من داخل الوسط الفنى أو خارجه، وسعدت بتصاعد درجة حماسة المشاهدين مع كل حلقة، وانغماسهم داخل تفاصيل الشخصيات بطريقة تعكس تفاعلهم مع الأحداث، بدليل تحدث الكثيرين معى، قائلين: «هتنتقمى إمتى؟ إحنا متغاظين جداً، وهما بيعملوا فيكى كده ليه؟»، وأرى أن تلك الحالة التفاعلية بلغت ذروتها حالياً على عكس الحلقات الأولى، التى كانت درجة الحماسة تجاهها أقل نسبياً مما نحن عليه الآن.
ألم يُقلقك انخفاض حماسة الجمهور إزاء الحلقات الأولى كما أشرتِ؟
- على الإطلاق، لأن هذه الحلقات تشهد «فرشاً» للشخصيات بمختلف خطوطها الدرامية، وبالتالى لا أنزعج حيال هذه المسألة من قريب أو بعيد، لأنها مرحلة لا بد من وجودها تجنّباً لتهاوى الأحداث مع منتصف الحلقات.
هل ترين أن خونة «عهد» شخصيات واقعية موجودين فى حياتنا؟
- بكل تأكيد، فهناك أناس لا يعرفون معنى الحب، كما يسعون لإيجاد مبررات تدفعهم لكرهك.
وفى رأيك، ما سبب تحول السلوكيات والأخلاقيات فى المجتمع المصرى ووصولها إلى هذه الدرجة المتدنية؟
- هذا التحول اتّضحت ملامحه منذ 10 سنوات تقريباً، وانعكس بالتبعية على كل المجالات والمستويات دون استثناء، رغم أن نتاج هذا التغيير ليس من سمات المصريين مع الأسف، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعى و«الزن على الأدمغة بالماديات» طغى على الإنسانيات، مع الأخذ فى الاعتبار أننا نعيش اختباراً إلهياً بوباء «كورونا» الحالى، ومع ذلك لا نتذكر سوى الماديات التى يجب ألا تكون فى صدارة اهتماماتنا.
«خيانة القريب أم خيانة الغريب».. أيهما أكثر وجعاً على الإنسان انطلاقاً من أحداث مسلسلك؟
- «القريب هو اللى بيعرف يوجعك، لأنه عارف أنت هتتوجع من أى حتة»، أما الغريب فقد تتوقع منه الأذية لعدم وجود سابق معرفة بينكما أو عشرة ومحبة وما إلى ذلك، ومن هذا المنطلق، لن أندهش إذا وجدت شخصاً لا تجمعنى معه صلة ولا يحبنى دون أسباب واضحة، وربما أكتشف أنه يكرهنى إثر سبب تافه مثلاً، لكنها طبيعة شخصيته التى لا يمكن أن أحاسبه عليها، لأننى لا أعرف تاريخه أو سبب وصوله إلى هذه الحالة.
وهل يُمكنك حينها بذل مساعى لتصحيح سبب كرهه لكِ؟
- إذا كان هذا الشخص يعنينى فسأبذل محاولة معه، لكن لو كان لا يعنينى فلن أتمكن من ذلك، لأنى «مش هاقدر أصلح الكون بالتأكيد».
ومتى تعرّضت يسرا للخيانة فى حياتها؟
- كل الناس تعرّضت للخيانة على مختلف أنواعها وأشكالها، لكن يظل السؤال: «أى نوع خيانة تقدر تسامحه أو ماتقدرش تسامحه؟ وأى نوع هيوجعك أو ممكن بعد شوية تنساه؟».
معنى كلامك أن الخيانة تنقسم إلى أنواع ودرجات؟
- كل شىء فى الحياة مُقسم إلى درجات، وتختلف درجة تأثيرة بحسب حالتك وقت وقوع الفعل نفسه، بمعنى أننى قد أشعر بوجع فى الوقت الحالى إذا تعرّضت للخيانة، لكن الوضع قد يبدو مغايراً إذا تعرّضت له فى فترة لاحقة، وبالتالى «كل حاجة بيبقى ليها معناها فى الوقت المناسب».
