كورونا تفتك بالعالم.. أمريكا تعاني وبريطانيا تبحث تخفيف العزل
تعقيم مترو نيويورك
تواجه المنظومة الأمريكية صعوبات في مواجهة الآثار الفتاكة لفيروس كورونا المستجد، ليس فقط على أجساد ضحاياه من المرضى، ولكن يمتد إلى مفاصل الدولة بأكملها، بعدما سجلت الولايات المتحدة الأمريكية في آخر 24 ساعة، ألفي حالة وفاة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي الوفيات المسجلة إلى 73 ألفا، بينما وصل عدد المصابين بالوباء إلى أكثر من 1.22 مليون شخص، بحسب بيانات لجامعة جونز هوبكنز.
وشهدت ولاية نيويورك واقعة هي الأولى منذ 115 عاما، مساء أمس، عندما توقفت شبكة المترو في مدينة بسبب أعمال تعقيم، في إطار الوقاية من تفشي فيروس كورونا، وذلك في الفترة من الواحدة والخامسة صباحا في مدينة نيويورك التي تعد أكثر تأثرا بالوباء في الولايات المتحدة.
وحذر توم فريدين، المدير السابق لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أمام أعضاء من الكونجرس، بأنهم يجب أن يستعدوا لمعركة وصفها بالـ "طويلة وصعبة" ضد الفيروس، قائلا: "مع أن الأمور كانت بمثل هذا السوء حتى الآن، لا نزال في البداية، على الحكومة أن تكون مستعدة بشكل أفضل لهزيمة المرض الذي ألحق ضررا كبيرا بالولايات المتحدة والعالم".
واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أزمة فيروس كورونا "أسوأ" من الهجوم المفاجىء الذي شنته اليابان العام 1941 على قاعدة بيرل هاربور العسكرية، قائلا: "إنها أسوأ من بيرل هاربر وهجمات 11 سبتمبر 2001"، مضيفا "ما كان ينبغي لذلك أن يحصل".
ومع ارتفاع الإصابات، قررت وزارة الدفاع الأمريكية عدم قبول مجندين جدد تعافوا من فيروس كورونا، وأوضحت القيادة المعنية بفحص المتقدمين للالتحاق بالجيش الأمريكي، أنه إذا تم التأكد من وجود إصابة سابقة بفيروس كورونا لأي من المتقدمين من خلال اختبار معملي أو تشخيص سريري، سيصبح غير مؤهل لدخول الجيش بشكل دائم، ويأتي حظر تجنيد المتعافين من فيروس كورونا، وفقا لمسؤول في وزارة الدفاع إلى أن آثار الفيروس على المدى البعيد لا تزال غير واضحة.
وبسبب إجراءات العزل والإغلاق في محاولة تفشي انتشار فيروس كورونا، سجل سوق العمل في القطاع الأمريكي الخاص انهيارا في إبريل، مع خسارة 20 مليون و236 وظيفة، بحسب دراسة شهرية لمجموعة "آي دي بي" والتي نشرت، أمس، تبدو الأرقام كارثية، علما بأنها لا تعكس مجمل الخسارة الشهرية لأن الدراسة تتوقف في إبريل.
ووجهت الأمم المتحدة نداء جديدا لجمع نحو 4.7 مليار دولار لحماية ملايين الأرواح والحد من تفشي فيروس كورونا المستجد في دول وصفتها بالـ "هشة"، وحذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، في بيان، من "شبح مجاعات عديدة تلوح في الأفق.
وتضاف هذه الأموال إلى مبلغ ملياري دولار كانت الأمم المتحدة قد طلبت الحصول عليها في 25 مارس الماضي، لكنها تلقت نحو نصف ذلك المبلغ حتى الآن، ويتوقع لوكوك، أن تغطي الأموال البالغ مجموعها 6.7 مليار دولار تكاليف خطة الاستجابة الإنسانية حتى ديسمبر المقبل، على أن تعطي الأولوية لنحو 20 دولة، من بينها دول تشهد نزاعات.
حذر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، من تأثير أزمة فيروس كورونا المستجد على حياة ضحايا الاتجار بالبشر قبل وقوعهم في هذه المحنة وخلالها وحتى بعدها، ، حيث إن الجائحة دفعت بالمزيد من الأطفال إلى الشوارع بحثا عن الغذاء والمال، وبالتالي زادت من خطر استغلالهم.
ومع وصول إصابات فيروس كورونا في العالم إلى 8.3 مليون إصابة، سجلت قفزة قياسية في أعداد الإصابات اليومية منذ تاريخ تفشي الوباء على أراضيها، وهو11.231 إصابة، بينما وصل إجمالي الإصابات بالفيروس في البلاد إلى 177.160 حالة.
على الجانب الآخر، أعلنت الصين عدم تسجيل وفيات أو إصابات محلية بالفيروس خلال 24 ساعة، فيما تم تسجيل حالتي إصابة وافدتين من الخارج.
وتحاول بريطانيا بالرغم من كونها أعلى بلد أوروبي تسجيلا لوفيات بفيروس كورونا، تخفيف تدابير العزل العام من خلال خطة على 3 مراحل، المرحلة الأولى ستشمل إعادة فتح المتاجر الصغيرة إلى جانب أماكن العمل المفتوحة، بينما ستتضمن المرحلة الثانية إعادة فتح مراكز التسوق الكبيرة.
وتواصل السعودية تفعيل إجراءات احترازية لمواجهة انتشار الفيروس، دشنت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين، "بوابات التعقيم الذاتي المتطورة"، على أبواب المسجد الحرام، يمر عبر البوابات كل من يدخل إلى المسجد لمباشرة أعمالهم اليومية، كما يتم تعقيم البوابات بشكل دوري عقب استعمالها.