بعد 21 عاماً من الغرق فى بحور الإدمان، قرر تامر يسرى، 43 عاماً، التوجّه إلى مقر صندوق مكافحة الإدمان التابع لوزارة التضامن الاجتماعى، ليقطع تذكرة دخول قيمتها جنيه واحد فقط، معلناً بكامل إرادته، رغبته فى التعافى من إدمان المخدرات، ذهب وقد اختلطت فى قلبه مشاعر الأمل والخوف من الفشل، لكنه أعلنها صراحة «لا تراجع ولا استسلام».
«كنت حاسس إنى ميت، ودى كانت آخر فرصة ليا علشان أعيش»، قالها «تامر» الذى واجه شبح الإدمان بشجاعة وقوة إرادة: «بدأت إدمان الحشيش فى سن الـ15 بدافع من أصدقاء السوء، الموضوع اتحول من تجربة لعادة لضرورة، لحد ما وصلت لأقصى حد وجربت كل حاجة».
أكثر من 20 عاماً، كانت مهنة الرجل الأربعينى «مدمن مخدرات»، ووصل الأمر إلى خسارة بضاعته فى محل الهدايا الذى كان يمتلكه، بل وبيع ملابسه للحصول على مال كافٍ لينفقه على المخدرات، وأقدم على الانتحار مرتين، وأنقذته العناية الإلهية: «سمعت عن صندوق مكافحة الإدمان والتحقت به، مادفعتش غير جنيه واحد تمن تذكرة الدخول، وخرجت بعد 3 شهور معافى، ولغاية دلوقتى متابع تدريبات الدعم النفسى». بعد التعافى عاش «تامر» حياة مختلفة وفكراً جديداً: «التعافى غيّر شخصيتى، بقالى أهمية ودور وسط عيلتى، بعد ما كنت حاسس إن ماليش أى أهمية، والأهم إنى عرفت قيمة نفسى»، عاد لمتابعة عمله فى محله الخاص فى منطقة العباسية، يدير أمور البيع والشراء بنفسه بثقة كانت قد اختفت قبل التعافى، وساعده فى ذلك قرض منحه له صندوق مكافحة الإدمان ضمن مبادرة حياة جديدة لمساعدة المتعافين على الدمج المجتمعى.
أول خطوة فى العلاج حسب الدكتور هشام جمعة، إخصائى علم النفس وعلاج الإدمان بصندوق مكافحة الإدمان، والمتابع للحالة، كانت سحب السموم التى تبعها ظهور أعراض الانسحاب، ثم التأهيل النفسى والاجتماعى، وهى المرحلة الأكثر أهمية لتوعية المريض بخطورة الإدمان ثم تأهيله للعودة إلى المجتمع مرة أخرى.
تعليقات الفيسبوك