يؤثر على الاقتصاد القومي.. مستشفى العباسية: اوقفوا برنامج رامز فورا
رامز جلال
أثار برنامج "رامز مجنون رسمي" الكثير من الجدل مع إذاعة أولى حلقاته، وطالب البعض بإيقاف عرضه، ومن بين تلك الجهات مستشفى العباسية للصحة النفسية، التي أصدرت بيانا وصفته بـ"العاجل"، طالبت فيه النائب العام المصري والمجلس الأعلى للإعلام التدخل الفوري، وفتح تحقيق عاجل في الموضوع، فضلا عن تشكيل لجنة من المجلس القومي للصحة النفسية لدراسة وقف البرنامج.
السطور التالية ترصد أبرز الانتقادات التي وجهتها مستشفى العباسية للصحة النفسية للبرنامج في النقاط التالية:
أولا: البرنامج يحمل الكثير من العنف والسخرية والاستهانة بالضيوف، والتلذذ بالآلام التي يسببها للآخرين، وممارسة التنمر عليهم، وسط ضحكات مقدم البرنامج، وبما يتنافى مع آدمية الإنسان والإنسانية.
ثانيا: اسم البرنامج "رامز مجنون رسمي" يسيء للمرض النفسي والمريض النفسي، ويزيد وصمة المرض النفسي الذي تحاول الدولة جاهدة إزالة هذه الوصمة، حسب قانون رعاية المريض النفسي رقم 71 لسنة 2009.
ثالثا: وجود تهدیدات محتملة على الصحة النفسية للطفل، إذ إنّ الطفل (يميل إلى تعلم سلوكياته بالتقليد)، وليس بالأوامر، خاصة الصغير الذي لا يملك القدرة على التمييز، فالطفل في المرحلة العمرية الابتدائية والإعدادية لا يمتلك القدرة على التفريق، وبالتالي لا يمكنه فهم المغزى الخفي وراء المعنى، (وإنما ينساق بسهولة خلف التصرفات الظاهرة للأشخاص)، ما يمثل خطورة شديدة على الطفل، حال تقليد السلوك العدواني، والتعذيب والعنف الموجودين في البرنامج.
رابعا: ميل العديد من مقدمي هذه النوعية من البرامج إلى بعض الممارسات (والتي قد تعد أعراضًا لاضطرابات نفسية)، مثل التباهي بممارسة نفوذهم "النرجسية" وقدرتهم بل واستمتاعهم بقهر الضيوف "التنمر" والتلذذ بالمعاناة والتعذيب للأخرين "السادية"، وهو عامل مؤثر في تغيير سلوك المواطن، ليمارس هذه الأعراض المرضية الخطيرة عن طريق النمذجة وهي إرسال رسالة للشباب، أنّ هؤلاء الأشخاص وسلوكياتها هي نماذج يحتذى ويقتدي بها، ما يؤدي إلى انتشار هذه الممارسات بين أفراد المجتمع.
خامسا: ضيوف البرنامج، لهم إحدى احتمالين أولهما أن يكونوا لا يعلمون مسبقًا ما سيحدث أثناء الحلقة، فهذا يمثل احتمالية عالية في ظهور أعراض القلق والتوتر، وكذلك نوبات الخوف والهلع أو اضطراب ما بعد الصدمة لاحقًا، ومنهم أصحاب رسالة إعلامية محترمة، من شأنها أن ترتقي بمشاعر الإنسان، وبعضهم قدم الكثير من الناس في مختلف المجالات الفنية والرياضية والإعلامية، أو أن يكون الاحتمال الثاني وهو أنّهم يعرفون ما سيحدث لهم مسبقًا، وتلك رسالة سلبية شديدة الخطورة لكل أفراد الشعب المصري، وهي أنّ غاية المكتسبات المالية تبرر الوسيلة (بقبول الذل والخضوع وتحقير النفس)، وهذا بالتأكيد لا يمثل الفن والفنان المصري العظيم، صاحب البصمة الإيجابية في جميع الشعوب العربية.
سادساً: عرض هذه الأساليب يؤدي إلى خفض الحساسية لتلك الممارسات والتطبيع مع هذه السلوكيات، ما يؤدي إلى انتشارها كالنار في الهشيم، فقد نرى هذه التصرفات مصورة منزليًا لعمل تحدٍ ما على مواقع التواصل الاجتماعي.
سابعا: وجود خطر وشيك من حدوث رابط شرطي للمواطن المصري بين التعذيب بالكهرباء أو بالوسائل الأخرى السادية، في البرنامج، بالمتعة والدعابة والضحك، وهو ما يمثل الحض على سلوك إجرامي وتصويرها بشكل ساخر.
ثامنا: سيؤدي إلى انتشار السلوكيات المشينة، وارتفاع اضطرابات الشخصية، والاضطرابات النفسية للمواطن المصري، ما يؤدي إلى ضعف الإنتاجية، والتأثير سلبًا على الدخل القومي للبلاد.