وهل تلجئين إلى الانتقام حال تعرّضك للغدر أو الخيانة؟
- حينما أتعرض لواقعة معينة أشعر حيالها بوجع شديد، لكننى كـ«يسرا» لا أحب الانتقام بشكل عام، وأترك هذه المهمة للمولى عز وجل، لأنه أقوى «وهيجيب لى حقى تالت ومتلت» مثلما نقول باللهجة الدارجة، لأننى مهما وصلت درجة انتقامى فلن تتجاوز نسبة واحد فى المليون من عقاب ربنا، الذى أحمده أنه لم يخذلنى فى حياتى إلى الآن، وهذه نعمة كبيرة أشكره عليها طوال الوقت، لكنى أنتقم انتقام الجبابرة فى الأفلام والمسلسلات، وهذه هى ميزة مهنة التمثيل، التى تجعل الممثل يستنفد كل مشاعره مع أدوار وشخصيات دون أذية أحد.
رغم مطالبة الجمهور لـ«عهد» بالانتقام ممن خانوها.. هل تتوقعين كره فئة منهم لها عند تحولها من الخير إلى الشر؟
- ربما تحظى الشخصية منهم بالكره أو العكس، لأنهم إذا وضعوا أنفسهم مكان «عهد»، فربما تجد فئة منهم يقولون: «مش للدرجة هذا الانتقام»، وقد تجد آخرين يتحدّثون قائلين: «دى أقل حاجة»، وما بين هذا وذاك، «كل إنسان ونفسيته لأنك مش هتقدر تدخل جوه نفسية الناس مهما حصل»، ولن تستطيع إرضاء البشر مهما حاولت، سواء فى الحياة أو التمثيل.
حدثينا عن كواليس مشهدى المشرحة ودفن «هشام» اللذين أبكيا المشاهدين وقت عرضهما؟
- استعدت فترة وفاة والدتى فى هذين المشهدين، اللذين انهمرت فيهما من البكاء حزناً على ابنى، لأنه بمثابة تجسيد حقيقى لمفهوم فراق الأحبة، ورغم إيمانى بأن الموت هو الحقيقة الوحيدة فى الحياة، لكن تظل مشاعر الفراق صعبة للغاية على أى إنسان.
مشاعرى كأم دفعتنى لضرب "خالد أنور" خارج إطار السيناريو
من المشاهد المؤثرة كان مشهد منع «عهد» لـ«هشام» من العودة لتعاطى المخدرات من جديد.. فماذا عن كواليسه؟
- تخيلت نفسى لو كنت أماً ربيت وتعبت على ابنى أو بنتى، ووجدت الخطر يحدق بأى منهما، فماذا سأفعل حينها؟ سيكون الموقف برمته من أصعب ما يكون، والحقيقة أننى نطقت بكلام غير موجود فى السيناريو، وضربت خالد أنور دون احتواء النص على أى مشاهد ضرب، «ولكنى كنت متغاظة إنى إزاى أبقى مش مقصّرة فى حق ابنى وهو يوصل للمرحلة دى؟ إيه اللى يخليه يشم مخدرات؟».
وماذا عن رد فعل خالد أنور عند ضربك له بشكل مفاجئ؟
- «خالد» ممثل موهوب بما تعنيه الكلمة والوصف، وكذلك الحال بالنسبة لكل الممثلين والممثلات، فستجد خالد سرحان فى أفضل حالاته الفنية، وعبير صبرى لم أرها بهذه «اللذاذة» فى حياتى قط، كما أجد نفسى معجبة بأداء حلا شيحة التى ترسم على ملامحها الطيبة وبداخلها شر دفين، أما عن بيومى فؤاد فوجوده أعطى ثقلاً للشخصية، ولا يمكن أن أتناسى الجهد الكبير للمخرج سامح عبدالعزيز، وأيضاً السيناريست أحمد عادل وفريق الكتابة أمين جمال ووليد أبوالمجد ومحمد أبوالسعد.
