الأوقاف: الرسول نهى عن التشدد والإثقال على النفس ولو من باب التدين
وزير الأوقاف
أكد الشيخ إسلام النواوي، عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، أن الجوانب الإنسانية في التشريع الإسلامي تحمل معنى اليسر والتيسير، وأن التيسير سمة من سمات الإسلام، فنبينا "صلى الله عليه وسلم" يقول: "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة..".
وأشار النواري، خلال لقائه بملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إلى بعض النماذج التي تبرز جانب التيسير في التشريع الإسلامي، ومنها: الطهارة التي هي شرط للصلاة، حيث رخص الإسلام لمن يتعذر عليه استعمال الماء أن يتيمم، قال تعالى: "وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا" ، ومنها الصلاة، حيث رخص للمريض أن يصلي قاعدا أو مضطجعا أو على جنب أو مستلقيا على ظهره، وفي السفر تصبح الرباعية ركعتين، مستشهدا بقول ابن عباس "رضي الله عنهما": "فرض الله الصلاة على لسان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين".
وأكد أن الدين الإسلامي وما به من تكليفات وتشريعات لم تنزل لشقاء البشرية، فالنبي "صلى الله عليه وسلم" نهى عن أي شكل من أشكال التشدد والإثقال على النفس حتى ولو من باب التدين، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه – أنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألون عن عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما أخبروا كأنهم تقالوها [أي: عدوها قليلة]، فقالوا: أين نحن من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا [أي: دائما دون انقطاع]، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر [أي: أواصل الصيام يوما بعد يوم]وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا ، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني"، ولو تتبعنا مظاهر التيسير في الإسلام لوجدنا له صورا عديدة ونماذج كثيرة.