«القاتل الصامت»: سلاح استراتيجى جديد لتحقيق الردع في مياه البحر المتوسط
«البنان»: بحريتنا أصبحت تمتلك أسلحة دول عظمى
الغواصة «S43» لدى وصولها إلى الإسكندرية
تسلَّمت القوات البحرية سلاحها «القاتل الصامت» الجديد، «الغواصة S43»، التى تعتبر أحدث غواصة فى العالم من فئتها، وثالث غواصة من أصل 4 تعاقدت عليها قواتنا المسلحة عقب تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، مهامه كرئيس للجمهورية، وقائد أعلى للقوات المسلحة خلال عام 2014، بهدف تأمين السواحل المصرية، ومصالحنا الاقتصادية بالبحرين الأحمر والأبيض.
وتستطيع الغواصات المصرية الحديثة الغوص حتى عمق 500 متر تحت سطح الماء، وتعمل على إطلاق صواريخ مضادة للسفن، وزراعة الألغام البحرية، واستهداف المواقع البرية الساحلية، ومرافقة وحماية حاملات المروحيات من طراز «ميسترال»، التى تعمل فى قواتنا البحرية.
وأكد الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، أن رجاله سيظلون على العهد فى حماية حدود مصر ومصالحها الاقتصادية، موجّهاً الشكر للقيادة السياسية، والقيادة العامة للقوات المسلحة على الجهد المبذول فى تحديث وتطوير قدرات وإمكانيات «وحوش البحر».
وقال اللواء بحرى أركان حرب إيهاب البنان، أحد قيادات سلاح الغواصات سابقاً بقواتنا البحرية، إن الغواصات التى أصبحت تمتلكها مصر ليست سلاحاً عادياً، لكنها «سلاح استراتيجى»، وركيزة أساسية وذراع طولى لقواتنا البحرية لتحقيق عنصر الردع، طبقاً لقدراتها، وإمكانياتها، وكفاءتها القتالية التى تتيح لها التحرك بسهولة، وبسرية تامة فى أعماق البحار، حتى تصل إلى العدو، حيث إنها تستطيع تحقيق ضربات تدميرية فائقة له. وأضاف «البنان» لـ«الوطن»، أن «الغواصات الحديثة» ستضمن التفوق والسيطرة على مسرح العمليات البحرى، حيث إنها تعمل منفردة، وتغوص فى أعماق البحار بما يُحقق عنصر المفاجأة، سواء أن تذهب لعمل استطلاع فى سرية تامة، أو غيرها من المهام التى قد تكلف بها، وتعود سالمة دون اكتشافها لعملها فى سرية.
قائد سابق: "الغواصة s43 الجديدة" تتحرك بسرية فى الأعماق لتتمكن من الاستطلاع وتنفيذ ضربات تدميرية
وعن طبيعة الغواصة الحديثة، قال إنها من أحدث الغواصات فى العالم، وليست «غواصة دفاعية»، مضيفاً: «وفى أغلب الأحيان يكون الهجوم هو أنسب وسيلة للدفاع»، موضحاً أن القوات المسلحة المصرية لا تعتدى على أحد، ولا تبدأ فى القتال أبداً، لكن إذا فرض عليها القتال تقاتل بشراسة للدفاع عن مصر، وحدودها، وشعبها العظيم. وأشار «البنان»، إلى أن الطاقم الذى جاء بالغواصة من ألمانيا إلى مصر لم يكن فيه أى عنصر أجنبى، وأنهم نفّذوا تدريباً عابراً مع القوات البحرية الفرنسية أثناء العودة، مما أظهر كفاءة طاقمنا القتالية واستيعابه الأنظمة الحديثة الموجودة على تلك الغواصات.
وأوضح أن الغواصة تأتى إلى مصر فى وقت يعانى فيه الجانب الألمانى من مشكلات فى معدلات العمل والإنتاج، لكن بفضل الله تم التنسيق معهم لإكمال اختبارات الغواصة، لتمثل قدرة إضافية كبرى لقدراتنا القتالية، مضيفاً: «وحين ننظر بعين احترافية سنجد قواتنا البحرية تمتلك أسلحة لا تقل عن بحريات قوى عظمى». ولفت إلى أنه من أوائل رجال القوات البحرية الذين عملوا على غواصات، وكان حلمهم امتلاك مصر غواصات حديثة، لكنه حلم كان بعيد المنال، وكون أننا نمتلك 4 منها كان حلماً من المستحيل تنفيذه، لكنه تحقق بقدرة فائقة للقيادة السياسية، والقيادة العامة للقوات المسلحة، لافتاً إلى أنه من المقرر أن تتسلم مصر الغواصة الرابعة خلال عام 2021.
