أستاذ مناعة: الطبيعة الجغرافية ودرجات الحرارة تتحكم في انتشار كورونا
طبيعة الفيروس تختلف من بلد لآخر وارتفاع الحرارة قد يحمي أفريقيا
الأنصارى
يظل الحديث عن فيروس كورونا هو الشغل الشاغل لكثير من العلماء والمتخصصين والباحثين في علم الفيروسات، إذ أن معدل انتشار وحركة الفيروس هي أهم ما يتابعه المواطنون خلال الفترات الحالية.
وبدراسة مقارنة لعدد من الفيروسات التي ظهرت مؤخرا في بلدان شتى يظهر مدى تأثر الفيروس بالطبيعة الجغرافية للمناطق التي ظهر فيها، ويصبح معدل انتشاره مرهونا بعدة عوامل منها ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الحارة والتي تؤثر على مدى نشاط الفيروسات وتحد من انتشاره.
طبيعة وانتشار الفيروس يختلف من منطقة لأخرى
وهو ما يؤكده الدكتور محمود الأنصاري أستاذ المناعة والكائنات الدقيقة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، مستندا إلى عدد من الفيروسات التي ظهرت مؤخرا: "هناك عدد من الفيروسات ظهرت مؤخرا تأثر معدل انتشارها بحسب طبيعة المنطقة الجغرافية التي ظهرت فيها".
وتابع: "الفيروس يتأثر فقط بالبيئة والحرارة والجفاف والرطوبة وبطبيعة البيئة المحيطة به، وهذا يعني أن الفيروس طبيعته تختلف من بلد لآخر ومن منطقة لأخرى".
ويتخذ "الأنصاري" مثالا بفيروس "الإيبولا" والذي ظهر في عام 2014، مسجلا نسبة وفيات بين 40 إلى 50% من الحالات التي أصيبت به، وكان معدل انتشاره بين البشر في قارة أفريقيا عاليا، في حين أن الحالات التي أصيبت بالفيروس في أوروبا وأمريكا لم تتسبب في انتقاله لأي مواطن، وهو ما يعني أن معدل انتشاره بين البشر في تلك المناطق كان معدوماً، وذلك طبقا للتقارير الصادرة من المركز الدولي للتحكم في الأمراض والعدوي "cdc".
"إيبولا" الذي انتشر في بداية الأمر في دولة غينيا غرب أفريقيا نتيجة لتناول المواطنين لخفافيش الفاكهة المحملة بذلك الفيروس ثم انتقل إلى دول أخرى مثل ليبريا ونيجيريا ومالي وغيرها من الدول، صاحب ظهوره أعراض أبرزها وفق "الأنصاري": ارتفاع في درجات الحرارة، إسهال وقيء شديدين، ألم في العضلات، وفي بعض الحالات كان يحدث نزيف تحت الجلد، وحالات أخرى تشابهت أعراضها مع الملاريا أو الأنفلونزا أو التيفود.
فيما أشار أستاذ المناعة والكائنات الدقيقة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إلى مثال آخر للفيروسات التي انتشرت بصورة لافتة في مناطق محددة، وهو فيروس "زيكا" والذي ظهر في عام 2016، وشهد ذروته في شهر إبريل من ذلك العام، وأصاب نحو 800 ألف نسمة وتحديدا في الجزء الغربي من الكرة الأرضية، أي أمريكا اللاتينية وغرب أفريقيا، في حين أنه لم ينتشر في دول الشرق الأوسط، وانحسر تدريجيا في أغسطس 2016.
وتابع: "رجح العلماء وقتها سبب تقلص الفيروس إلى ما يعرف بمناعة القطيع، وهو أن يصاب أفراد المجتمع بالفيروس مما يكون مناعة بداخلهم ضده، هذه المناعة قد تكون مؤقتة وقد تكون طويلة الأمد وقد تكون مدى الحياة".
وتعد خطورة فيروس "زيكا" لكونه يسبب تشوهات في الأجنة ويسبب صغر حجم جمجمة الأطفال المولودة لأم مصابة بالفيروس، كما أن أعراضه الشائعة وقتها كانت صداع شديد وألم في المفاصل والعضلات واحتقان بالعين، أو الأنف أوالفم، ويذكر أن سبب انتشار ذلك الفيروس هو نوع من الناموس موجود بمناطق غانا وغينيا والجابون وغيرها من دول غرب أفريقيا، مما دفع منظمة الصحة العالمية في توصياتها بمنع السفر إلى البلاد الموبوءة.
ارتفاع درجات الحرارة سبب انخفاض معدل إصابات كورونا في أفريقيا
ويؤكد "الأنصاري" أن الطبيعة الجغرافية للمناطق التي تظهر بها الفيروسات تتحكم في آلية انتشارها ومعدل حركتها، وهو ما يبرر سبب تسجيل بعض الدول الأفريقية لحالات قليلة من فيروس كورونا المستجد، إذ أن متوسط الحالات المصابة يتراوح في تلك الدول بين 80 إلى 120 حالة، وعلي الرغم مما أشيع بأن فيروس "كوفيد-19" أو كورونا المستجد يعيش في المناطق ذات الحرارة المرتفعة، فإن هناك دوريات علمية أقرت بأن الفيروس لا يتحمل درجات الحرارة المرتفعة لأكثر من 30 درجة مئوية، موضحا أن دولة الهند رغم تعداد سكانها المرتفع والذي يصل إلى مليار و300 مليون نسمة فإنها لم تسجل سوى 900 حالة فقط، وبلغ عدد الوفيات نحو 20 حالة وفاة.
يذكر أن"كوفيد-19" بدأ ظهوره في شهر ديسمبر 2019، وبلغ اجمالي المصابين به عالميا نحو 620 ألف مصاب، والوفيات منه 28 ألف نسمة، ونحو 140 ألف تعافوا من المرض، و96% من الحالات أصيبت بأعراض طفيفة أو لم تظهر عليها أعراض، في حين يعاني نحو 24 ألف نسمة من أعراض شديدة في الجهاز التنفسي.