«الإخوان» يعلنون استمرار تظاهرات العنف بالجامعات و«نصار»: نتفاوض مع شركات أمن خاصة لتأمين الجامعة
يواصل اليوم طلاب «الإخوان» تنظيم مسيرات ومظاهرات العنف داخل الجامعة؛ حيث أعلن أعضاء «التنظيم» عبر صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» عن استمرار المسيرات داخل وخارج الحرم الجامعى للمطالبة بالإفراج عن الطلاب المحبوسين والتنديد بما سموه حكم العسكر ورفض دخول قوات الشرطة الجامعات، وذلك عقب الأحداث الأخيرة التى شهدتها كلية طب قصر العينى ومستشفيات جامعة القاهرة الأربعاء الماضى، فيما تتأهب قوات الشرطة والجيش التى تتمركز أمام جامعة القاهرة وفى ميدان النهضة للتعامل مع التظاهرات التى تخرج عن السلمية.
وقال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، لـ«الوطن»: إن الجامعة تواصل تنفيذ الخطة التى وضعها مجلس عمداء الجامعة لتأمين الحرم الجامعى والطلاب. وأضاف «نصار» أنه جارٍ التفاوض مع عدد من شركات الأمن الخاصة لتأمين الجامعة من الداخل وأنه تم شراء عدد من الكلاب البوليسية لتساعد فى عملية تمشيط الجامعة والتأكد من عدم وجود أى متفجرات تهدد أمن الجامعة. وأشار «نصار» إلى أنه لم يصل له أى تقرير حول وجود أضرار أو إصابات نتيجة أحداث العنف التى شهدتها كلية طب قصر العينى بين قوات الشرطة وطلاب «الإخوان». وأكد أنه لن يتم السماح لأحد بتنظيم فعاليات للدعاية الانتخابية داخل الجامعة، موضحاً أن الامتحانات ستجرى فى المواعيد التى حددها مجلس عمداء كليات الجامعة لتبدأ فى 17 مايو المقبل، وتنتهى فى 20 يونيو المقبل.
من جهة أخرى، قال هشام أشرف، رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة: إن الجامعة قدمت موعد الامتحانات أسبوعاً، بينما قامت بتعويضه بمنحنا أسبوعاً إجازة فى فترة الانتخابات الرئاسية من 23 مايو وحتى 30 مايو المقبل. وأضاف «أشرف» لـ«الوطن» أن الاجتماع الذى تم بين المؤتمر العام لاتحاد طلاب جامعة القاهرة، الذى يضم كل نواب ورؤساء اتحادات طلاب كليات جامعة القاهرة، بالإضافة إلى مجلس اتحاد طلاب الجامعة والدكتور عز الدين أبوستيت، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، تضمَّن تأكيد الاتحاد عدم دخول قوات الشرطة الجامعات وتوضيح وجهة نظرنا والآثار السلبية التى سيخلفها دخول قوات الشرطة أو عودة الحرس الجامعى للجامعات.
فى جامعة عين شمس، أكد طلاب «الإخوان» استمرارهم فى تنظيم عدد من الفعاليات خلال الأسبوع الجارى، منها مسيرات إلى مقر وزارة الدفاع للمطالبة بالإفراج عن الطلاب المحبوسين والتنديد بممارسات الأمن.
فى سياق آخر، يعقد مجلس عمداء الكليات بجامعة عين شمس اجتماعاً غداً للاتفاق على المواعيد النهائية لامتحانات الفصل الدراسى الثانى وإعلانها بشكل رسمى لطلاب الجامعة.
وأكد مصدر بجامعة عين شمس أن الجامعة تسعى لإنهاء الامتحانات قبل 20 يونيو المقبل؛ نظراً للظروف التى تمر بها الجامعات والبلاد بشكل عام. وأضاف المصدر أن الجامعة تلقت تعليمات من وزارة التعليم العالى والمجلس الأعلى للجامعات بضرورة تقديم مواعيد الامتحانات، موضحاً أنه من المقرر إنهاء الدراسة فى الجامعة نهاية الشهر الجارى. وأعلنت كلية الآداب بجامعة عين شمس عن بدء الامتحانات يوم 3 مايو المقبل وانتهائها فى 22 مايو، ويمنح الطلاب إجازة حتى يوم 30 مايو ثم تستكمل الامتحانات، فيما لم تنتهِ باقى الكليات من وضع الخريطة النهائية لامتحانات نهاية العام. وقالت مصادر بجامعة حلوان: إن امتحانات نهاية العام ستعقد نهاية الشهر المقبل لعدد من الكليات، بينما تبدأ جميع الكليات بداية من شهر مايو المقبل. وأضافت المصادر أن الجامعة تسعى للانتهاء من الامتحانات قبل 20 يونيو المقبل لتهدئة الأوضاع فى الجامعات.
