غريب في بلاد كورونا.. مصري يتعافى في إيطاليا وخوف من الأسوا في إسبانيا
صلاة الجنازة على ضحايا كورونا في إيطاليا
تقدم "الوطن" نشرة "غريب في بلاد كورونا" يوميا، لرصد الأوضاع في الدول التي ظهر بها فيروس كورونا المستجد، على لسان أعضاء الجاليات المصرية في تلك الدول، وجولتنا اليوم في دول إسبانيا وإيطاليا، والمملكة العربية السعودية.
5 أيام كاملة ارتبطت فيها أسلاك المحاليل بجسد شوكت البالغ من العمر 40 سنة، ومثله قضت زوجته 10 أيام متصلة بالمحاليل الدوائية، لا يعلمان مصيرهما في مستشفى الحجر الصحي التي يسارع فيها الأطباء لعناية المرضى الذين يتوافدون على مدار اليوم دون توقف "مضادات حيوية ومسكنات للآلام وأدوية خافضة للحرارة فقط لمقاومة الفيروس"، بحسب ما قال شوكت لـ"الوطن".
لم يمر تاريخ السادس من مارس الجاري كأي يوم عادي في حياة "شوكت نصر"، المصري المقيم بمدينة بيتشنسا الإيطالية، حين ظهرت أعراض فيروس كورونا الجديد على زوجته، التي عانت من ضيق شديد في التنفس، واتصل بالمستشفى التي أحضرت سيارة إسعاف على الفور لنقلها، وأظهرت التحاليل إصابتها بكورونا، وهناك اكتشف إصابته هو الآخر بالفيروس الجديد، ليتم حجزهما معا في أحد مستشفيات المدينة تاركين 5 أولاد خلفهما دون علمهما هل سيلتقون معا مرة أخرى أم لا.
ساعات اليوم داخل الحجر الصحي مرت كسنوات على المصري المقيم في إيطاليا منذ 15 عاما، شاء القدر أن ينجوا بأعجوبة إلهية من ذلك الفيروس ليصبح أول مصري متعاف من كورونا في إيطاليا، بحسب تأكيد الطواقم الطبية له، التي أضحت بؤرة للوباء ومحط أنظار العالم حاليا "الحمدلله نجوت من الفيروس لكن زوجتي تعبانة أكتر مني وقضت أيام أكتر بالحجر الصحي"، حسب قوله.
كما سجلت إسبانيا 655 وفاة جديدة بالفيروس في يوم واحد، ليصل إجمالي الوفيات إلى 4089 من بين أكثر من 56 ألف إصابة، وفقا لآخر إحصاء.
وتعيش البلاد حاليا واحدة من أحلك لحظاتها وأكثرها مأساوية في تاريخها الحديث، لا سيما مع ارتفاع عدد القتلى يوميا بسبب وباء كورونا، لتصبح إسبانيا في موقع متقدم مقارنة بإيطاليا في انتشار الوباء.
رحمة محمود، باحثة حاصلة على منحة دراسية بعد تخرجها من كلية الألسن، مقيمة في إسبانيا، تقول إن الأوضاع صعبة سيئة وتسوء كل يوم بعد الآخر، مشيرة إلى أنها تخشى أن تصبح الأوضاع في إسبانيا مثل إيطاليا.
وأضافت رحمة لـ"الوطن": "رئيس الوزراء الإسباني أعلن الجمعة الماضي أن يوم الاثنين سندخل في مرحلة سيئة جدا، وأمامنا أسبوعان لاحتمال تخطي هذه الكارثة، وكل يوم من الممكن أن نستمع إلى أخبار ستصابون بالجنون منها، ومنها ارتفاع الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد، وهذا ما حدث بالفعل".
وتابعت: "السبب الرئيسي في انتشار فيروس كورونا المستجد في إسبانيا نسبة الأعمار الكبيرة مرتفعة للغاية، وبعد حظر التجول بدأ المواطنون في التجمع بمنازلهم ولم يخالفوا الحظر".