على ذكر ورشة الكتابة.. هل تفضلين العمل مع الورش الكتابية أم السيناريست الواحد؟
- ورشة كتابة «خيانة عهد» سبق وتعاونت معهم فى 3 مسلسلات سابقة، وعلى أثرها تولّدت حالة من التفاهم والثقة المتبادلة بيننا، حيث باتوا يعرفون «أنا ممكن أعمل إيه وماعملش إيه»، وبعيداً عن هذا الجانب، فإن أغلب الأدوار بالمسلسل لم تكن مكتوبة بالشكل الذى رأيناه على الشاشة، لأننا زدنا من مساحاتها، وأصبحت «قماشتها» أعرض مما كانت عليه، ومنها أدوار بيومى وعبير وخالد سرحان وباقى الشخصيات، لأن التصاعد الدرامى ينتج عنه التوغّل داخل المشكلات الحقيقية.
تحجيم بعض أبطال المسلسلات لأدوار زملائهم "هبل"
لكن عدداً من أبطال المسلسلات يقللون مساحات أدوار باقى الشخصيات، بل يحجّمونها أحياناً..
- مقاطعة: «ده اسمه هبل وعبط» وأعتبره أسوأ تصرف قد يلجأ إليه أى بطل، الذى يجب ألا يتعامل بمنطق أنه المتصدر بمفرده، «فهو يقدر يشيل بكل تأكيد، ولكن لازم يوزع شيلته على الناس، علشان يدى فرصة ليهم إنهم يبانوا زيه»، وهذا الإجراء لن يُقلل من قيمته بل سيجعله الكبير الذى سيظل كبيراً.
وما الدلالة الرمزية من وقوع مصائب كلما قامت «عهد» بقراءة الفنجان؟
- قراءة الفنجان عادة تراثية موجودة فى مصر والمنطقة العربية، لكن اللافت للانتباه أن كل الناس يُحدثوننى منذ انطلاق عرض الحلقات، قائلين: «ممكن تقرى لينا الفنجان يا يسرا»، فأرد عليهم ضاحكة: «لما أقراه لنفسى إن شاء الله».
لا أؤمن بقراءة الفنجان
وهل تؤمنين بقراءة الفنجان من الأساس؟
- كلا، ولكننى إذا وجدت قارئة الفنجان فربما أستعين بخدماتها، وسبق وقمت بهذه الخطوة وتحقّقت نبوءاتها، وأحياناً أخرى لم يتحقق أى شىء من كلامها، لكننى أؤمن بالأحلام مثلاً.
أتشعرين بالتفاؤل إزاء استمداد عناوين مسلسلاتك من أسماء شخصياتك على غرار «خيانة عهد» و«لقاء على الهوا» و«حياة الجوهرى» على سبيل المثال؟
- انتابنى مؤخراً شعوراً بالتفكير فى هذه المسألة، وأصبحت أتفائل بها رغم عدم انتباهى إليها فى السابق، ولا بد أن أذكر هنا الكاتب العظيم الراحل محمد أشرف، الذى كتب مسلسلات «ملك روحى، أحلام عادية، ولقاء على الهوا»، وأعتز كثيراً بهذه التجارب التليفزيونية التى حقّقت نجاحاً كبيراً وقت عرضها.
وما أبرز الأعمال التى نالت إعجابك فى هذا الموسم؟
- «الاختيار»، و«بـ 100 وش» الذى أعجبنى للغاية، وأعجبت بأداء نيللى كريم وآسر ياسين، وكذلك المخرجة كاملة أبوذكرى، وباقى الأبطال، حيث يقدمون موضوعاً خفيف الظل ذكرنى بفيلم «بوبوس»، بحكم ظهورى مع الأستاذ عادل إمام فى أدوار نصابين مع الفارق فى الشخصيات والتناول بكل تأكيد، كما أعجبت بمسلسل «النهاية»، الذى فتح مجالاً جديداً فى ما يخص تيمة الخيال العلمى.
أحترم موقف هشام سليم من واقعة تحول ابنته لذكر
أخيراً.. كيف ترين واقعة إعلان الفنان هشام سليم تحول ابنته «نور» إلى ذكر؟
- أحترم موقفه كأب للغاية فى ما فعله، «ونور ده ابنى».