تحاليل تشخيص كورونا بالمعامل الخاصة.. مؤشر غير جازم وحيلة لجذب الزبائن
طبيبة: التحاليل غير كافية.. وصاحب معمل: موجودة في وزارة الصحة بس
عرض أحد المعامل الخاصة لإجراء تحاليل لتشخيص كورونا
في ظل تخوفات نسبة كبيرة من المواطنين من احتمالية إصابتهم بفيروس كورونا الذي يغزو العالم الآن، أعلنت معامل خاصة عروضا لإجراء مجموعة تحاليل باعتبار أنّها لـ"التشخيص المبدئي لفيروس كورونا"، بينما تلقفت نقابات مهنية، بينها "المهندسين"، هذه العروض وقدمتها لأعضائها، وسط غضب من جانب أعضاء بنقابات أخرى كالصحفيين من عدم وجود عروض مثيلة بنقابتهم، وجدل بشأن حقيقة التحاليل ودقتها في كشف الإصابة بالفيروس من عدمه، واتهامات لها بأنّها جزء من حيل لجذب الزبائن.
الجروبات الداخلية على مواقع التواصل الخاصة بالصحفيين ونقابتهم، شهدت لجوء عدد من الصحفيين لمشاركة عرض مقدم من أحد المعامل بالتعاون مع نقابة المهندسين، يشمل 6 تحاليل هي (ESR، CBC، SGOT، SGPT، CRP، Ferritin)، مكتوبا أسفلها أنّ إجمالي هذه التحاليل للجمهور 640 جنيها، وللمهندس بكارنيه النقابة فقط 191 جنيها، وللمهندس المشترك في مشروع الرعاية الصحية 73.5 جنيها، وسط تساؤلات من جانب الصحفيين: "أين نحن من هذا العرض يا سيادة نقيب الصحفيين".
المنشور الذي حاز إعجاب البعض وشاركوه على مواقع التواصل أكثر من مرة، دفع أيمن عبدالمجيد، مسؤول لجنة الرعاية الصحية بالنقابة، للرد عليه، قائلا: "هذا الذي يقدمه المعمل على أنّه تحليل كورونا، احتيال ومتاجرة بالأزمة، تحليل كورونا يتم في المعامل المركزية لوزارة الصحة، والمذكور في هذا الإعلان تحاليل أجسام مضادة عادية لا تمثل أي فائدة، إلا إذا طلبها طبيب لتشخيص حالة مريض، وليس كورونا، كما أنّها متاحة في مشروع العلاج مع غيرها من التحاليل بأسعارها ويستطيع أي زميل للحصول على الخدمة بالواتس".
ولفت إلى أنّ قلة حركة المواطنين قلصت نسب الإقبال على المعامل، فأصبحت تقدم عروضا، وتلقينا في مشروع العلاج عروضا كثيرة مثل هذه، لكن نحن أحرص عليكم من أن نضللكم أو نقدم لكم خدمات وهمية.
وعنن هذا الجدل، تقول الدكتورة ياسمين صلاح، الطبيبة بمستشفى زايد العام، والتي تتولى بالتناوب مع زملائها توجيه حالات الاشتباه بكورونا بالمستشفى للخطوات التالية للتأكد من إصابتهم من عدمه، إنّ هذه التحاليل يتم إجرائها الآن، بل وأكثر منها، في مستشفيات وزارة الصحة، كخطوة مبدئية للإشارة إلى احتمالية الإصابة بفيروس كورونا من عدمه، إلا أنّ الأطباء يعتبرونها مؤشرا غير جازم أو غير مُحدد على ما إذا كان الشخص مصابا بكورونا أم لا.
وأضحت أنّ هذه التحاليل في حقيقة الأمر تؤشر على وجود التهابات، ولا تخص مرضا بعينه، وإذا كانت نتائجها إيجابية يتم بعدها عمل أشعة عادية ومقطعية على الصدر للمريض، فإذا ظهرت مزيد من المؤشرات على احتمالية الإصابة بكورونا، يتم تحويل المريض إلى مستشفيات الحميات حيث يتم أخذ عينة أو ما يسمى بإجراء "المسحة" لهم في المعامل المركزية لوزارة الصحة، وهي التي من شأنها أن تُجزم بعد ذلك بما إذا كان المريض مصابا بكورونا من عدمه.
وفي السياق ذاته، يقول الدكتور عبد الرازق شتا، صاحب ومدير أحد معامل التحاليل، إنّ التحاليل غير كافية بالمرة لتحديد الإصابة كورونا من عدمه، فأرقامها قد تكون غير طبيعية لدى أشخاص كثيرين لديهم أي أمراض أخرى، فعلى سبيل المثال إذا كانت نسبة الفريتين والسي بي سي غير طبيعية، فذلك قد يشير لوجود أنيميا أو نقص في الحديد، وفي هذه الحالة فالمعمل لن يمكن له أن يقول المريض مثلا أنت لديك كورونا من عدمه، وأقصى ما يمكن أن يقول له لازم تطمن على نفسك".
ويضيف شتا: "في ظل الركود الحالي الذي يضرب كل شيء، فإنّ البعض يحاول أن يتفنن لجذب الزبائن، لكننا في المقابل يمكن أن نقول أنّ هذه التحاليل جيدة لمن يريد الاطمئنان على صحته بشكل عام، وربما تنبهه إلى وجوب إجراء فحوصات أخرى أو مشكلات صحية أخرى، ينبغي علاجها".
أما فيما يتعلق بكورونا تحديدا، فيؤكد أنّه لا يوجد سوى تحليل "المسحة" الذي يسعى لاكتشاف وجود الفيروس ذاته، أو تحليل الأجسام المضادة للفيروس، وكلا التحليلين غير متوافران سوى لدى معامل وزارة الصحة.