واختتمت رحمة حديثها لـ"الوطن": "عملية الشراء أصبحت تحت السيطرة هنا، لكن إذا أراد أي شخص شراء طعام فعليه النزول من منزله مبكرا في الصباح لأنه حال خروجه ليلا لن يجد شيئا يأكله".
وقال عصام فتح الله المحرنجي، مصري مقيم في إيطاليا، إن الأوضاع هناك تسوء من يوم للثاني، ولكن الأيام المقبلة ستأتي بالخير ومن المتوقع أن يبدأ العد التنازلي لضحايا الفيروس بعد التزام المواطنين بمنازلهم.
وأضاف "عصام" لـ"الوطن"، أن من يظهر عليه الفيروس هناك، يمنع حتى من فتح باب شقته، حتى لا ينقل الوباء لغيره من الأصحاء، فيما تشدد الحكومة الإيطالية على إجراءات التزام المواطنين لمنازلهم، وتردع كل من يتواجد في الشوارع بأوقات الحظر.
وأشار بائع العطور، إلى أن هناك بعض المصريين العالقين الذين جاءوا بهدف السياحة أو غيره، قبل أن تسوء الأوضاع وهم في الداخل، "في مصريين كانوا جايين هنا يتفسحوا ومعاهم مصروف (بوكيت موني) على قد رحلتهم، وفجأة بعد انتشار الفيروس الأوتيلات قفلت، وعاوزين يرجعوا حتى لو على حسابهم، لأن الحجر هيطول ومش عارفين هيقعد لإمتى".
وأوضح المقيم في إيطاليا منذ 20 عاما، أنه على الرغم من سوء الأحوال في إيطاليا، فإن الشعب الإيطالي لم يستسلم والجميع أصبح ملتزمًا، باستثناء قِلة خارجة ويتم ضبطهم باستمرار، ليسيروا على درب غيرهم، وجميع ما يثار عن استسلام الشعب الإيطالي للدعاء والصلاة فقط، شائعات وغير حقيقية بالمرة.
وأكد على أن اثنين من أصدقائه أصابهم الفيروس القاتل، ونقلا العدوى للطبيبة الخاصة بهما، لافتًا إلى أنه على الرغم من كل الإجراءات المشددة التي اتخذتها إيطاليا، بخاصة عقب الارتفاع الملحوظ في عدد الوفيات، لا تزال الأمور في خطر.
ويقول شريف عاطف، مهندس مصري مقيم في المملكة العربية السعودية، إن الاجراءات التي اتخذتها المملكة بشأن حظر التجول صحيحة جدا، مشيرا إلى أن هناك البعض لا يهتم بهذه الاجراءات، لكن من يخالف هذا تتخذ معه السلطات موقفا مشددا كما أعلنت من قبل.
وأضاف شريف لـ"الوطن": "المصريون المقيمون في المملكة العربية السعودية، ملتزمون بقرار حظر التجول، وأنا والمقربين مني سواء كانوا أصدقاء أو من العائلة نعمل من المنزل و لا نخالف هذا القرار للحفاظ على أنفسنا من الإصابة لاسيما وأن بعض الزملاء لديهم أسر استقدموهم هنا في المملكة".
وتابع: "يوجد احتياطات خلال التسوق الذي يكون على شكل مجموعات للحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين، لكن المملكة أعلنت أن الطلبات ستكون أونلاين في الأيام القادمة وهذا أفضل بكثير من وجهة نظري".
يذكر أن الملك سلمان بن عبدالعزيز، وافق الأربعاء الماضي، على اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا وفق ما أعلنته وكالة الأنباء السعودية على تويتر، وذلك حرصاً على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، حيث تقرر تقديم بدء منع التجول إلى الساعة الثالثة عصراً في المدن الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة.