بين الحرب وكورونا.. رقيب طبي يسترجع ذكريات العاشر من رمضان بعد 47 عاما
رقيب طبي يسترجع ذكريات العاشر من رمضان بعد 47 عاما
"تخرجت في كلية الطب البيطري عام 1971 والتحقت بالقوات المسلحة في أبريل من العام ذاته، لأقضي 4 سنوات في الخدمة العسكرية، برتبة رقيب طبي، حيث بدأت الخدمة في إحدى مستشفيات محافظة السويس والتي استهدفت من قبل الجيش الإسرائيلي قبل حرب أكتوبر، لأنتقل برفقة ستة من زملائي إلى إحدى الوحدات على الجبهة وكانت عبارة عن مستشفى ميداني، وكل منا كان في تخصص مختلف، حيث كان المستشفى الميداني بين هضبتين وبها أربعة دشم وغرفة عمليات في دشمة خامسة مجهزة"، بهذه الكلمات بدأ الدكتور السيد نجم، رقيب طبي بسلاح الخدمات الطبية أثناء حرب أكتوبر 1973، حديثه لـ"الوطن".
قبل حرب السادس من أكتوبر كان الشاب العشريني المجند يتمنى أن يحارب ضد الجيش الإسرائيلي مثله مثل أبناء جيله من المجندين والصف والضباط، لكنه لم يكن يعلم خطة الخداع الاستراتيجي التي نفذها الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
قبل المعارك بخمسة عشر يوما تم استدعاء الاحتياط، ولكن الجنود توقعوا أنها ستكون مناورات الخريف، حتى وصل الوحدة التي كان يخدم فيها الرقيب طبي السيد نجم أطباء من تخصصات العظام والحروق من خريجي جامعتي القاهرة وعين شمس، حتى جاء يوم العاشر من رمضان وسلمت سيارة جيب قائد الوحدة تعليمات لانتشار الأفراد، لينتظر المجندون الأطباء من الساعة العاشرة صباحا ما سيؤول بهم هذا الاستعداد، ومع دقات الساعة الثانية ظهرا، وبدأت القوات الجوية المصرية تدك مواقع العدو الإسرائيلي على الجبهة الشرقية لقناة السويس.
وعن ذكرياته في شهر رمضان أثناء حرب أكتوبر، يقول: "لم تكن الحياة منتظمة وكنا نركز على القتال وتحرير سيناء، وأتذكر جيدا أن مع آذان المغرب يوميا كان معنا مجند طبيب أسنان اسمه بطرس ينادي علينا جميعا بالاسم للإفطار الذي كان يعده لنا وكان عبارة عن لبن مجفف وبسكويت يضعة في زجاجات الجلوكوز، واشتهرت على الجبهة، حتى تم حصارنا لمدة خمسة أيام وكان معنا 90 مصابا، واستشهد 19 والمفارقة أن هؤلاء الشهداء تم الصلاة عليهم بالقرآن والإنجيل، حيث كنت قد دفنتهم برفقة المجند أحمد علي والدكتور رجاء والدكتور بطرس، كنا اثنين مسلمين واثنين مسيحيين، ويد واحدة".
واختتم الدكتور السيد نجم، حديثه لـ"الوطن": "بعد كل هذه السنوات عاد الحصار لكن مع فيروس كورونا المستجد، فأنا ملتزم ولم أخرج سوى مرة واحدة عندما ذهبت لشراء دواء من الصيدلية، وأكسر الملل بتأليف الروايات، حيث انتهيت من قصة خيال علمي وأتابع إحصائيات وبيانات فيروس كورونا المستجد حول العالم".