"ملوش دية".. عامل يذبح والده وهو نائم.. التحريات: الزوجة الثانية السبب
المتهم تسلل لغرفة نوم الأب ثم ذبحه ومزقه بـ10 طعنات
جثة
"هدبحه".. كلمة نطقها عامل بتصميم وحزم، فى حضور والدته وأشقائه، فى ليلة باردة قبل أيام، داخل منزل متواضع، وسط أثاث فقير بإحدى قرى مركز قوص بمحافظة قنا، ولم يلقى اعتراضا يذكر منهم.
"بس خد بالك، والبادى أظلم".. جملة نطقتها الأم، والشرر يكاد يتطاير من عينيها، وكأنها كانت تسكب الغل من أعماقها فى حروف كلماتها.
المشهد السابق، كان جلسة نهائية لأسرة فقيرة، اتخذ الجميع قرار بالقتل، لكن الهدف لم يكن غريبا عن الأسرة، فقد كان الهدف هو الأب فى ليلة تالية، بعد منتصف الليل تحديدا.
انطلق الشاب متسللا فى جنح الليل، ملثما، يخفى سكين فى ملابسه، كان يتلمس خطواته بحذر، بينما يتقدم نحو منزل والده الآخر، الذى يقيم فيه بصحبة زوجة أخرى.
نجح الابن فى دخول المنزل، تقدم إلى غرفة نوم والده الـ"ستيني"، وإلى جواره زوجته الـ"أربعينية"، سبب شقاء والدته وأخوته.
وقف الشاب متأملا ملامح والده الذي يغط فى النوم، مع زوجته التى هجرهم من أجلها، وكتب ما يملك باسمها، باع لها ما هو حق لهم.
همس: "بعتنا واشتريت دى"، ولمعت عيناه بالغضب: "ما دمنا هنا عليك يبقى تهون علينا، ملكش دية".. ثم أخرج سكينه وذبح والده، وانهال عليه بـ10 طعنات أخرى ليشفي غليله.
استيقظت الزوجة على صوت الأنات المكتومة، صرخت فعاجلها الشاب بطعنة، ولاذ بالفرار.
تبلغ لمركز قوص بأمن قنا، من المستشفى، وصول عامل 59 سنة، مقيم دائرة المركز "جثه هامدة"، وزوجته ربة منزل 45 سنة، مقيمة دائرة المركز "مصابة".
بانتقال مفتشي قطاع الأمن العام، تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم، وضباط إدارة البحث الجنائي بأمن قنا، بمناظرة الجثة، تبين إصابته بـ10 طعنات بالوجه والرقبة.
بمناقشة زوجته، قررت إنها الزوجة الثانية للمجني عليه، مؤكدة أنها أثناء نومها صحبة زوجها "المجني عليه"، فوجئت بأحد الأشخاص، يعتدي على المجني عليه بسلاح أبيض، محدثا إصابته التي أودت بحياته.
وحال استغاثتها، تعدى عليها بالسلاح ذاته، محدثا إصابتها، وفر هارباً، كاشفا سابقة وجود خلافات بين زوجها المجني عليه، وزوجته الأولى وأبنائه.
جرى تشكيل فريق بحث برئاسة قطاع الأمن العام، بمشاركة مفتشي القطاع، وضباط إدارة البحث الجنائي بأمن قنا، أسفرت جهوده، إلى أن وراء ارتكاب الواقعة، نجل المجني عليه من زوجته الأولى، عامل 32 سنة، مقيم دائرة مركز قوص.
عقب تقنين الإجراءات، وباستهدافه بمأمورية برئاسة قطاع الأمن العام، أسفرت عن ضبطه.
بمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة، وأضاف أنه عقب علمه بتحرير والده "المجني عليه" عقد بيع للمنزل لزوجته الثانية، اشترى سلاح أبيض "سكين"، وتوجه إلى المنزل، ودلف داخله.
وأوضح أنه سدد عدة طعنات بالسلاح ذاته لوالده المجني عليه، ولم يتركه إلا بعد أن تأكد من مقتله، وعندما استغاثت زوجته الثانية، تعدى عليها، محدثا إصابتها، قاصدا قتلها، خشية من افتضاح أمرة، والتخلص من السلاح المستخدم، بأحد المصارف بالقرية.