طبيبة مصرية من بؤرة الوباء تنقل تجربة إيطاليا مع كورونا: تجاوزنا ذروة المرض
الطبيبة المصرية نسرين جمال
قبل 10 سنوات انتقلت الطبيبة المصرية نسرين جمال، إلى إيطاليا بعد أن تخرجت في جامعة الإسكندرية تخصص أمراض الباطنة، بعد فترة وجيزة حصلت على الدكتوراه من إيطاليا، وفي أثناء عملها في المستشفى الجامعي لمدينة مودينا، على حدود إقليم لومباردي شمالي إيطاليا، وجدت نفسها في وسط نظام صحي، رغم تصنيفه من بين الأفضل في العالم، يواجه فيروس كورونا الجديد وارتكزت بؤرته في الشمال الإيطالي، حيث تعيش وتعمل الطبيبة الثلاثينية.
في غضون أسابيع معدودة، أضحت إيطاليا فريسة لفيروس كورونا المستجد، وتصدرت دول أوروبا الأكثر تضررا من الفيروس المستجد، وفي حوار "الوطن" مع الطبيبة المصرية التي تخوض بنفسها التجربة الإيطالية في مواجهة أزمة فيروس كورونا، توضح الأسباب التي أدت إلى تفشي الوباء بهذا الشكل وما السر وراء ارتفاع الوفيات في إيطاليا، وإلى نص الحوار:
-أولا- متى ظهر وباء كورونا في إيطاليا؟
بداية الأزمة في إيطاليا منذ 29 يناير، حيث تم تشخيص أول حالتين لسائحين في روما، تم حجزهم في المستشفى، ولم تتخيل الدولة انتشار الفيروس بتلك السرعة باعتبارها بعيدة عن الصين وأن الفيروس منبعه من الصين، وبعدها بحوالي 3 أسابيع وفي 23 فبراير تم تشخيص شاب إيطالي في الثلاثينيات من عمره بإصابته بفيروس كورونا، من مدينة كودونيو الإيطالية واكتشفوا مشاركته في ماراثون ومباراة كرة قدم واختلاطه بالعديد من الفئات بحكم طبيعته الاجتماعية ذات الانتشار الواسع.
-متى شعرت إيطاليا بخطر كورونا؟
بعد تتبع خريطة المخالطين لهذا الشاب، وجدوا عشرات المخالطين له وتم غلق المدينة التي يعيش بها وتصنيفها كمنطقة خطر، وبعدها ظهرت عشرات الإصابات بعد ظهور التحاليل وهنا بدأت الدولة تستشعر حجم الخطر، وتم إعلان المدن المجاورة لها منطقة حمراء سيطر عليها الجيش والشرطة لإحكام غلقها.
اكتشاف أول حالة كورونا في إيطاليا 29 يناير الماضي لسائح في روما
- في رأيك ما السبب في تفشي الفيروس في إيطاليا؟
تأخرت الحكومة في قرارات حظر التجوال واكتفت بعزل بعض المدن وإعلانها مناطق حمراء، مع تقديم نصائح للشعب بالتباعد وتقليل الزحام دون إلزامهم بالبقاء في المنازل، بدأت الحالات في زيادة حتى يوم 8 مارس الماضي، حتى أعلنت الحكومة الخطر في كل إيطاليا وفرضت حظر التجوال.
عادات الشعب ليس السبب في انتشار الفيروس
- هل عادات الشعب الإيطالي التي تتسم بالاجتماعية هي سبب انتشار الفيروس؟
عادات الشعب ليس لها علاقة بانتشار المرض في إيطاليا كما قيل، لأنه وبمجرد أن بدأت الحكومة في تنفيذ قرارات حظر التجوال التزم الجميع وأصبحت الشوارع فارغة من المارة.
- ما سبب ارتفاع الوفيات في إيطاليا بهذا الشكل المرعب؟
إيطاليا تحتوي على أكبر نسبة كبار سن في أوروبا، والشعب الإيطالي اجتماعي للغاية، الشباب يخرجون كثيرا يعودون إلى منازلهم ينقلون العدوى إلى أهاليهم، وكذلك كبار السن يلتقون في منتديات ومناسبات مختلفة أدى لانتشار المرض وارتفاع الوفيات، وهي أكثر فئة عمرية بها إصابات ووفيات، وتكدس الحالات في وقت قليل شكل عبئا على النظام الصحي الإيطالي، رغم تصنيفه بين الأنظمة الصحية الأفضل في العالم.
منحنى الإصابات الآن في حالة ثبات وإيطاليا مستمرة في الإجراءات الاحترازية حتى 3 مايو
-إلى أين وصل الوضع في إيطاليا حاليا؟
على مدار الأيام الأخيرة، تشير أرقام الإصابات والوفيات في إيطاليا إلى أن البلد تجاوز ذروة المرض، ومنحنى الإصابات الآن في حالة ثبات على الأقل توقف عن الزيادة، ولكن لا يزال الشمال به أكثر حالات الإصابة عن الجنوب، ونسبة الوفيات بين أعمار الـ40 سنة قليلة جدا ولم نسجل وفيات بين الأطفال.
- ما الأدوية المصرح بها للتعامل مع مصابي كورونا في إيطاليا؟
Flavipiravir أو أڤيجان غير مصرح به في أمريكا وأوروبا، والمنظمة الإيطالية للدواء لا تزال تقيم تجربة سريرية لبدء تقييمه هنا، وتجرى الآن تجارب سريرية لتقييم أدوية كثيرة لـ"كوفيد-19" منها remdesvir- tocilizumab- ritonavir /lopinavir combination ، وكلها تجارب فقط ولم يتم الموافقة بتداول تلك الأدوية في إيطاليا خارج حيز التجارب السريرية، أي عدم التصريح ببيعها في الصيدليات.
لا يتم حرق الجثث في إيطاليا وجثة مصاب كورونا غير معدية
- معلومات كثيرة تداولها البعض عن تعامل الحكومة الإيطالية مع جثث الموتى، فكيف يتم دفن ضحايا كورونا في إيطاليا؟
- تم حرق الجثث في إحدى مدن إيطاليا لكثرة الوفيات بها وليس لكونها تنقل العدوى، وجثة المصاب بفيروس كورونا يتم التعامل معها وفقا لبروتوكول منظمة الصحة العالمية، ويمكن دفنها بواسطة عائلتها، والجثة غير معدية بعد اتباع طرق معينة في تغسيلها.
-متى تعود الحياة بشكل طبيعي في إيطاليا؟
إيطاليا مستمرة في الإجراءات الاحترازية حتى 3 مايو المقبل ولا تنوي تخفيفها لحين أن يعاد تقييم الموقف من قبل اللجنة العلمية التكنيكية المختصة بمتابعة أزمة فيروس كورونا.