"جيش مصر الأبيض"، كلمات لاتكفي لوصف مجهود جنود الصف الأول في معركة فيروس كورونا، أطباء وممرضون لم يكتفوا فقط بالوقوف في الصفوف الأمامية لمواجهة هذه الجائحة، بل كانوا أيضًا مصدر بهجة وتفاؤل للمحاربين الآخرين من المرضى، ليضربوا مثالًا جديدًا تحتذي به الإنسانية.
فعلى نغمات أغنية "تحيا مصر" بأداء الفنان حسين الجسمي، لمس مقطع فيديو مدته لا تتعدى 120 ثانية، قلوب المصريين بعد تداوله الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر خلاله عدد من الأطباء والممرضين بفندق عزل يونسكو، بمدينة سرس الليان التابعة لمحافظة المنوفية، وهم يستقبلون مصابي كورونا بمدخل المستشفى، مقدمين إليهم باقات من الورود وسط تصفيق حار تحية وتشجيعًا لهم على ما يواجهونه من حروب جسدية ونفسية ضد المرض اللعين.
مجموعة من جنود الجيش الأبيض، مرتدين الزي الوقائي الطبي، حاملين بين أيديهم ورود ملونة، اصطفوا على مسافات متباعدة، وخلفهم نغمات الأغنية الوطنية الشهيرة، ليستقبلوا الحالات الجديدة لمصابي كورونا، وسط تحية حارة مصحوبة بتصفيق لهم.
"أي مريض كورونا لما بيعرف إن حالته إيجابية، بيتعرض لكم نظرات وتعبيرات من اللي حواليه مش حلوة، كأنهم بينفروا منه ويبعدوا عنه، وإحنا هنا بنحسسه إنه في بيته".. كلمات بدأ بها أحمد عبد العزيز أحد أفراد طاقم التمريض بفندق اليونسكو، حديثه مع "الوطن".
فريق مكون من 12 فردا ما بين الأطباء والممرضين، قرروا القضاء على رهبة الإصابة بكورونا من نفوس مصابيه، وإمدادهم بشعور الثقة في النفس، والاستعداد بشكل جيد لتلقي العلاج داخل فندق العزل الصحي بسرس الليان، وذلك عن طريق استقبال الحالات الجديدة بتوزيع باقة من الورود عليهم، مع تشغيل أنغام أغنية "تحيا مصر"، كنوع من الدعم المعنوي لهم.
صاحب فكرة توزيع الزهور هو أحد العاملين بالفندق ويدعى محمد عرفة، بينما كان خلف فكرة تشغيل الأغنية كنوع من الحماس هو مجدي عبد الحميد عامل بالمستشفى أيضًا، بينما صاحب توزيع الورود على المصابين داخل سيارات الإسعاف هو الممرض أحمد خالد.
"المريض اللي جايلنا ده بتكون نفسيته متدمرة، ولازم يكسب ثقتنا، والحمد لله قدرنا نرسم الابتسامة على وجوه المرضى اللي استقبلناهم، وهما شعروا إنهم داخلين يتعالجوا في بيوتهم، وزادت ثقتهم الكبيرة فينا، ونفسيتهم اتحولت 360 درجة"، هكذا كانت ردود أفعال المرضى بعد استقبالهم بهذا الترحاب المميز، حسب قول "أحمد".
تعليقات الفيسبوك