"السلفية مرحلة زمنية لا مذهب".. نقد علمي قتل صاحبه
اتِّباع السلف لا يكون بالتقيد.. بظاهر كلامهم ومواقفهم
السلفية
قرابة الخمسين عاماً قضاها الدكتور محمد سعيد رمضان البوطى، أستاذ الشريعة وعميد كليتها بجامعة دمشق، وعضو المجمع الملكى لبحوث الحضارة الإسلامية فى عمّان، فى خدمة العلم الشرعى، فهو العالم السورى الأزهرى الأشعرى والفقيه المجدد، خريج كلية الشريعة بجامعة الأزهر، وأحد أعظم من نقدوا السلفية من بين الأزهريين، فقد ناقشهم ونقدهم وكشف عيوب ومسالب فكرهم، وأخرج كتاباً قيماً فى نقد السلفيين ومذهبهم أسماه: «السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامى»، وقد كرّس «البوطى» علمه وفقهه لهذه المناقشة العميقة بمنهجية ورصانة واضحتين فى كل مبحث، واستمر نقد الشيخ للسلفيين إلى أن اغتالته يد السلفية الجهادية فى دمشق بسبب مواقفه المؤيدة لدولته الوطنية فى الصراع الأهلى الذى يدور فى سوريا، وذلك فى مثل هذه الأيام من عام 2013 وهو يؤم الناس، بتفجير انتحارى أودى بحياته وحياة 42 آخرين من المصلين، ونعرض هنا مناقشة الشيخ الشهيد للسلفية ورؤيته العلمية لها.
عرف الشيخ البوطى، السلف بأنهم أهل القرون الثلاثة الأولى من عمر أمة الإسلام، التى شهد لها الرسول بالخيرية فيما رواه الشيخان «خير الناس قرنى، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم....»، ثم فسر «البوطى» معنى الخيرية بسؤاله «ما الذى تدعونا إليه حقيقة خيرية القرون الأولى؟» وأجاب «إنها تدعونا إلى أن نربط عقولنا وسلوكنا برابطة الاقتداء بالسلف والانضباط بقواعدهم لفهم النصوص»، ثم أوضح أن «هذا الاتباع للسلف ليس مراداً ولا مطلوباً لمجرد أنهم سلف هذه الأمة فى الترتيب الزمنى بل لكونهم أحرى الناس بفهم كلام الله ومعرفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وعن كيفية هذا الاتباع أجاب «إن اتباع السلف لا يكون بالانحباس فى حرفية الكلمات التى نطقوا بها، أو المواقف الجزئية التى اتخذوها، لأنهم هم أنفسهم لم يفعلوا ذلك، وإنما يكون بالرجوع إلى ما احتكموا إليه من قواعد تفسير النصوص وتأويلها وأصول الاجتهاد والنظر فى المبادئ والأحكام، وليس اتباع السلف أن نعمد إلى كلمة السلف فنصوغ منها مصطلحاً جديداً طارئاً على تاريخ الشريعة الإسلامية والفكر الإسلامى، فنجعله عنواناً مميزاً تندرج تحته فئة من المسلمين تتخذ لنفسها من هذا الاسم مفهوماً معيناً، بحيث تغدو هذه الفئة بموجب ذلك جماعة إسلامية جديدة فى قائمة جماعات المسلمين المتكاثرة والمتعارضة بشكل مؤسف فى هذا العصر، تختلف عن بقية المسلمين بمزاجها النفسى ومقاييسها الأخلاقية، كما هو الواقع اليوم فعلاً».
