"اتنين في الصندوق": من نبش "الزبالة" تولد أمنيات جامعي القمامة.. "لو بطلنا نحلم نموت"
«ماهر» يواصل العمل فى الشارع
جمع القمامة لم يحرم «زيكا» و«شوقا» من التفكير فى المستقبل، والحلم بالشهرة، سواء فى التمثيل أو الغناء، والزواج عن حب، رغم التحديات والنظرة الدونية، التى تواجههما من الآخرين طوال الوقت، باعتبارهما مجرد «زبالين»، وليس بالإمكان أكثر مما كان.
أحلام حمدى الميرغنى، وأوس أوس، بطلى مسلسل «اتنين فى الصندوق»، الذى يعرض حالياً فى الموسم الرمضانى، تتشابه مع آلاف من جامعى القمامة فى المجتمع، حيث حاول المخرج محمد مصطفى تقديم صورة مقربة من حياة عامل القمامة، وما يتعرض له من مشكلات وتجاهل فى قالب كوميدى اجتماعى.
منذ أكثر من 34 عاماً، يعمل فرج عبدالواحد، 64 عاماً، فى مجال جمع القمامة بمحافظة الجيزة. «إحنا من حقنا نحلم؟»، سؤال طرحه بنبرة حزن وغضب، رغم علمه بإجابته قطعاً، فرفع كفيه المشققتين، وقال: «الناس عمرها ما ادتنا الفرصة دى، ولا حتى الشغلانة، لما الواحد فينا يفكر يحوش قرشين، تيجى ظروف صعبة ولا شوية مرض ياخدوا كل اللى حيلته، ونبدأ من أول وجديد». لا ينكر «فرج» أنه كان يحلم بالعمل فى صنع الأثاث، والتكسب منها، لكن لم تتح له الفرصة: «فكرت أشتغلها جنب الزبالة، لكن صعب، وفى الآخر كل اللى بكسبه فى الشهر من المرتب والبقشيش ما بيزدش عن 2000 جنيه، والحياة صعبة وكل حاجة غالية».
على عكس «فرج»، بدا صوت ماهر عياد، 19 سنة، به كثير من الحيوية والشباب، وهو يؤكد أن جامع القمامة مثل أى شخص، بإمكانه تحقيق أحلامه المادية، واستغلال مواهبه: «الزبالة مجرد شغلانة، ومكسبها حلو، بس للى يشغل دماغه، مش يبقى عايز يشتغل بمرتب وساعات ثابتة، فيه ناس أعرفهم كبار فى السوق بدأوا من الصفر، ومعاهم ملايين، لأنهم اشتغلوا فى نبش الزبالة، وتفصيصها على حسب نوعها، وبيعها، وفيه ناس كملوا دراستهم عادى».
كامل عاطف، 30 عاماً، من منشية ناصر، يعمل فى جمع القمامة، باعتبارها المهنة التى يتوارثها أبناء المنطقة أباً عن جد، ولا يجيدون غيرها، لكنه لم يكتف بها، بل اجتهد فى الدراسة حتى وصل إلى إتقان اللغة الإنجليزية: «الزبالين من حقهم يحلموا ويحققوا أحلامهم. عن طريق جمعية خيرية بتساعد الشباب، اتعلمت إنجليزى، وبسعى ألتحق بالثانوية العامة، وبعدها كلية سياسة واقتصاد».