قام الغرب باختراع وتطوير التكنولوجيا وإحداث طفرات علمية بها لخدمة البشرية فى العصر الحديث، غير أن دول العالم الثالث، وخاصة الدول العربية، قامت باستخدام هذه الوسائل على أسوأ نحو ممكن، سواء من حيث نشر المفاهيم الخاطئة أو الأخبار الكاذبة أو الألفاظ النابية، حتى إن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت من أكثر الأوساط الاجتماعية ترويجاً للشائعات وتصفية للحسابات وشناً للحملات واستهدافاً للشخصيات العامة، حتى أصبحت هذه الأمور، وبكل أسف، جزءاً أصيلاً من ثقافتنا رغم أنها ظاهرة حديثة علينا، ففى الماضى القريب كان من الصعب أن يتفوه أحد بألفاظ كتلك التى نسمعها حالياً ليل نهار بمنتهى البساطة وعلانية، كما أن الرأى العام لم يكن فى الماضى يقبل بمثل هذا السلوك، غير أن كل هذا الآن قد أصبح يبدو مألوفاً وطبيعياً، بل قد أصبح البعض يتبارى فى إطلاق مصطلحات مستحدثة من السباب عبر الإنترنت أو برامج التوك شو أو المسلسلات العربية، فأصبحت تشكل كلها منابر تهبط بالذوق العام، فى ظاهرة بكل أسف غير مسبوقة سواء فى مصر أو فى العالم العربى من العنف اللفظى.
ويُرجع البعض هذه الظاهرة الجديدة على مجتمعاتنا إلى مرور ثورات الربيع العربى على مصر وما صحبها من تحولات دراماتيكية فى السلوك العام والشخصية المصرية اعتقاداً بأن الثورة قد أخرجت أسوأ ما فينا، مع أن المفترض أن ترتقى الثورات بالشعوب وبثقافاتهم لما هو أحسن.
إن ظهور العنف فى مجتمعاتنا لم يقتصر على العنف البدنى أو الإرهاب فقط وإنما امتد إلى ما هو أبعد من ذلك من عنف لفظى يستهدف النيل من الآخر سواء كان بهدف صراعات سياسية أو قضايا رأى عام أو أمور شخصية، خاصة مع غياب العقاب القانونى عن هذا المشهد تماماً، فى وقت كان يستوجب وجود رادع قانونى يحول دون جرائم السب والقذف على هذا النحو.
إن المجتمع المصرى فى هذه المرحلة يمر بأزمة حقيقية تجعله فى أمس الحاجة لإعادة بناء المنظومة القيمية من خلال المؤسسات التربوية والتثقيفية وأيضاً عن طريق قيام الفن والثقافة والأدب والإعلام بدورهم وطرد الدخلاء عن هذه المجالات بهدف الحفاظ على الذوق العام، والضرب بيد من حديد على كل مسببات هذه الحالة العبثية وخاصة أن إحدى الدراسات كشفت عن أن أكثر الفئات استخداماً للألفاظ غير اللائقة بنسب مرتفعة قد تصل إلى 90% هم النشطاء السياسيون والحقوقيون خاصة على صفحات شبكات التواصل الاجتماعى، حتى إن الأمر قد وصل ببعضهم إلى أنه لا تكاد تخلو تغريدة من تغريداتهم على «تويتر» أو مشاركة لهم على موقع «فيس بوك» من لفظ مخل أو غير لائق، مما يؤكد ضرورة العمل على صياغة ميثاق شرف إعلامى، وهذا ما ذكره وأكد عليه أيضاً خبراء وأساتذة كثيرون فى الحقل الإعلامى مطالبين بضرورة إنشاء مفوضية مستقلة للإعلام تضع خارطة طريق للخروج من النفق المظلم الذى دخلته وسائل الإعلام فى السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة إصدار قانون حرية تداول المعلومات لتمكين الإعلامى من الرجوع إلى مصادر المعلومات الحقيقية لتناول موضوعاته بما يحقق له مصداقية ويضمن للجمهور دقة الأخبار والمعلومات، ويخدم العمل الإعلامى والمتلقى الذى ينشد المصداقية أيضاً مع تمييز المعلومات المهمة والحقائق والأسرار التى قد تضر بالأمن القومى أو قد يكون نشرها محظوراً ضماناً لعدم الإضرار بالمصلحة العليا للوطن.