حالة فزع عاشها سلامة مصطفى، خلال إعصار "التنين" الذي ضرب البلاد الفترة الماضية، وهو يرى سقف بيته ينهار تماما، وتمتلئ غرف منزله بالمياه 3 أيام متواصلة، لم يكن خوفه بسبب تضرر منزله فقط، بل أيضا بسبب إعاقته التي جعلته غير قادر على تحريك يديه، وعدم حماية عائلته سواء زوجته أو أبنائه الصغار.
بجلباب مبتل، ووجه طفولي خجل أمام الغرباء، يتحدث "سلامة" 37 عاما، عن مأساته: "أعيش فى قرية نوة فى مركز شبين القناطر، بمحافظة القليوبية والحياة هنا بدائية، يعنى البيت مثلا اللي أنا عايش فيه فلاحي من القش والطوب، هو دورين، أخويا دور، وأنا فوقه، مع مراتي وبنتي وابني، وعايشين على باب الله، ولما جه الإعصار ده اتفاجئنا أن السقف داب، وبقى مننا للسما، شربنا المية كلها، وبقينا قاعدين فيها، مش عارفين نتحرك، لأن مفيش مكان أروح له أنا وولادى".
يبتسم "سلامة" رغم الألم الذى زاد فى أعصاب يده، فمنذ ولد بإعاقة فيها، وهو لا يستطيع تحريكها، ويعتمد على معاش قررته له وزارة التضامن كإعانة باعتباره ضمن فئة الـ5 % من أصحاب الإعاقة: "إحنا بنعيش اليوم بيومه، لو أكلنا فطار وغدا نبوس أيدينا، وكان مؤلم بالنسبة أن أشوف ولادى ومراتى متبهدلين ومش قادر أساعدهم بسبب أيدى، ومن رضا ربنا أن فى حد ساعدنا".
أحمد فتحي، الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر، التى عملت على تقديم المساعدات لعائلة سلامة: "وصلت إلينا استغاثات كتيرة من سكان المنطقة عن مأساة سلامة، وأنه عايش هو وعيلته وسط المية، وانتقلنا لهناك بعد أكثر من ساعة ونص مشى وسط البرك والطين، لعدم وجود مواصلات عادية، ومعانا أكثر من 10 بطاطين، و4 مراتب، وأغذية متنوعة، ونضفنا المنزل من الميه، وظبطنا سقف مؤقت لحين شراء مواد البناء اللازمة لبناء سقف يتحمل، وحاليا بنعمل بحث عن أهم الحالات اللى بيوتها تضررت من الأمطار وبنساعدها تقف على رجيلها من تانى، لأن ده دورنا حماية أهلنا والوقوف جنبهم فى الأزمات".
تعليقات الفيسبوك