بعد واقعة الهياتم.. أطباء نفسيون يفسرون مظاهرات المصريين ضد كورونا
الأطباء: الخوف وراء الظاهرة.. الناس وقت الأزمة مش بتفكر بشكل منطقي
قرية الهياتم
بعد مظاهرات قرية الهياتم بالغربية، أكد عدد من الأطباء النفسيين، أن خروج عدد من المواطنين في تظاهرات ضد فيروس كورونا، ما هو إلا حالات تعبير عن الذعر الذي ينتاب المواطنين بعد تزايد أعداد الإصابات بالفيروس في مصر والعالم، مشيرين إلى أن بعض السلوكيات في الأزمات تكون معدية تنتقل من فرد إلى آخر بحسب قوة تأثير هذا الشخص ومدى القلق والخوف من الأزمة.
ويقول دكتور أحمد عبدالكريم، مدرس الطب النفسي بكلية الطب جامعة الإسكندرية، إن سيكولوجية التجمعات في المواقف المؤثرة والأزمات تكون معدية: "في المواقف اللي بيكون ضغط عصبي ونفسي شديد، الناس بتتصرف تصرف فيه محاكاة، للي بيحصل حواليهم، لأن التصرفات والمشاعر بتكون معدية خصوصا لو بتأثر على عدد كبير من الناس زي أزمة فيروس كورونا اللي بنعيشها دلوقتي".
عبدالكريم: "الضغط الشديد في الأزمات يؤدي إلى حراك مجتمعي نابع من الخوف"
ويضيف مدرس الطب النفسي، أن الشعور العام بالخوف ليس إلا جانب من الإحساس بتقييد الحرية يدفع البعض إلى الخروج عن المألوف: "مجرد إن عدد قليل من الأشخاص حتى لو مش مؤثرين، الناس هتقلدهم بدون وعي بسبب الذعر والخوف".
ويؤكد "عبدالكريم": "أن تلك السلوكيات لا تدل على عدم وعي المواطنين كما يشاع، وذلك لأن الناس في وقت الأزمة مش بتفكر تفكير منطقي".
ويرى أستاذ الطب النفسي، أن الحلول تكمن في توعية عكسية، وذلك لأن الفرد في تلك الحالة يكون قابلا للنصح والإرشاد ويمكن تحريكه وذلك من خلال بث رسائل تطمئن المواطنين، وتنقل لهم مشاعر الطمأنينة: "زي مالمجموع بتتحرك يسارا وتتظاهر، يمكن تحريكها أيضا يمينا من خلال تلك الرسائل".
من جانبه يقول دكتور جمال فرويز، طبيب نفسي، إن الضغط النفسي يمكن أن يدفع الشخص إلى القيام بتصرفات لا تليق: "لابد من الهدوء، لعدم استغلال هؤلاء القلقين سياسيا، ولازم الكل يلتزم بقرارات الدولة"، يشرح "فرويز"، طريقة الاسترخاء في أوقات الأزمات، ويقول إن أخذ نفس عميق من الفم عشرين مرة بشكل متكرر يوميا، من شأنه أن يهدئ الجهاز العصبي ويبعث الطمأنينة لدى الأشخاص الذين يتمتعون بقدر من الخوف والقلق: "بعد النفس ينام على السرير على الأقل خمس دقايق لمدة 15 يوما، كدة بيحصل عملية تعود على الاسترخاء والهدوء، ومع قلة متابعة نشرات الأخبار وزيادة حالات الإصابة بيقل التوتر".
ويضيف "فرويز"، أن تلك الفترة الحرجة تعد أحد أهم عوامل لم الشمل وتقوية العلاقات الإجتماعية، والتقرب من الأبناء.
نيرمين: "الشخص بيحاول يقرب من أشخاص شبهه كي يطمئن بعد قلقه"
تمسك بطرف الحديث الدكتورة نيرمين محرم، استشاري الطب النفسي، حيث تقول إن التظاهر في وقت الأزمات يحدث عندما يصاب الإنسان بهلع وخوف، إلى جانب الفزع من شئ مجهول، كما يحدث الآن، وهنا تهاجم الشخص أفكار تتعلق بانعدام الأمان: "السلوك اللي بيتولد على الأفكار دي بيكون غير منطقي ومفاجئ، وهنا الشخص بيحاول يقرب من أشخاص شبهه، اللي حصل في إسكندرية كان هلع غير مبرر، ولكن الهيام نظرا لتطبيق القرار بشكل مفاجئ، وده انعكس على المواطنين وأصابهم بالذعر والقلق اللي نتج عنه التظاهرات".