وأوضح أن خطة التطوير والتحديث غيّرت بالفعل الميزان الاستراتيجى بالمنطقة، بما يمثل مردوداً عظيماً جداً فى شكل وطبيعة الصراع البحرى فى المنطقة.
وعن مواصلة العمل فى ظل ظروف انتشار فيروس كورونا، شدّد «البنان» على أن القوات المسلحة لا تعرف ظروفاً قهرية تجعلها تتوقف عن الوفاء بمهامها، وتنفيذ خططها للدفاع عن مصر وحماية مصالحها، لذا فإنها تتكيف معها لما فيه الصالح الوطنى، والحفاظ على الأمن القومى.
وكشف اللواء بحرى أركان حرب محفوظ مرزوق، مدير الكلية البحرية السابق، عن تعاون الجانب الألمانى مع القوات البحرية المصرية فى ضغط جدول تنفيذ وإعداد الغواصة لتنضم للخدمة لقواتنا البحرية فى وقت قياسى، يُقدّر بأقل من الجدول الزمنى المخطّط له بقرابة 3 أشهر دون التأثير على أى كفاءة قتالية لها، خصوصاً فى ظل تقليل ساعات العمل فى الترسانات البحرية الألمانية، جراء انتشار فيروس كورونا.
وقال «مرزوق» لـ«الوطن»، إن قيادات القوات البحرية الذين تسلموا الغواصة من الجانب الألمانى كانوا قد استقلوا آخر رحلة طيران إلى ألمانيا قُبيل تعليق الرحلات الجوية، معتبراً أن إضافة غواصات لديها تلك القدرات «حلم لم يكن يتخيله أبناء جيله». وأوضح مدير الكلية البحرية السابق، أن تلك الغواصات ليست الوحيدة العاملة فى صفوف قواتنا البحرية، لكنها أحدث غواصة من فئتها فى العالم، وتمثل إضافة كبيرة لقدراتنا القتالية، وسط تنامى تلك القدرات خلال السنوات الخمس الماضية عبر صفقات تسليح وتطوير غير مسبوقة، تمثلت فى الغواصات، وحاملات المروحيات من طراز «ميسترال»، وفرقاطات، ومدمرات، ولنش الصواريخ. وأشار إلى أن غواصات مصرية صُنعت فى ثمانينات القرن الماضى خرجت لاستقبال الغواصات الحديثة، وهى رسالة بأن لدينا قدرة فائقة على «التأمين الفنى»، حيث إن تلك الغواصات «مطوّرة بأيدٍ مصرية وخبرة عالمية»، وليست مجرد «سد خانة»، لكنها مزودة بصواريخ «عمق - سطح»، مثلها مثل الغواصات الجديدة.
واستطرد: «القيادة السياسية المصرية تنبّأت بصراع على الطاقة فى البحر المتوسط منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية؛ فعملت على تقوية قواتنا البحرية، ليتحقق عنصر الردع المادى والمعنوى لدينا؛ فلم يستطع أحد الاقتراب من حدودنا أو ثرواتنا، فى حين تجد أسطول إحدى الدول يبحث عن الثروات النفطية فى المياه الاقتصادية بقبرص، لكنه لم يستطع الاقتراب منا لأن لدينا (قوة الردع)». وأوضح أن إحدى الدول الإقليمية سعت لملء الفراغ الاستراتيجى الذى خلفه قرار القيادة الأمريكية بتقليل وجود قواتها فى منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2014، لكن الرئيس عبدالفتاح السيسى انتبه إلى هذا الأمر، ولم يترك قوة وحدها تملأ هذا الفراغ لتُحقق السيطرة بالقوة على الشرق الأوسط، وتفرض كلمتها فى المفاوضات والموضوعات المختلفة، وهو «عمل بطولى». وشدّد على أن القوات البحرية المصرية تستطيع حالياً، أن تؤمن أى شىء فى نطاق مسرح عملياتنا فى البحر.