مانشستر يونايتد وكابوس الافتقاد الى سحر ليالي دوري الابطال
ادرك لاعبو مانشستر يونايتد الانجليزي خلال تركهم لارضية ملعب "اليانز ارينا" والتوجه الى غرف الملابس امس الاربعاء بعد الخسارة امام بايرن الالماني 1-3 في اياب ربع النهائي، بانهم لن يسمعوا نشيد مسابقة دوري ابطال اوروبا في الاشهر ال17 المقبلة على اقل تقدير.
وكان يونايتد بحاجة الى الفوز او التعادل بهدفين او اكثر في مباراة الامس لكي يواصل مشواره في المسابقة الاوروبية والتأهل الى نصف النهائي للمرة الاولى منذ 2011 بعد ان انتهى لقاء الذهاب بالتعادل 1-1 على ارضه.
واعتقد الجميع بان يونايتد سيتفوق على نفسه ويحقق المطلوب منه في معقل بايرن بعد ان تقدم على الفريق البافاري، لكن الاخير كشر عن انيابه واظهر معدنه الحقيقي بتحويله تخلفه الى فوز 3-1.
وبعد فشله في تحقيق النتيجة المرجوة في ملعب "اليانز ارينا" امام بطل الدوري الالماني، خرج يونايتد من الموسم خالي الوفاض اذ فقد الامل في الاحتفاظ بلقب الدوري المحلي ولا حتى الحصول على احد المراكز الاربعة الاولى المؤهلة الى المسابقة الاوروبية الام الموسم المقبل، اضافة لخروجه من المسابقتين المحليتين ما وضع مدربه الجديد الاسكتلندي ديفيد مويز في وضع لا يحسد عليه في موسمه الاول كخلف لمواطنه الاسطورة اليكس فيرجسون الذي قاد يونايتد الى قهر بايرن ميونيخ في النهائي التاريخي عام 1999 حين كان الاخير متقدما 1-صفر حتى الوقت بدل الضائع قبل ان يتمكن البديلان تيدي شيرينجهام والنروجي اولي جونار سولسكيار من خطف الكأس الغالية من يدي النادي البافاري.
ويتخلف الفريق الاغنى في انجلترا بفارق 7 نقاط عن المركز الرابع الاخير المؤهل الى دوري الابطال الموسم المقبل مع بقاء خمس مراحل فقط على نهاية الموسم، ما يجعل من شبه المؤكد غيابه عن المسابقة الاوروبية الام الموسم المقبل وذلك للمرة الاولى منذ موسم 1995-1996.
ويتخوف لاعبو وجمهور يونايتد من ان يدخل "الشياطين الحمر" في الدوامة التي علقت فيها فرق كبيرة على غرار ليدز يونايتد (يلعب حاليا في الدرجة الاولى) وليفربول، اذ تعود المشاركة الاخيرة للاول في المسابقة الاوروبية الام الى عام 2001 عندما وصل الى نصف النهائي، فيما خاض الثاني مباراته الاخيرة في البطولة في ديسمبر 2009.
واثبت التاريخ ان الفرق الكبيرة التي يتوقف مسلسل مشاركاتها المتتالية في المسابقة الاوروبية تعاني بعدها للعودة اليها.
"من المهم جدا ان نعود اليها في اسرع وقت ممكن"، هذا ما قاله المدافع الدولي فيل جونز بعد الخروج على يد بايرن امس الاربعاء، مضيفا "يحتاج يونايتد لان يكون في دوري ابطال اوروبا. ليالي من هذا النوع (امسيات مباريات دوري الابطال) لا تعيشها كل يوم. انها تلك الامسيات التي تعود بها بالزمان الى الوراء وتقول لنفسك: يا لها من اوقات جميلة".
وتابع "تريد ان تلعب ضد الافضل وتريد اختبار نفسك ضد الافضل".