"البوطى": لم يكن يخطر ببال السابقين ولا اللاحقين أن حاجزاً سيختلق ليقسم الأجيال الإسلامية إلى فريقين يصبغ كلُّ منهما بلون مستقل من الأفكار
ويرى الشيخ أن «اختراع هذا المصطلح (السلفية) بمضامينه الجديدة بدعة طارئة فى الدين لم يعرفها السلف الصالح لهذه الأمة ولا الخلف الملتزم بنهجه، فالسلف رضوان الله عليهم لم يتخذوا من معنى هذه الكلمة بحد ذاتها مظهراً لأى شخصية متميزة، أو أى وجود فكرى أو اجتماعى خاص بهم يميزهم عمن سواهم من المسلمين، فقد كان بينهم وبين من نسميهم اليوم بالخلف منتهى التفاعل وتبادل الفهم، ولم يكن يخطر ببال السابقين ولا اللاحقين بهم أن حاجزاً سيختلق، ليقسم الأجيال الإسلامية إلى فريقين، يصبغ كلاً منهما بلون مستقل من الأفكار والتصورات والاتجاهات، بل كانت كلمتا السلف والخلف فى تصوراتهم لا تعنى أكثر من ترتيب زمانى كالذى تدل عليه كلمتا (قبل وبعد)».
لقد مر التاريخ الإسلامى بقرونه الأربعة عشر، دون أن نسمع عن أى من علماء وأئمة يسمون أنفسهم بالسلفية، ومعنى أنهم لم ينتموا لمثل هذا المذهب فإن الجميع سيكونون من البدعيين الضالين، لقد أصغينا طويلاً، ونقبنا كثيراً، ولم نسمع فى أى من عصور الإسلام عن فئة تسمى نفسها «السلفية». فعلى كل ذى بصيرة أن يفهم أن الإطار الذى يحدد دائرة الجماعة الإسلامية المستقيمة على صراط الله، هو الانضباط بالقواعد والأصول المتفق عليها فى فهم النصوص العربية عامة ونصوص القرآن والسنة خاصة، ومن التزم بتلك القواعد التى تم الاتفاق عليها فهو واحد ممن دخلوا فى الجماعة المسلمة، أياً كان عصره الذى عاش فيه، ومن هنا يتجلى الفرق بين التمذهب بمذهب يسمى اليوم بالسلفية وبين اتباع الرعيل الأول.
ألزموا أنفسهم بدستور الجمود.. ومنهجهم لا يعرفه الأولون
يقول الشيخ البوطى «بوسعنا أن نتساءل على سبيل المسايرة الجدلية: إذا دخلنا فى الجماعة السلفية فما هو دستورها؟ لن نسمع إلا جوابين لا يقبل الحصر المنطقى لهما ثالثاً: الجواب الأول، أن يقال لنا: سبيل ذلك التزام حرفية الأقوال والأعمال والتصرفات والعادات التى كان السلف يلتزمونها ويمارسونها دون زيادة أو نقصان أو تغيير، ونقول لهم عندئذ: لكن السلف أنفسهم لم يكونوا ينظرون إلى ما يصدر عنهم من أقوال أو أعمال أو تصرفات هذه النظرة القدسية الجامدة التى تقتضيهم أن يسمروها بمسامير البقاء والخلود ويجعلون شأنهم معها ما يشبه المدينة المسحورة، إنهم أعطوا هذه النظرة إلى القرارات والأحكام التى نزلت عليهم صريحة وقاطعة فى كتاب الله وسنة رسوله، ثم ساروا وراء ذلك مع ما تقتضيه علل الأحكام وسنة التطور فى الحياة، والأعراف المتطورة من عصر إلى عصر، فقد كان للنبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه فى مكة أعرافهم وعاداتهم التى نشأوا عليها وتعاملوا بها، فلما هاجروا إلى المدينة استقبلتهم بعادات غير التى مارسوها، سواء ما يتعلق باللباس والمسكن والظروف الناتجة عن الاحتكاك بالآخرين، فقد كانوا فى مكة لا يعرف أكثرهم المخيط من الثياب فلما استقروا فى المدينة لبسوا الثياب المخيطة والحلل اليمانية، وكانوا لا يعرفون الأطباق أو الأقداح الزجاجية ثم عرفوها واتخذوها وشربوا فيها، واتخذ النبى المنبر لأول مرة فى المدينة وندب أصحابه لتعلم القراءة والكتابة ولم يكونوا فى مكة يعنون بكتابة ولا قراءة، لقد وجدت نماذج عديدة لمظاهر التطور المختلفة والمتنوعة التى سرت فى حياة السلف أنفسهم رضوان الله عليهم».
