حكايات أبطال "الجيش الأبيض" من مستشفى العزل بأبوخليفة خلال رمضان
تواشيح وغناء وألعاب رياضية في سهرات رمضان وترويح عن النزلاء
الأطقم الطبية بمستشفى ابوخليفة
دخل مستشفى العزل الطبى بأبوخليفة إلى شهرين عمل متواصل منذ بداية قرار وزارة الصحة ليكون مستشفى عزل وحتى اليوم استقبل 265 حالة إصابة بفيروس كورونا من مختلف محافظات مصر ونسبة الشفاء 155 حالة بنسبة 63% من الإجمالي وتعتبر أكبر نسبة شفاء على مستوى مستشفيات العزل، وتبلغ القوة الاستيعابية لمستشفى أبو خليفة، 127 سريرًا من بينهم منهم 37 سرير عناية مركزة، كما يوجد بالمستشفى 42 جهاز تنفس صناعي، ويتواجد الآن فى المستشفى 86 مريضا بفيروس كورونا بالقسم الداخلي، و8 حالات بالرعاية المركز، والمستشفى مقام على مساحة 5 أفدنة ويضم نحو ما يزيد عن 130 سريرًا و22 غرفة عناية مركزة مجهزة بأحدث وسائل التكنولوجيا الطبية الحديثة و5 غرف عمليات كبرى وقسم خاص للمعامل والأشعة وقاعة كبرى للمؤتمرات والمحاضرات.
يُعد مستشفى أبو خليفة إضافة جديدة للمنظومة الصحية بالإسماعيلية والنهوض بالخدمات الطبية والعلاجية، ويخدم قطاع محور قناة السويس إلى جانب أنه يحدث نقله كبيرة في الخدمة الصحية ويخفف الضغط الكبير على المستشفيات العامة وفي مقدمتها مستشفى الإسماعيلية العام.
ويأتي شهر رمضان على طاقم الأطباء والتمريض والعاملين بمستشفى أبوخليفة لأول مرة بشكل مختلف هناك العشرات من المرضى ينتظرون الخروج وآخرون نسبة شفائهم تكاد تكون ضعيفة، ووسط كل هذا التوتر أحوال الأطباء بنفسهم الذين تركوا منازلهم وأسرهم ليبقوا مع المصابين لفترات طويلة ودون إجازات.
وقال الدكتور علي حطب، مدير مستشفى أبوخليفة للحجر الصحي بالإسماعيلية، إن المستشفى بدأ في استقبال حالات كورونا، في الثامن من مارس الماضى، وهو ثانى مستشفى للحجر الصحى فى مصر، بعد مستشفى النجيلة، واستقبل المستشفى منذ بدء التشغيل، 265 حالة إصابة بكورونا حتى الآن، وسجل المستشفى حتى الآن، خروج 98 حالة خروج تعافٍ تام ونهائي، بعد تماثلهم للشفاء، وتحولت نتيجة التحاليل المعملية الخاصة بهم من إيجابية إلى سلبية لفيروس كورونا (كوفيد-19)، كما تم تحويل 57 حالة بعد شفائها إلى فنادق ومدن جامعية ونزل شباب، بعد تطبيق البروتوكولات العلاجية، وجاء التحويل بعد تماثلهم للشفاء، واستقرار حالتهم، وخرج عدد كبير منهم بشكل نهائى، ليصل إجمالى الحالات التى خرجت من الحجر الصحى بالإسماعيلية حتى الآن 155 حالة، بنسبة 63%، من إجمالى حالات الخروج والدخول، بينما سجل المستشفى 11 حالة وفاة حتى الآن.
وأضاف حطب: نقضى يومنا مع الحالات التى نقوم برعايتها وتقديم الدعم المعنوي لهم ومشاركتهم فى كل المناسبات والترويح عنهم وأيضا هناك حالة توافق بين جميع العاملين من اطباء وممرضين ومعاونين والجميع يعمل بروج التفاؤل والمحبة حتى يرفع الله عنا هذه الغمة، وفى بداية شهر رمضان قمنا بتعليق الزينة على واجهة المستشفى وتوزيع فوانيس رمضان على المرضى المتواجدين معنا وننظم حفلات سمر بسيطة غناء وتواشيح من قبل العاملين بالمستشفى للترويح عن المرضى.
وتشير فاطمة محمد إحدى أفراد طاقم التمريض بالمستشفى، إلى أنها وزملاءها يعملون كأسرة واحدة لصالح النزلاء ويحاولون التخفيف عنهم بالغناء والمرح، ونقوم برعاية المريض ومتابعة حالته منذ دخوله المستشفى وحتى خروجه منها متعافيا، وأن الابتسامة مهمة بالنسبة للمريض وروح المرح تخفف عنا الوقت الطويل الذى نقضيه داخل المستشفى وتصل إلى فترات طويلة حسب ظروف العمل.
يقول الدكتور محمد خالد نائب مدير مستشفى أبوخليفة "استدعيت لمهمة قتالية لمحاربة فيروس كورونا المستجد واستقبلنا أول حالة في المستشفى لحالة أجنبية توالت بعدها الحالات ما بين حرجة ومتوسطة منها حالات عناية مركزة وحالات بالقسم الداخلي، ومع عجزنا أمام حالات كانت إرادة الله فوق الجميع استمر العمل ليل نهار من الكل، أطباء، تمريض ، إداريين، عمال، أمن، خدمات معاونة، قضينا 14 يوما متواصلة في حجر مع المرضى، الموجة الأولى، نرى معهم الأمل وكلهم ثقة في الله وفينا كل الإمكانيات متاحة، أجهزة ومستلزمات وأدوية وواقيات شخصية لنا وللمرضى، في البداية إذا أحد من الفريق الطبي ارتفعت حرارته كنا نهلع كلنا ونضطرب لكن كان الله معنا، كلنا ثقة أن الله لن يضرنا أبدا نطمئن بعضنا، نراعي بعضنا، أحضرنا ماكينات الغسيل الكلوي للمرضى التي قد تحتاج غسيل كلوي وما يقرب من 50 جهاز تنفس صناعي بالمستشفى، وكلنا جاهزون مستعدون أملنا في الله كبير رغم أننا فقدنا بعض الحالات التي لم يكتب لها الله الشفاء، كنا حزاني، نعزي بعضنا بعضا، كنا نلتقي أكثر من طبيب عند حاله واحدة في نفس الوقت لتقييم الحالة كنا لا نعرف بعضنا بعضا بسبب بدل الوقاية التي كنا نرتديها وفي الآخر نضع خطة علاجية طبقا للبروتوكول مع اتباع تعليمات مكافحة العدوى والجودة لتقديم خدمة طبية آمنة ذات جودة عالية".
ويضيف الدكتور سعيد السقعان وكيل وزارة الصحة بالإسماعيلية، أن كل الدعم للمستشفى والعاملين بها من أطباء وممرضين وعاملين لصالح النزلاء من المصابين شفاهم الله وهناك لقاءات تتم مع العاملين لمعرفة احتياجاتهم ومشاركتهم فى لحظات الترويح وخاصة فى شهر رمضان، ومنذ أيام قليلة كان وفدا من الوزارة فى لقاء مع الأطباء والعاملين للاحتفال بأعياد الميلاد لمن تصادف عيد ميلاده خلال شهر أبريل من خلال مبادرة "معاك فى العزل"، وبالفعل تم الاحتفال بعدد من النزلاء والأطباء وتم تنظيم احتفالية بسيطة معهم شاركوا فيها جميعا فى جو من الفرح والبهجة.