منذ نهاية شهر ديسمبر الماضي، يجتاح فيروس كورونا الجديد العالم، وسط مخاوف هائلة من تطوره، وازدياد أعداد المصابين والوفيات يوميا على مستوى العالم، سواء في الصين، مركز تفشي المرض، أو خارجها.
وتسبب "كوفيد-19"، الاسم الرسمي للمرض، في إصابة أكثر من 80 ألف شخص ووفاة أكثر من 2000 شخص حول العالم، ويرجح انتقاله من الحيوانات المباعة بسوق ووهان الصيني إلى البشر.
وعلى الرغم من أن الصين سمحت لحوالي 36 ألف بالخروج من المستشفيات، أي ما يعادل 46% من المصابين بكورونا في البلاد، إلا أن هناك مؤشرات ما زالت تنذر بالخطر.
إصابات بكورونا دون الاحتكاك بشخص مصاب
رصدت وزارة الصحة الأمريكية، أمس الخميس، أول حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد، غير متصلة بمناطق تفش معروفة للفيروس، أي دون اختلاط بشخص مصاب.
وقالت وكالة "بلومبرج" للأنباء، إن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أكدت أنه لا يبدو أن المريض سبق أن سافر إلى الصين أو اختلط بأي حالات إصابة بالفيروس، وتخوفت من انتشار المرض خارج مناطق الحجر الصحي أو عمليات الاختلاط المعروفة مع المصابين.
الصحة العالمية تصف كورونا بالجائحة
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن أزمة فيروس كورونا، تنطوي على إمكانية التطور إلى ما وصفته بـ"الجائحة" وهو وباء ينتشر بين البشر في مساحة كبيرة مثل قارة مثلا أو قد تتسع لتضم كافة أرجاء العالم.
وأوضح تليفزيون "سي إن إن" الأمريكي اليوم، أن ما يشير إليه الوصف يعد قوة أكثر فعالية بكثير مع استخدام كلمة "جائحة"، وذلك بعد أن أعلنت أكثر من 12 دولة خلال الـ 48 ساعة الماضية عن أول حالات مؤكد إصابتها بفيروس كورونا.
حالات تصيبهم عدوى كورونا أكثر من مرة
اكتشف الأطباء المزيد من حالات الإصابة "المتكررة" بكورونا للمريض الواحد، في أكثر من بلد، مما شكل علامة استفهام لا تزال إجابتها غير واضحة للعلماء.
وأعلنت اليابان، الجمعة، عن أول حالة إصابة لشخص بفيروس كورونا، مجددا، بعد شفائه أول مرة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل مثل هذه الحالة "المتكررة" خارج الصين، كما تقول إحصائية صادمة، من مركز مكافحة الأمراض في مقاطعة قوانجدونج جنوبي الصين، إن نحو 14% من المرضى الذين خرجوا من المستشفيات في المقاطعة، ثبت إصابتهم مرة أخرى وعادوا إلى المستشفيات للخضوع للمراقبة، بحسب "سكاي نيوز".
ويقول الخبراء إن هناك عدة طرق يمكن أن يصاب بها المرضى بالفيروس مجددا، بعد خروجهم من المستشفى، أحدها يكمن في عدم إنتاجهم خلال فترة النقاهة، ما يكفي من الأجسام المضادة لتكوين مناعة ضد فيروس كورونا، فيصابون مرة أخرى، أما التفسير الثاني فهو احتمال أن يكون فيروس كورونا هاجعا، أو في طور السكون، داخل جسم الشخص المصاب، مما يعني أن كل من يصاب به، ممكن أن تتكرر إصابته، كما يمكن أن يكون السبب في "انتكاسة" المرضى، يكمن في الاختبارات "الناقصة"، التي يخضعون لها للتأكد من شفائهم قبل خروجهم من المستشفيات.
انتقال الإصابة بفيروس كورونا من البشر إلى الحيوانات
لاحظت إيفون تشاو هاو يي والتي تعيش بمدينة هونج كونج الصينية، التعب المستمر على كلبها الأليف وإصابته بالضعف، وذهبت به إلى الطبيب البيطري الذي أخبرها بإصابته بفيروس كورونا المستجد والذي يعرف حاليا باسم "كوفيد 19"، حسبما ذكرت صحيفة "ميرور" البريطانية.
وجرى وضع الكلب "بوم" الذي تميز بشعره الطويل في منشأة الحجر الصحي على جسر هونج كونج، وإجراء عدة فحوصات عليه وعلى مالكته التي ثبت إصابتها بالفيروس القاتل وانتقاله منها إلى كلبها.
وبالرغم من عدم وجود أعراض تذكر على الكلب سوى الضعف إلا أن اختبار الفيروس جاء إيجابيا بعد فحص أنفه وفمه، وسيظل في الحجر الصحي لمدة 14 يوما.
وقال المسؤولون في وزارة الزراعة والثروة السمكية والحفظ في الصين، إنه لا يوجد دليل على أن الحيوانات الأليفة يمكن أن تكون مصابة بفيروس "كوفيد" أو يمكن أن تكون مصدرًا للإصابة بالناس، إلا أن "بوم" يعد أول حالة لحيوان أليف يصاب بالفيروس وفقا لوسائل الإعلام المحلية.
توقعات العلماء حول مستقبل الإنسان مع فيروس كورونا
قال عالم الأوبئة، مارك ليبتشيتش، بجامعة هارفارد الأمريكية، إن الفيروس لن يكون قابلا للاحتواء في النهاية، وفي خلال عام واحد فقط يصيب ما بين 40 إلى 70% من البشر، وفقا لصحيفة "The week".
وتنبأ العالم بأن الفيروس ستحول في النهاية إلى مرض موسمي مثل الإنفلونزا، ولكن بعد أن يتنشر في جميع أنحاء العالم، مسببا وقوع الكثير من الإصابات، ويجب أخذ الحذر والحرص على البعد عن التجمعات وغسل الأيدي باستمرار.
كما حذر مسؤولو الصحة الفيدرالية بالولايات المتحدة الأمريكية، من انتشار الفيروس على نطاق واسع، وفقا لصحيفة "نيويورك" الأمريكية.
تعليقات الفيسبوك