يعترضون على النظرة للصيدلى باعتباره بائعاً، يلتزم بما يطلبه الزبون، ولا يملك حق النصيحة أو طرح بدائل، فانطلقوا من صيدلياتهم إلى الفضاء الواسع، مستغلين «السوشيال ميديا» فى التعريف بالأدوية بشكل مبسط، وتقديم وصفات علاجية ترفع من المناعة وتحارب الأمراض، فضلاً عن طرح بدائل محلية للأدوية المستوردة غالية الثمن.
«الصيدلية نقطة إسعاف أولية، خاصة فى الأقاليم، فالأطباء يكونون إجازة فى يومى الخميس والجمعة، وكذلك فى الأعياد والعطلات، وهناك قرى تخلو من مستشفى، والصيدلى بذلك يكون الأقرب للمريض وملجأه الآمن، فلابد من الثقة به، وتعظيم دوره»، يقولها الدكتور باهر السعيد، الذى ذاع صيته كأول صيدلى يتفاعل مع الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعى بشكل واسع، ويتعدى متابعوه مليوناً و200 ألف.
فى 2016 صدر قرار بزيادة 20% على الأدوية التى تقل عن 30 جنيهاً، وقتها نشر «باهر» على صفحة الصيدلية بـ«فيس بوك» تعريفاً بالأدوية وبدائلها ومثيلاتها، والفرق بينها، وبدأ يرد على استفسارات المواطنين، ثم نصحته زوجته بإنشاء «جروب» لتعميم الفائدة: «لأنها أكثر دراية منى بطبيعة السوشيال ميديا واحتياجات الناس، نصحتنى بالجروب، وأنشأته فى 2017، وأتذكر «بوست» شهيراً كتبته: لو عندك دواء ناقص أو غالى عليك اسألنى أدلك على البديل، حظى بتفاعل كبير، ورددت على 70 ألف استفسار».
فى النصف الثانى من 2017، قرر «باهر» طرح نصائحه عبر فيديوهات على الجروب و«يوتيوب»، بعد أن لاحظ نسخ نصائحه ونسبها لآخرين على «السوشيال ميديا»، التجربة التى كانت فارقة، ومن خلالها كان يطرح بدائل للأدوية، ويرد على الشائعات، ويقوم بتوعية الناس بالإسعافات الأولية.
تجربة «باهر» كانت ملهمة لآخرين حاولوا تقليده، الأمر الذى يسعده طالما أن المستفيد هو المواطن: «الصيدلى لا بد أن يكون إيجابياً ويساعد المريض، فهو ليس بقالاً، ولكن ليس فى الحالات التى تستدعى زيارة الطبيب مثل مرضى السكر».
الحديث عن مخاطر بعض أدوية التخسيس، التى ينصح بها أطباء العلاج الطبيعى والتغذية رغم ضررها الشديد، كان دافعاً قوياً لتحفيز الدكتور محمد العزب، صيدلى، لعمل أول فيديوهاته، خاصة أن والدته كانت إحدى ضحاياها، وحظى بمشاهدة عالية، خاصة أنه تضمن أدوية تباع فى الصيدليات رغم أنها محظورة منذ ٢٠١١.
«أهوى الوقوف أمام الكاميرا، والحديث مع الناس عن المفيد لصحتهم»، بحسب «العزب»، الذى يرى أن الصيدلى والطبيب يكملان بعضهما البعض، وطبيعى ألا يكون الصيدلى سلبياً، وجائز له نصح المريض ببدائل الأدوية ذات نفس المادة الفعالة. يأمل «العزب» فى تقديم برنامج على إحدى الفضائيات، ولا يرى عيباً فى سعى الصيدلى للشهرة، طالما أن المستفيد هو المواطن.
تعليقات الفيسبوك