ويعلق الشيخ على المناقشة «إذن يتبين أن جواب السؤال الأول لا معنى له، لأن السلف أنفسهم لم يجمدوا عند حرفية أقوال صدرت منهم، كما لم يتشبثوا بصورة أعمال أو عادات ثبتوا عندها ثم لم يتحولوا عنها فكيف نقلدهم فى شىء لم يفعلوه بل ساروا فى طريق معاكس له».
السلف أنفسهم لم ينظروا إلى أقوالهم وتصرفاتهم بهذه القدسية الجامدة.. والنبى وأصحابه غيروا من عادتهم عندما انتقلوا إلى المدينة
الجواب الثانى عن دستور الجماعة السلفية «أن يقال لنا إن سبيل الدخول فى دائرة الجماعة السلفية التعرف على المنهج العلمى الذى رسمته ودونته لتفسير النصوص واستنباط الأحكام ثم التزام هذا المنهج بدقة لدى السعى إلى فهم كتاب الله وسنة رسوله»، وهنا نقول إن هذا المنهج لم يكن يوماً ما دستوراً أو شارة مميزة لجماعة معينة من جماعات المسلمين من سلفيين وغيرهم، بل من المعلوم أنه قد مر نصف عمر العصر السلفى دون أن يكون لهذا المنهج أى وجود على صعيد الاصطلاح أو التدوين أو حتى الاتفاق عليه، لقد شهد عصر التابعين معارك من الخلافات الفكرية والاجتهادية بين كل أقطاب مدرستى الرأى والحديث، مع أن الفريقين يمثلان لب العصر السلفى»، والنتيجة «إذن فكلمة (السلفية) ليس لها من المضمون العلمى أو الواقع الإسلامى ما يجعلها تنطبق على جماعة من المسلمين بعينها، بحيث يضفى عليها ذلك صبغة مميزة وشارة تفرق بينها وبين بقية المسلمين الذين يؤمنون بالله ورسوله ويخلصون فى التمسك بمصادر الإسلام وأصوله».
السلف الصالح هداة ومذهب السلفيين ابتداع
هل من فرق بين التمذهب بمذهب يسمى اليوم السلفية واتباع السلف؟وما هو الفرق إذا كان موجوداً؟ سؤال طرحه وأجاب عنه الشيخ البوطى، قائلاً: «الفرق بينهما يشبه الذى تراه بين «محمديين، ومسلمين»، حيث إن إطلاق كلمة محمديين على المسلمين أمر يلح ويصر عليه طائفة من المستشرقين، مع أنها تسمية مرفوضة فى ميزان الشريعة، «فالتمذهب بالسلفية يعنى أن للسلف مذهباً خاصاً بهم يعبر عن شخصيتهم وكينونتهم الجماعية، ثم أنه يعنى أن هؤلاء الذين دخلوا فى هذا المذهب هم من دون سائر المسلمين الذين يمثلون حقيقة الإسلام وينهضون بحقه، فيغدو الإسلام من خلال هذا التصور والفهم، هو التابع لهذا المذهب وأصحابه، يسير وراءهم أنى ساروا ويتبنى من المبادى والأحكام والآداب ما يتبنونه ويرونه ويحارب من ذلك كله ما يحاربونه». وأضاف: «السلف الصالح هم الهداة فى الطريق، وإنما