بعد 9 سنوات دم.. الكفن ينهي خصومة ثأرية بين عائلتي شيتا وعلوي بأسيوط
خلاف نشب بسبب مسقى ماء وتطور ليحصد 7 قتلى من العائلتين
جانب من الصلح
"نقسم بالله العظيم وعلى كتابه الكريم، أننا قد تصالحنا، وتصافينا، وعفونا عن بعضنا البعض ولا نضمر الشر لبعض ولا نسمع لكلام الواشين هذا عنا وعن كافة أهلينا، ومن يخن ينتقم الله منه فى نفسه وماله وأولاده".. بهذه الكلمات بدأت مراسم الصلح بين عائلتي شيتا وعلوي بأبوتيج بمحافظة أسيوط، بعد 9 سنوات من الخصومة الثأرية التي أودت بحياة 7 أشخاص من العائلتين.
في سرادق أقيم بمركز شباب أبو تيج تقدم شعبان مصطفى محمد من أبناء عائلة علوي بأبوتيج حاملًل كفنًا، ليقدمه لولي الدم على سيد شيتا من أبناء عائلة شيتا، الذي قبله منه بحب ومودة، معلنين التصالح ونبذ الخصومة والعنف فيما بينهما، ويقسمان على كتاب الله مرددين وراء جمال إسماعيل منسق عام مصالحات بيت العائلة المصرية بأسيوط القسم.
حضر مراسم الصلح قيادات محافظة أسيوط، وعلى رأسهم المحافظ اللواء عصام سعد، واللواء مجدي صالح مساعد وزير الداخلية لقطاع وسط الصعيد، واللواء أسعد الذكير مدير أمن أسيوط، واللواء منتصر عويضة مدير المباحث الجنائية، واللواء عصام غانم مدير فرع الأمن العام بأسيوط، والعميد أحمد الراوي رئيس مباحث أسيوط ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية والشبابية بالمركز وقرابة 1000 شخص من أبناء العائلتين.
ووجه اللواء عصام سعد محافظ أسيوط خلال كلمته رسالة إلى جميع العائلات المتخاصمة بجميع قرى ومراكز المحافظة، لتحكيمهم العقل وحقن الدماء وقبول شروط لجنة المصالحات، لغلق باب الثأر والسعي للتسامح والعيش فى سلام، موجهًا الشكر لأفراد العائلتين المتصالحتين وأعضاء لجنة المصالحات ورجال الدين الإسلامى والمسيحي لسعيهم للتصالح وحقن الدماء، معلنًا تكثيف الجهود والسعي قدما لاستكمال وتفعيل مبادرة "أسيوط بلا ثأر" لاتمام الصلح بين العائلات، والقضاء على ظاهرة الثأر واقتلاعها من جذورها.
وأكد اللواء أسعد الذكير مدير أمن أسيوط سعي القيادات الامنية بالتنسيق مع رجال المصالحات فى حقن الدماء، وإنهاء الخلافات الثأرية حتى تُستكمل مسيرة التنمية، ويعم الأمن بين ربوع القرى والنجوع.
بينما أشار الشيخ سيد عبد العزيز إلى حرمة قتل النفس وخطورة ظاهرة الثأر التي حرمتها جميع الاديان السماوية، لأنها تعد من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم.
يُشار إلى أن الخصومة بين العائلتين بدأت فى عام ٢٠١١ لخلاف على مسقى أرض زراعية، ثم تطورت لمشاجرة بالأسلحة النارية راح ضحيتها ثلاثة أشخاص من أبناء عائلة شيتا، وأصيب آخرون، وعلى أثر ذلك قام أحد أبناء عائلة شيتا بقتل "شداد علوي"، فقام أبناؤه فى نفس اليوم بقتل شخصين من أبناء شيتا، واتهم أهالي المجني عليهم كلًا من أحمد شداد وشقيقه مؤمن، وتم الحكم على الأول بالإعدام ونُفذ الحكم، وعلى شقيقه "مؤمن" بالمؤبد، حيث يقضي العقوبة بالسجن.
وبعد مقتل "رجب" شقيق شداد، بذلت القيادات الأمنية بالمحافظة ولجان المصالحات وبيت العائلة مساع، وتوصلوا إلى تقديم أحد أبناء عائلة "علوي" الكفن وقبول العائلة الأخرى الاتفاق، وتم الصلح والتراضي فيما بينهما، وتم وضع شرط غرامة 5 ملايين جنيه لمن ينقض الصلح.