اليوم الأول للحظر: هدوء في "القاهر" واحتجاز مخالفين فوق كوبري الساحل.. و"الجيزة" خالية من المارة
رجال الشرطة يتابعون تنفيذ حظر التجول فى الغربية
ما إن اقتربت عقارب الساعة من السابعة مساء، حتى بدأت سيارات الشرطة فى الانتشار فى شوارع القاهرة بأنواعها المختلفة، بعضها يحمل حواجز وعوارض حديدية جاءوا بها خصيصاً لنصب الأكمنة والسيطرات الأمنية فى الشوارع الرئيسية فى اليوم الأول لتطبيق حظر التجول من السابعة مساء وحتى السادسة صباحاً لمدة 15 يوماً، والذى أعلن عنه رئيس الوزراء مصطفى مدبولى ضمن الإجراءات الشاملة التى تتخذها الدولة لمواجهة تفشى فيروس كورونا، وبدأت قوات الأمن من عناصر الشرطة فى الانتشار بالأكمنة بزيهم الرسمى مع عناصر من الأمن المركزى لمعاونتهم فى فرض الأمن بالأكمنة مدججين بالأسلحة الآلية وخوذاتهم وستراتهم.
الشرطة تمنع أصحاب السيارات من المرور باستثناء الحالات المرضية.. وتجبر عدداً منهم على العودة من حيث أتوا
فى شارع شبرا، بمنطقة شبرا مصر، عند «الدوران»، نصب كمين كبير الحجم مؤلف من 4 سيارات مع نحو 10 من ضباط وأفراد الشرطة يمنعون السير ويفحصون المارة، وكذلك ركاب السيارات لبحث وجهتهم وطرح الأسئلة على قائديها عن أسباب تأخرهم وكسرهم لحظر التجول، لكن الشارع الذى كان يعج بالمواطنين والزحام الدائم، بدا صامتاً، فلم يكن هناك سوى أفراد الشرطة تقريباً، والمحال أغلقت أبوابها ولم ينر الطريق سوى أعمدة الإنارة الرئيسية، بالإضافة إلى ذلك الكمين، فقد نصبت ثلاثة أكمنة أخرى، تمنع سير السيارات، وتفحص ركاب السيارات وبطاقات الرقم القومى الخاصة بهم. وفى ميدان رمسيس بقلب القاهرة نصبت الأكمنة، وحجزت الشرطة نحو 15 سيارة حاولت الصعود أعلى كوبرى 6 أكتوبر من مطلعه أمام محطة القطار، لمدة تجاوزت نصف الساعة قبل أن يسمح الضابط المسئول لثلاث سيارات فقط بالعبور اثنتان منها كانتا تنقلان مرضى من أحد المستشفيات، وأحد الأطباء، بينما اضطر الباقى للعودة والسير عكس الاتجاه.
وخلا ميدان التحرير من أى مشاة أو سيارات، حيث نصبت على كل مداخله أكمنة شرطية سواء من ميدان عبدالمنعم رياض أو شارع قصر العينى، أو مدخله من كوبرى قصر النيل، ليبدو مهجوراً تماماً، وخلا كوبرى قصر النيل من السيارات أو المارة، وفى وسط البلد بشارع طلعت حرب نصبت الأكمنة وحجز أحد الأكمنة 6 سيارات لفحص هوياتهم وطرح أسئلة عليهم بأسباب مرورهم وقت الحظر.
وعلى كوبرى الساحل الذى يربط منطقة روض الفرج بمنطقتى إمبابة والوراق، احتجزت الأكمنة أعلاه أكثر من 25 سيارة، وسط مناشدات المواطنين للشرطة السماح لهم بالعبور، بينما صرخت إحدى المريضات من داخل السيارة ليسمعها الضابط المسئول حتى أجبر السيارات بالإفساح لسيارتها بالعبور كى تتمكن من الذهاب إلى المستشفى.
وفى ظل الظلام الدامس والهدوء الذى ساد شوارع القاهرة، وجدت الكلاب الضالة فرصتها للخروج وفرض سيطرتها على الشوارع الرئيسية كشارع طلعت حرب وشارع محمد فريد وشارع كورنيش النيل بالقرب من وزارة الخارجية، ومبنى التليفزيون بماسبيرو، ليسيطر نباحهم وأصواتهم على فترات الحظر.
دوريات أمنية فى شوارع الدقى وميدان التحرير والبحر الأعظم لتطبيق قرار الحظر وضبط المخالفين
أما فى محافظة الجيزة، فقد خيم الصمت المطبق على شارع التحرير بمنطقة الدقى، بعد أن وضعت الدوريات المرورية المنتشرة بطول الشارع حواجز حديدية لمنع حركة السير، حيث أغلقت جميع الصيدليات فى الشارع الرئيسى أبوابها نظراً لقلة الزبائن وقت الحظر، بحسب أحد العاملين بها، الأمر ذاته حدث فى محلات «السوبر ماركت» لخلو الشوارع من المارة والزبائن، وفى شارع البحر الأعظم، اصطفت أعداد من السيارات الخاصة فى انتظار فتح الطريق الذى تم إغلاقه بالتزامن مع تطبيق حظر التجول، حيث يقول المواطنون إنهم لم يقدروا التوقيت المناسب للعودة إلى منازلهم قبل حظر التجول، فيما منعت القوة الأمنية مرورهم.
وفى ميدان الجيزة الذى كان يمتلئ عن آخره بالباعة الجائلين ووجهة للمواطنين الذين يستقلون جميع أنواع المواصلات العامة والخاصة كان هو الآخر خالياً تماماً من الميكروباصات والأوتوبيسات قبل بدء الحظر بنحو ١٥ دقيقة: «الشرطة جت وبدأت تحذر الناس وإن مش هيكون فيه تهاون بعد الساعة ٧، فكلنا بدأنا نحمل الزباين بسرعة عشان نلحق نعمل دور ونروّح بيوتنا، محدش فينا معاه ٤٠٠٠ جنيه للغرامة»، يقولها «محمد. ع»، أحد سائقى الميكروباصات، الذى يعمل على خط «الجيزة - الرماية»، فيما أطفأت سيارات الأجرة محركاتها واصطفت على جانبى الشارع، وعلى امتداد شارع جامعة القاهرة وصولاً إلى شارع الهرم، أحد أهم وأكثر الشوارع حيوية واستقبالاً للرواد على مدار اليوم، غير أنه بدا فى الساعات الأولى للحظر كمدينة أشباح لا يشق ظلامه سوى نباح الكلاب، فالصخب الذى يتميز به الشارع والازدحام الذى لا ينفض إطلاقاً بالقرب من محطة مترو الجيزة أو ذلك الطريق فى الجهة المقابلة المجاور لجامع نصر الدين الذى حوله السائقون إلى موقف لزبائنهم لم يعد يظهر بسبب الظلام والهدوء.