ارتفعت قيمة من ارتفعت قيمته منهم وهبطت درجة من هبطت درجته منهم فخرجوا من دائرة السلف الصالح وإن عاشوا فى عصورهم بمقتضى ميزان هذا الدين ومنهجه، فهو الذى رفع أناساً ووضع آخرين، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، وهذا هو الفرق بين التمذهب بمذهب يسمى السلفية، واتباع السلف الصالح، فالثانى هو جوهر الدين ولبه، والأول ابتداع لشىء لم يأذن به الله، وتخيل لأمر لم يكن له أى وجود فى التاريخ»، وأوضح أن العصور الثلاثة المباركة الأولى فى صدر الإسلام، لم تشهد ظهور مذهب فى قلب الأمة الإسلامية اسمه السلفى أو مذهب السلف، له مقوماته ومميزاته التى تفصله وتميزه عن سائر المسلمين، وتجعل لهم مرتبة يتبوأونها فى العلو والشرف، من دون سائر الذين لم يكن لهم شرف الانتماء إلى هذا المذهب، وإنما كانت ثمة مزية واحدة لا تدانيها ولا تنافسها أى مزية أخرى، هى مزية الاصطباغ عن صدق بهذا الدين، ثم فهمه والعمل به تطبيقاً للمنهج الإسلامى الصحيح، فكل من تشرف بهذه المزية تبوأ بحق تلك المرتبة العليا فى الدنيا والآخرة، وكان بذلك فرداً بل عضواً عاملاً فى جماعة الأمة الإسلامية الواحدة، لا يحجزه عنهم زمان أو مكان، وكل من لم يكن له شرف هذه المزية بأن خرج على الإسلام أو شذ عن شىء من أصوله ومنهجه فى الدراية والفهم، فقد قذفه شذوذه هذا وراء سور الجماعة الإسلامية، فهو مقطوع النسب عنها، أو أن يشفع لشذوذه زمان متقدم أو مكان متميز أو قرب من الله أو انغماس فى عصر السلف، فعصر السلف ضم فرقاً وجماعات شتى شذوا عن المنهج القويم، ولم تغنهم سلفيتهم من الله شيئاً وكانوا شراً من المبتدعة الذين ظهروا فى العصور المتأخرة.
ولو صح لهؤلاء الذين ابتدعوا هذا المذهب ثم نسبوا أنفسهم إليه، وجعلوا لأنفسهم به شارة يمتازون بها عن سائر المسلمين، لصح أن لغيرهم من باب أولى أن يستنبتوا مذهباً إسلامياً آخر من الواقع الذى مر به عصر الخلفاء الراشدين، ثم ينسبوا أنفسهم إليه، فيقولوا عن أنفسهم: راشديين، وسيكون لهم الحجة القاصمة التى يغالبون بها من يسمون أنفسهم بالسلفيين، ذلك أن الرسول قال: «عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين» ولم يقل السلفيين، وكذلك يحق لفريق ثالث أن يسموا أنفسهم أتباع الصحابة أو الصحابيين، ولن يعدم مبتدعو هذا المذهب أو ذاك أن يجمعوا له المقومات الكافية لإبراز ذاتيته وشخصيته اللتين يمتاز بهما.
