الزراعة والإنتاج الحربي يفتتحان مؤتمر مستقبل تحلية المياه
العصار: 63 محطة تحلية وأجهزة حديثة لترشيد الاستهلاك
وزير الزراعة في افتتاح المؤتمر
افتتح السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء محمد سعيد العصار وزير الإنتاج الحربي، المؤتمر السنوي لأبحاث تحلية المياه في مصر والشرق الأوسط خلال دورته الرابعة، تحت عنوان "مستقبل تحلية المياه في مصر والشرق الأوسط"، الذي يضم مجموعة متميزة من خبراء صناعة تحلية المياه في مصر والعالم.
يحضر المؤتمر، الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي، والدكتور نعيم مصيلحي رئيس مركز بحوث الصحراء لمناقشة الأبحاث الجديدة في مجال تحلية المياه لمواجهة العجز المائي في تلبية الاحتياجات المصرية للزراعة ومياه الشرب والأغراض الأخرى.
وقال القصير، خلال كلمته في افتتاح المؤتمر، إنّ الدولة تستهدف توطين صناعة تحلية المياه في مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ما دفعها لإنشاء العديد من محطات تحلية المياه في كثير من المدن الساحلية وشمال وجنوب سيناء والغردقة ومطروح وغيرها من المناطق التي تكلفت مليارات الجنيهات، وبينها محطة اليسر في مدينة الغردقة، التي تجاوزت تكلفتها مليار جنيه، وتعد من أكبر المحطات في المنطقة وأفريقيا، لتلبية احتياجات المواطنين من المياه وتحقيق التنمية المتكاملة والمستدامة لهذه المناطق.
وشدد الوزير على أهمية تطوير التقنيات الفعالة والبيئية والبحثية القابلة للتطوير والتوسع، لسد الحاجة إلى المياه الصالحة للشرب، وأصبحت على قائمة أولويات الحكومات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة أنّ قضايا ومشكلات المياه أصبحت معقدة وتشمل العديد من القضايا الفرعية، مثل نقص المياه وتلوثها ونوعيتها، وقضية تخصيص المياه بين الاستخدامات والمتطلبات والأنشطة المختلفة.
وأضاف القصير أنّه من بين العوامل التي تزيد المشكلة تعقيدا، التغيرات المناخية التي تؤدي إلى نقص كميات الأمطار وارتفاع معدل التبخر، وارتفاع الطلب المتزايد على المياه نتيجة الزيادة السكانية المطردة وتلبية احتياجات الأنشطة الزراعية والصناعية والسياحية وغيرها.
ولفت وزير الزراعة إلى الحاجة لتنويع مصادر المياه، إذ بدأت الأنظار تتجه للاعتماد على مياه البحار والمحيطات المتاحة بوفرة، أو المياه الجوفية وتدوير وتحلية المياه كمصدر أساسي لتلبية متطلبات الشرب والزراعة، في ظل تناقص موارد المياه العذبة بكثير من دول العالم، مع عدم إغفال أهمية ترشيد الاستهلاك ضمن مواجهة هذه المشكلة.
وأشار القصير إلى أنّ المستقبل سيشهد تكاملا واعدا وفاعلا بين مصادر الطاقة المتجددة وتحلية المياه، إذ يتركز التطوير في مجال الأبحاث لتحلية المياه على تطوير أغشية جديدة عالية السرعة يمكنها مقاومة الملوثات والعمل بكفاءة في مستويات ضغط منخفضة ودرجات حرارة عالية.
ولفت الوزير إلى أنّ الدولة تستهدف التوسع في التقنيات الجديدة للتحليل على تطوير عمليات المعالجة للملوحة والتقليل من استهلاك الطاقة وإنتاج عمليات التحلية المستدامة بالاعتماد على استخدام موارد الطاقة المتجددة كبديل أفضل لتشغيل محطات تحلية المياه للحد من الانبعاثات التي تعتبر مصدراً رئيسياً للتلوث.
وأوضح أنّ التحالف العالمي لتحلية المياه يسعى للاعتماد على نسبة متزايدة باستمرار من الطاقة النظيفة لتشغيل محطات تحلية المياه، خاصة وأنّ الاعتماد على هذه المصادر يعتبر البديل المثالي المستدام والاستثمار الاقتصادي في ظل الاتجاه نحو خفض معدل تكلفة مصادر الطاقة المتجددة.
من جانبه، شدد الدكتور محمد سعيد العصار وزير الإنتاج الحربي خلال كلمته في المؤتمر، على أهمية التوسع في إقامة محطات التحلية لإعادة استخدام المياه، في ظل زيادة الطلب على المياه ومواجهة تزايد استخدامات المياه، مشيرا إلى أنّ مصر تشهد نجاحات متواصلة منذ عام 2014 بفضل التنسيق بين الوزارات والجهات المعنية بإدارة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وهي فرصة ذهبية للجهود الحكومية لخدمة المواطن المصري.
ولفت العصار إلى أنّ أهمية تحويل المخرجات البحثية لمخرجات صناعية تخدم المجتمع، دفع الدولة لإقامة محطات تحلية عملاقة والانتهاء من تنفيذ 63 محطة تحلية للمياه، خاصة خلال الفترة الحالية التي تنفذها الهيئة العربية للتصنيع، موضحا أنّ أي إنجاز يتم تنفيذه هو نتيجة جهود حكومية لمختلف الجهات المعنية وليس بجهد فردي.
وأشاد بجهود الدولة للتوسع في استخدام موفر المياه لترشيد الاستهلاك المحلي من مياه الشرب الذي يوفر 70% من المياه، والتعاون مع العلماء المتخصصين للاستفادة من التقنيات الحديثة في إعادة استخدام المياه لأكثر من مرة، مشيرا إلى تنفيذ برامج لإعادة معالجة مياه الصرف الزراعي للاستفادة منها في بعض الزراعات وفقا للقواعد المعتمدة في هذا الشأن.