بطولات مبارك.. خدع العالم في "الضربة الجوية" ودرّب "طياري 6 أكتوبر"
الفريق محمد حسني مبارك، قائد القوات الجوية في حرب أكتوبر
وصف عدد من القادة العسكريين المتعاقدين، الفريق طيار محمد حسني مبارك، كقائد عسكري للقوات الجوية، بأنّه أحد المقاتلين والقادة المتميزين، الذي نجح في خداع العالم في إخفاء النية في الهجوم بالقوات الجوية على العدو المحتل لأراضي شبه جزيرة سيناء، مع تنفيذ ضربة جوية أفقدت العدو توازنه، وحققت نجاحا فائقا لم يكن متوقعا، ما أدى لإلغاء ضربة جوية أخرى كانت ستوجه لاستهداف تمركزات للعدو.
وأضاف القادة، أنّ مبارك كان قائدا للقوات الجوية في معركة يسجلها التاريخ العسكري بأحرف من نور، حين تغلبت قواتنا الجوية في معركة المنصورة الجوية، على الطائرات الإسرائيلية التي كانت تفوقها عددا وكما، والتي تُسجل كأطول حرب جوية في التاريخ العسكري.
سالم: كان مثال للقائد العسكري حين كان في الخدمة بالقوات المسلحة
"كان مثال للقائد العسكري حين كان في الخدمة بصفوف قواتنا المسلحة".. هكذا تحدث اللواء دكتور نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق في القوات المسلحة ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، الذي أكد أنّه نجح في استنهاض "نسور الجو" من حالة التدمير عقب هزيمة عام 1967، لينتج في استعواض الطائرات التي تم تدميرها بأعداد كبيرة.
وأوضح سالم، في تصريحات لـ"الوطن"، أنّ الجانب الإسرائيلي كان لديه طائرة لكل من اثنين إلى 3 مقاتلين حسب التقديرات، فيما كان الواقع المصري أقل من طيار لكل طيارة، ويعود الفضل لمبارك في تعويض هذا النقص في الطيارين، إذ كان يُخرج دفعتين من القوات الجوية كل عام، ما عوض نقصهم، وهم الطيارين الذين حاربوا في نصر أكتوبر المجيد، ونفذوا ضربة جوية أذهلت العالم.
ولفت رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، إلى أنّ تقديرات الخبراء العسكريين كانت تقول إنّ "نسور الجو" لن تستطيع مواجهة الطيران الإسرائيلي، فقوة الطائرة الفانتوم كانت تساوي 4 أمثال قوة الطائرة الروسية "ميج 21"، التي كانت طائراتنا الأساسية خلال حرب أكتوبر المجيدة، وكانت طائراتنا تُسقط تلك الطائرات، وتصيب الطيارين في الجيش المحتل بالرعب، كما أنّ الطيارين المصريين نجحوا في إسقاط طائرة فانتوم عبر طائرة هليكوبتر مصرية، وهي من المرات النادرة التي تجد فيها طائرة هليكوبتر تسقط طائرة مُقاتلة.
وشدد سالم على أنّ فترة عمل الرئيس الراحل حسني مبارك، كانت تتميز بقيادة وتخطيط على أعلى مستوى ممكن للقوات الجوية، بما احتفظ لها بالتفوق طوال فترة حرب أكتوبر المجيدة، مضيفاً: "كقائد للقوات الجوية كان مثالاً للقائد العسكري".
وأوضح رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أنّ خطة الفتح الاستراتيجي للقوات الجوية التي نفذتها القوات الجوية، تُذكر بأحرف من نور في تاريخ العسكرية المصرية، إذ نجح في إعادة تمركز أبطال القوات الجوية دون رصده من أجهزة الاستطلاع الأمريكية والإسرائيلية بكل ما لديهم من أجهزة استطلاع متقدمة، ومن ثم نستطيع أن نقول إنّه نفذ خطة خدعت العالم كله.
وأشار إلى أنّه في حال تأكد الجانب الإسرائيلي من وجود حرب قبل شنها، كان سيتم استهداف قواتنا الجوية ورجال قواتنا المسلحة في ضربة استباقية تجهض الأعمال البطولية، أدت في النهاية إلى تحرير شبه جزيرة سيناء، ناهيك عن الضربة الجوية التي حققت أكثر من 90% من أهدافها، ليتم إلغاء ضربة جوية ثانية كانت مخططة بالفعل.
ولفت إلى أنّ مبارك قد يكون عليه تحفظات أثناء تولي مناصب سياسية عقب ترك الحياة العسكرية، إلا أنّه في "العسكرية" قائد ناجح.
حديث "سالم"، توافق مع ما ذكره اللواء دكتور محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان في القوات المسلحة، والذي أكد أنّ مبارك كان قائدا عسكريا ناجحا، إذ أدت القوات الجوية دورها ببسالة في تحقيق نصر أكتوبر المجيد، تحت قيادة الفريق محمد حسني مبارك.
وأضاف الشهاوي، في تصريح لـ"الوطن"، أنّ تنفيذ ضربة جوية بمشاركة 220 طائرة مثلما خطط مبارك بالتعاون مع رجاله بالقوات الجوية، وبالتنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة، ليس أمرا سهلا، وتواجد تلك الطائرات في وقت واحد فوق قناة السويس، وتحديدا في الساعة 2:05 ظهر يوم السادس من أكتوبر، رغم خروجها من قواعد عسكرية وأماكن مختلفة، يدل على العبقرية في التخطيط والتنفيذ.
الشهاوي: كان له دور كبير في استرداد شبه جزيرة سيناء
وأوضح مستشار القادة والأركان، أنّ نجاح القوات الجوية في حرب أكتوبر دليل على التدريب الجيد الذي تابعه مبارك بنفسه قبل الحرب، ما ظهر في الطيران بالقوات على ارتفاعات منخفضة، ويؤكد قدرة المقاتل المصري على تنفيذ العمليات التي قد يُكلف بها بكل الوسائل والطرق، للحفاظ على التراب الوطني المصري.
وشدد على أنّ الفريق حسني مبارك كان له دور كبير في نجاح القوات المسلحة في استرداد شبه جزيرة سيناء سواء عبر معركة السلاح، أو عبر المعركة الدبلوماسية التي انتهت بتحرير طابا.