يخرج من بيته فى الصباح، ينزل حوض المياه، ويشرب العسل الأسود، وتبدو على وجهه ملامح الحزن، فعلى مدار 55 عاماً قضاها الدب الروسى «كريم» فى حديقة حيوان الإسكندرية، لم تتوقف عنه الزيارات، ولم يمتنع الأطفال عن مداعبته ليوم واحد، لولا تداعيات فيروس كورونا المستجد.
لأول مرة فى أعياد الربيع، أغلقت الأبواب الحديدية وخيّم الهدوء على حديقة حيوان «النزهة»، التى كانت تستقبل آلاف الزائرين فى مثل هذه الأيام، للتنزه ومشاهدة الحيوانات، ما انعكس على الحيوانات، التى تبدو وكأنها تحاول استيعاب ما يحدث من حولها، حيث يغيب الزوار ويبقى فقط الحراس والأطباء البيطريون.
رصدت «الوطن» مشاهد الحزن على وجوه بعض الحيوانات، فتجلس «نوسة» أنثى الأسد فى قفص بمفردها، بعيداً عن باقى الأسود، وذلك بعد ولادة شبلين منذ شهر، بينما ينام باقى الأسود لساعات طويلة، بسبب عدم وجود زوار ولعب.
وفى «الجبلاية» تحدث معارك يومياً، حيث تتجاذب القرود الطعام، وتشتاق للزوار، على الرغم من أنها كانت تتضرر أحياناً من نزول الشباب إليها ومضايقتها.
أما «سوسو»، المولود الجديد لحيوان من فصيلة الأيل الأوروبى، فتجلس مع والدتها، تتأمل خلو الحديقة من الزوار، وقيام الحراس بتنظيف الأقفاص، وإطعام باقى الحيوانات واللعب معها، لتحسن نفسيتها، لحين انتهاء فترة الإغلاق.
وقالت الدكتورة نبيلة عازر، مدير حديقة الحيوان، إن الحديقة لأول مرة تكون بلا جمهور فى أعياد الربيع وشم النسيم، لافته إلى أنهم ملتزمون بقرار رئيس الوزراء بالإغلاق التام، لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا، بالإضافة إلى القيام بأعمال التطهير والتعقيم والتنظيف اليومى، لافتاً إلى أن الأطباء موجودون بصفة مستمرة لتلبيه احتياجات الحديقة من الرعاية الطبية والتغذية، وكذلك تقسيم العمال والحراس على أيام العمل.
تعليقات الفيسبوك