وفي ما سيحظى جونز مرة اخرى بفرصة تمثيل يونايتد في مسابقة دوري ابطال اوروبا كونه لا يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، فلا يمكن القول الامر ذاته عن عدد من زملائه المخضرمين مثل القائد الصربي نيمانيا فيديتش الذي سبق ان اتخذ قراره بالانضمام الى انتر ميلان الايطالي الموسم المقبل، فيما من المرجح جدا انتهاء مشوار زميليه في الدفاع الفرنسي باتريس ايفرا، صاحب هدف فريقه في مباراة ميونيخ امس الاربعاء، وريو فرديناند مع "الشياطين الحمر" الصيف المقبل.
وهناك ايضا الجناح الويلزي راين جيجز (40 عاما) الذي لم يعلن حتى الان اذا كان سيمدد مشواره مع يونايتد من عدمه، ومن المرجح ان لا يشارك مجددا في دوري الابطال حتى لو مدد عقده مع الفريق، ما سيحرمه من تحطيم او معادلة الرقم القياسي من حيث عدد المشاركات (142 مباراة) وبفارق مباراة فقط عن الاسباني راوول جونزاليز.
وتبقى هناك علامة استفهام حول مصير المدرب مويز الذي نفى بشكل قاطع بان ادارة النادي اشترطت عليه التأهل على اقله الى الدور التمهيدي من مسابقة دوري الابطال، اي احتلال المركز الرابع في الدوري الممتاز، من اجل الاحتفاظ بخدماته، مؤكدا في الوقت ذاته بان غياب "الشياطين الحمر" عن البطولة القارية لن يؤثر سلبا على مسعى الادارة للتعاقد مع لاعبين جدد للموسم المقبل وذلك وسط الحديث عن رصد مبلغ 182 مليون يورو لتعزيز صفوف الفريق.
وفي معرض رده على سؤال حول مستقبله في الفريق، اجاب مويز: "هذه ليست مسألة مطروحة بالنسبة لي، مهمتي تتمحور حول القيام بوظيفتي وتركيزي منصب على شد اواصر الفريق من اجل العودة الى دوري الابطال، هذا هو هدفنا الاساسي في الوقت الحالي".
ونظرا الى الانتقالات المتوقعة في نهاية الموسم، سيكون تركيز مويز منصباً على سد الفراغات في خط الدفاع لكن ذلك لن يحيده عن بحثه المتواصل عن لاعب وسط مؤثر بعد فشله الصيف الماضي في ضم الاسبانيين تياجو الكانتارا وسيسك فابريجاس من برشلونة واندر هيريرا من اتلتيك بلباو.
اما بالنسبة للمستقبل القريب جدا، اي ما تبقى من الموسم الحالي، فسيكون على مويز التعامل مع استمرار غياب المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي واحتمال ان ينضم اليه زميله في خط المقدمة واين روني الذي بدا متأثرا امس الاربعاء بالاصابة التي يعاني منها في اصبع قدمه ومنعته من المشاركة في مباراة السبت الماضي ضد نيوكاسل (4-صفر) في الدور المحلي.
وسيكون امام لاعبي يونايتد المتسع من الوقت لكي يفكر بمباراته التالية والتي ستكون في 20 الشهر الحالي ضد فريق مويز السابق ايفرتون على ملعب "جوديسون بارك" وذلك بسبب تأجيل مباراته في المرحلة الرابعة والثلاثين مع هال سيتي لانشغال الاخير بمباراة الاحد ضد شيفيلد يونايتد في نصف نهائي الكأس المحلية.
ولن تكون عودة مويز الى ملعب الفريق الذي تركه الصيف الماضي من اجل الانضمام الى "الكبير" يونايتد، سهلة على الاطلاق وذلك لان ايفرتون يقاتل بشراسة من اجل المشاركة في دوري الابطال الموسم المقبل ولا يتخلف القطب الازرق لليفربول سوى بفارق نقطة عن ارسنال الرابع كما انه يملك مباراة مؤجلة ايضا، ما سيزيد من حراجة موقف المدرب الاسكتلندي امام جمهور فريقه السابق.
التصنيفات | التتبع