مسئول بـ"الصحة العالمية لشرق المتوسط": قطعنا شوطا كبيرا في اتجاه تطوير لقاح لـ"كورونا"
علاج الفيروس سيستغرق عاما أو أكثر
الدكتور عبد الناصر أبو بكر مدير وحدة التأهب لمخاطر الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط
قال الدكتور عبدالناصر أبوبكر، مدير وحدة التأهب لمخاطر الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إن «معظم الأوبئة التى ظهرت فى السابق أمكن الوصول إلى علاج لها أو لقاح يقى منها»، منوهاً بأنه فى حال تأخر اكتشاف لقاح لـ«كورونا» فإنه يعنى ضرورة تطبيق التدابير الوقائية غير الصيدلانية هو السبيل لاحتواء الأوبئة ووقف انتقالها.
وأكد «أبوبكر» أن «المنظمة قطعت شوطاً كبيراً فى اتجاه تطوير لقاح أو علاج، لكن لا بد من إعطاء العملية وقتها الكافى لضمان الفاعلية والأمان»، موضحاً أنه لا يوجد أى فصيلة أخرى لفيروس كورونا ستظهر مرة أخرى لأن الفيروسات التاجية ثابتة ولا تتطور أو يحدث لها طفرات سريعة.. وإلى نص الحوار.
كيف تعاملت المنظمة مع أوبئة الماضى كالطاعون والإيدز وغيرهما؟
- لقد مر العالم بأوبئة وفاشيات بل وجائحات عديدة فى العقود الماضية، من بينها «الطاعون، الإيدز»، وكانت الاستجابة لتلك الفاشيات دائماً تحدياً هائلاً للبلدان والحكومات والمنظمات المعنية بل وللبشرية كلها، وقد قامت سياسة المنظمة للاستجابة لأى وباء على مبدأ أساسى هو توظيف كافة الإمكانات المتاحة وبذل أعلى الجهود والتنسيق مع الدول الأعضاء وكافة الشركاء، وبالتأكيد لم نكن نملك فى السابق الإمكانات والقدرات العلمية والبحثية الحالية لذلك تفاوتت النتائج بين حالة وأخرى، وبالنسبة للطاعون مثلاً، وهو وباء قديم عرفه العالم فى مرحلة مبكرة من التقدم العلمى لم تكن حينها مبادئ الاستعداد والتأهب والتخطيط المسبق قد ترسخت على النحو الذى نراه الآن، ومع ذلك تمكنت الإنسانية من اجتياز مخاطره المهلكة، وحين يعود الآن فى تفشيات محدودة أصبحنا أكثر قدرة على احتوائه بسرعة ونجاح، وبالنسبة لـ«الإيدز» ظهر فى الثمانينات من القرن الماضى واستنفر العالم بتنسيق من المنظمة والشركاء المعنيين جهودهم لاحتوائه وتشكل تجمع منظمات الأمم المتحدة للإيدز، الذى قام بمبادرات عديدة أدت إلى احتواء الوباء والوصول إلى علاجات تحد من آثاره الوخيمة على الصحة وترفع متوسط عمر المتعايشين معه.
هناك أحاديث عن وجود فصيلة أخرى من كورونا سوف تجتاح البلاد مرة أخرى.. ما صحة ذلك؟
- لا صحة لهذا القول ولا توجد بيانات ودلائل علمية ترجح تلك الفرضية ولم يحدث أى تغيير جوهرى أو طفرة جديدة للفيروس حتى الآن، وجميع الفيروسات المعزولة من مرضى كوفيد-19 بالعالم متطابقة بنسبة تفوق 99% كما أنه من المعروف أن الفيروسات التاجية ثابتة ولا تتطور أو يحدث لها طفرات بشكل سريع، والعلاج قد يستغرق عاماً أو أكثر..
د. عبدالناصر أبوبكر لـ"الوطن": ننصح بتجنب الوقف الكلى والمفاجئ للإجراءات الاحترازية
كيف تفسر ارتفاع عدد مصابى الفيروس والوفيات بمصر فى أيام قليلة مقارنة بظهور أول حالة؟
- هناك أكثر من تفسير لهذا الارتفاع، الأول: نجاح برنامج الترصد فى التوسع بأنشطة البحث عن حالات الإصابة واكتشافها فى المجتمع ومن ثم زيادة أعداد الحالات المؤكدة، والآخر هو حقيقة أن كل حالة إصابة مؤكدة يكون لها عدد من المخالطين قد يكون كبيراً ومن بينهم تكتشف حالات إصابة مؤكدة، ومن ثم يأخذ العدد فى التزايد، أما عن ارتفاع معدل الوفيات فقد وصل متوسطها عالمياً إلى 5.3%، لكنه يرتفع فى بعض البلدان إلى أكثر من ذلك، وفى مصر ارتفع المعدل عن المتوسط قليلاً ووصل إلى 6.5% وقد رأيناه يصل فى بعض البلدان مثل إيطاليا إلى 9%، وربما يعود ذلك إلى أن معظم الحالات المكتشفة هى من الحالات الوخيمة والحرجة التى تكثر بينها الوفيات، كما أن الاكتشاف المتأخر وطلب المساعدة الطبية فى مراحل متأخرة من الإصابة قد يكون من بين الأسباب، وما زلنا بحاجة لمزيد من البحث والتقصى لنصل إلى تفسير دقيق.
جميع الدول بحاجة إلى مواصلة تدابير الوقاية بما فيها التباعد البدنى لضمان وقف سلاسل انتقال الفيروس
وهل مصر بحاجة لمزيد من الإجراءات الاحترازية؟
- جميع البلدان بحاجة إلى مواصلة الإجراءات الاحترازية وتدابير الوقاية بما فيها التباعد البدنى لضمان وقف سلاسل انتقال الفيروس ومن ثم احتواء الجائحة، ولكن نوعية ودرجة الإجراءات التى يتم اتخاذها ولا سيما المتعلقة بتقييد التنقل والحظر الجزئى أو الكلى وإغلاق الأعمال ومنع التجمعات وغيرها، يجب أن تتخذ بعد إجراء تقييم دقيق للمخاطر وتقدير للفوائد المترتبة على تلك الإجراءات مقارنة بالتبعات والأضرار التى قد تنجم عنها، وتختلف تلك الإجراءات حسب السياقات الخاصة بكل دولة، لكن ما ننصح به هو تجنب الوقف الكلى والمفاجئ للإجراءات الاحترازية.