«أبومسلم» البائع المتجول: هو الرزق إيه غير «شوية شباشب.. ومولِّد كهرباء»؟!
كل تفاصيله تميزه، فوسط سوق السمك ببورسعيد، وقف بفرشة «شباشب»، ووسط ظلام الليل الذى يحل بانقطاع الكهرباء عن الشارع، يبرز نوره الساطع عن طريق مولِّد الكهرباء الذى أغناه بالتيار الحلال عن سرقة كهرباء المنطقة من أعمدة الإنارة.
يقف «محمد أبومسلم» على ناصية الشارع مجاوراً «فرشة الشباشب» مصدر رزقه وأسرته الوحيد، لا يغادر إلا فى الساعات المتأخرة من الليل، كفاه نور ربه فى الصباح عن إنارة الفرشة وأغناه «مولِّد الكهرباء» عن سرقة عمود «النور» ليلاً.
«مولِّد كهرباء» أصبح علامة مميزة لصاحبه، يرتبط اسمه به، ليتحول من محمد أبومسلم إلى «محمد اللى عنده مولِّد».. انقطاع الكهرباء المتكرر لم يكن السبب الذى استدعى محمد لشراء المولِّد، فقد كانت لديه أسباب أخرى «جبته السنة اللى فاتت عشان أراعى ربنا فى لقمة عيشى وما أسرقش كهربا من عمود النور فى الشارع».. محمد «البائع المتجول» كما يصف نفسه، يعرف أن «فرشة الشباشب» هى مخالفة يبررها «هعمل إيه؟ ده أكل عيشى، ولا نقعد نشاغب فى الحكومة والحكومة تشاغب فينا؟».
محمد الذى ترافقه زوجته وطفلته الصغيرة أينما ذهب، كان المولِّد الكهربائى الذى اشتراه العام الماضى «بتراب الفلوس»، بحسب تعبيره، بمثابة نجدة له ولأصحاب الفرش المجاورة «السنة اللى فاتت الكهربا كانت بتقطع تخاطيف كده، لكن السنة دى الكهربا بتقطع 3 أو 4 مرات فى اليوم والمولِّد ما بقاش ليا لوحدى، بيستفيد بيه 3 أو 4 جنبى».. لم يكتف محمد بإنارة ما يجاوره على الرصيف، لكنه أضاء عمود الإنارة بعد أن فقد نوره «كابل النور اللى بيوصل للعمود قطعته جرافات الزبالة فحطيت لمبة عليه عشان تنور الشارع». لا يعانى الرجل الثلاثينى مشكلة فى البحث عن وقود للمولِّد فلا أزمة للبنزين فى بورسعيد «أفوّل الفيزبا بتاعتى كل 4 أيام، وبملا منها المولد.. ربنا يتم نوره علينا بقى».