بدأت فى مصر لمواجهة التصوف والخرافات وانتهت بالانحراف عن صحيح الدين
يرى الشيخ أن مبدأ هذا الشعار (السلفية) كان فى مصر إبان الاحتلال البريطانى لها، أيام حركة الإصلاح الدينى التى قادها وحمل لواءها كل من جمال الدين الأفغانى ومحمد عبده، فقد اقترن ظهور هذه الحركة بارتفاع هذا الشعار، ويعود السبب فى ذلك إلى واقع مصر آنذاك، فقد كانت مرتعاً لأنواع شتى من البدع والخرافات التى أخذت تكثر وتتنامى فى أرجائها، وفى أطراف الأزهر نفسه، باسم التصوف وتحت حماية كثير من الطرق الصوفية التى لا أصل لها فى الدين، ولا تدخل إلا فى باب الشعوذة والعته حيناً واللهو والمرح والإباحية حيناً آخر»، لذا كان الناس أمام هذا الواقع المشين فريقين: فريق يرى الانضمام إلى ركب الحضارة الغربية والتخلص من بقايا القيود والضوابط بل حتى الأفكار الإسلامية، وفريق يرى إصلاح أمر المسلمين بإعادتهم إلى الإسلام الصحيح النقى عن سائر الخرافات والبدع والأوهام وبإطلاق الإسلام من عزلته التى فرضها عليه كثير من شيوخه الأزهريين». ويضيف الشيخ: «وفى هذه الأثناء كان المذهب الوهابى منتشراً فى نجد وبعض أطراف الجزيرة، وقد كان بينه وبين الدعوة المصرية قاسم مشترك هو محاربة البدع والخرافات، لا سيما بدع المتصوفة، فراجت الكلمة، ولقيت هوى فى نفوس كثير من الوهابية وراحوا يروجون هذا اللقب الجديد عنواناً على مذهبهم الوهابى، ليوحوا للناس بأن أفكار مذهبهم لا تقف عند محمد بن عبدالوهاب بل ترتقى إلى السلف، وأنهم فى تبنيهم لهذا المذهب أمناء على عقيدة السلف وأفكارهم ومنهجهم فى فهم الإسلام وتطبيقه، وهكذا أخرجت الكلمة عن حدودها العلمية الضيقة، فلمعت فى الأوساط وأصبح لها رنين فى الأسماع واقترنت بالتمجيد الذى نالته حركة الإصلاح الدينى على يد أقطابها المعروفين، لكن من جاء بعدهم انحرف بهذا الشعار».
وتحت عنوان «التمذهب بالسلفية بدعة لم تكن من قبل»، قال الشيخ: «إذا عرف المسلم نفسه بأنه ينتمى إلى ذلك المذهب الذى يسمى اليوم بالسلفية، فلا ريب أنه مبتدع، وذلك لأن كلمة سلفية إن كانت تدل على أهل السنة والجماعة، فقد ابتدع لجماعة المسلمين اسماً غير الذى أجمع عليه السلف أنفسهم، وحسب هذه التسمية المبتدعة التى لا داعى لها أنها تثير الاضطراب والشقاق فى صفوف المسلمين، وأما إن كانت لا تتطابق مع مدلولها -وهذا هو الواقع- فالابتداع ثابت فى الكلمة المخترعة، وفى مدلولها الباطل الذى تثبت رايته ويعلى شأنه بديلاً عن الحق الذى أجمع عليه السلف من خلال إجماعهم على كلمة (أهل السنة والجماعة) ثم إن الابتداع ثابت فى اتخاذ كلمة السلفية هذه، بما تحمله من دلالة مبتدعة، عنواناً على جماعة إسلامية جديدة تقتطع من جسم الأمة الواحدة».
وتحت عنوان «الآثار الضارة اللاحقة بالأمة الإسلامية من جراء هذه البدعة» قال: «لقد لحق المسلمين الأذى المتنوع البليغ الذى انحط فى كيان المسلمين من جراء ظهور هذه الفتنة المبتدعة، فلقد أخذت تقارع وحدة المسلمين، وتسعى جاهدة إلى تبديد تآلفهم وتحويل تعاونهم إلى تناحر وتناكر، وقد عرف الناس جميعاً أنه ما من بلدة أو قرية فى أى من أطراف العالم الإسلامى، إلا وقد وصل إليها من هذا البلاء شظايا، وأصابها من جرائه ما أصابها من خصام وفرقة وشتات، بل ما رأيت أو سمعت شيئاً من أنباء هذه الصحوة الإسلامية التى تجتاح اليوم كثيراً من بلدان العالم الإسلامى إلا بما يملأ القلب كرباً ويزج بالمسلم فى ظلام الخيبة الخانقة».