صرع مستعصٍ غير مستجيب للأدوية، ينهش روح «تقى ومحمد»، طفلين أتيا إلى الحياة بمرض مزمن يطاردهما منذ ولادتهما، يستغيثان لتوفير جهاز تنبيه العصب الحائر لهما، لكن تكاليفه تصل إلى 800 ألف جنيه: «أبوهم موظف وإحنا على قد حالنا»، تقولها الأم زينب عبدالعظيم، بدموع وحسرة يتخللها فقدان الأمل بعد محاولات مستميتة لإنقاذ صغيريها من الموت.
تحكى أنها رُزقت بـ«محمد»، 10 سنوات، ومعه مرضه الذى لم يستجب للعلاج، وبعدها بـ5 سنوات أتت «تقى» حاملة المرض نفسه، ليزداد حزنها وتتضاعف مسئوليتها وحيرتها، مستغيثة بأى جهة توفر علاجاً للطفلين: «عملت عملية فصل للمخ لتقى علشان أسيطر على التشنّجات الشديدة، لأنى مش قادرة أوفر تكلفة الجهاز».
استفاقت الصغيرة ولم تعرف أحداً من أسرتها البسيطة، تنظر إلى أبيها وأمها نظرة الغريب، مما جعل والدتها تنهار بكاءً: «كان عندها تشنجات مستمرة مابتفصلش، لو كحت تتشنج، مفيش فيه سيطرة واتحجزنا فى المستشفى شهر كامل علشان نعمل عملية فصل المخ، وتعبت جداً وماعرفتناش، انهرت ساعتها، مأساة مابقناش قادرين نستحمل، والمبلغ فوق طاقتنا».
تبرّعت لها مشيخة الأزهر الشريف بـ40 ألف جنيه، وأحد البنوك بـ50 ألف جنيه، ووعدتها نقابة الأطباء بالتبرع بمبلغ 20 ألفاً، لافتة إلى أن الأطباء المعالجين للأولاد فى مستشفى عين شمس التخصصى متنازلون عن أجرهم، لكن سعر الجهاز غالى: «المبلغ كبير أوى، والأولاد كل يوم حالتهم بتسوء».
تعيش «زينب» فى مدينة السادات بالمنوفية، تحضر بطفليها، لتلقى العلاج بشكل دائم، ولكن قبل 3 سنوات، توقفت استجابتهما له، وساءت صحتهما، مما جعلها تبحث عن بديل لإنقاذ حياتهما.
تعليقات الفيسبوك