بسبب ميليشيات تركيا.. وقف إطلاق النار في ليبيا "حبر على ورق"
اشتباكات عنيفة تدور جنوب العاصمة "طرابلس" وقوات "السراج" تجهز لهجوم
الأوضاع في ليبيا.. صورة أرشيفية
اندلعت اليوم، اشتباكات عنيفة في محيط "مسجد أبوشعالة" بـ"مشروع الهضبة" جنوب العاصمة الليبية "طرابلس" بين قوات الجيش الوطني الليبي والميليشيات الإرهابية التابعة لحكومة فايز السراج الإخوانية، في أول رد عملي بعد ساعات معدودة على تبني مجلس الأمن الدولي قرارا يلزم الأطراف الليبية وقف إطلاق النار في البلاد.
وطالب القرار الذي أقر، فجر اليوم، جميع الدول الأعضاء بالامتثال التام لحظر التسليح، وأعرب عن دعمه القاطع للممثل الخاص للأمين العام غسان سلامة والحوار الليبي - الليبي الجاري بتيسير من البعثة.
كما حض كافة الأطراف على وقف دائم لإطلاق النار، في أول فرصة ودون أي شروط مسبقة.
ودعا إلى التزام جميع المشاركين في "اجتماع برلين" حول ليبيا في يناير الماضي بالامتناع عن التدخل في الصراع في ليبيا وشؤونها الداخلية.
وتركزت هجمات ميليشيات طرابلس، الخميس، في جنوب العاصمة، حيث تمّ تعليق الرحلات في مطار معيتيقة الدولي، وفقما ذكرت مصادر ليبية ونقلت قناة "سكاي نيوز".
الجيش الوطني الليبي: ميليشيات طرابلس تخرق اتفاقيات وقف إطلاق النار
بدوره، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب، اليوم، إن ميليشيات طرابلس تخرق اتفاقيات وقف إطلاق النار، حيث استهدفت العاصمة "طرابلس" بالقذائف كما شنت هجوما على قوات الجيش الليبي.
وأضاف "المحجوب" أن "مليشيات طرابلس أطلقت اليوم قذائف عشوائية في العاصمة طالت جامعة، الأمر الذي أثار الذعر والهلع بين صفوف الطلاب، كما تعرض منزل أيضا لقذيفة أسفرت عن وفاة امرأة.
وأشار المحجوب إلى تعرض الجيش الوطني الليبي في منطقة ولي العهد بـ"طرابلس" لهجوم أيضا، وكذلك الأمر في منطقة "الرملة" ومواقع أخرى، حيث استخدمت الميليشيات المدفعية واستعانت بالمقاتلين المرتزقة الذين تنقلهم تركيا من سوريا إلى ليبيا.
وعن الهدف الكامن وراء هذه الهجمات، أوضح "المحجوب" أنها "ترمي لتأليب الرأي العام ضد الجيش الوطني الليبي، واتهام قواته بالمسؤولية وراء مثل هذه الانتهاكات للاتفاقات".
خالد المحجوب: الميليشيات والمرتزقة يخططون لإبعاد قواتنا.. وقادرون على الحسم في أي وقت
وفيما يتعلق بتوقيت هذه العمليات كونها تأتي بعد ساعات من تبني مجلس الأمن الدولي قرارا يدعو إلى "وقف دائم لإطلاق النار" في ليبيا، قال "المحجوب": "إنها محاولة من جانب الميليشيات للتأثير في خارطة الجبهات بطرابلس، حيث أن هذه العناصر إلى جانب المرتزقة الذين يقاتلون إلى جانبهم باتوا على بعد يتراوح ما بين 4-5 كيلومترات من البحر، لذا فهم يخططون لإبعاد قواتنا وقذائفها المباشرة عليهم عبر التسويق لفكرة زرع قوة مراقبة دولية".
وتابع المسؤول العسكري: "نحن قادرون على حسم الموقف بأي لحظة إن صدرت الأوامر لنا بذلك، إلا أننا نراعي مسألة الحل السياسي والالتزام بالاتفاقيات وخط المفاوضات". وأكد المحجوب على أن الجيش سيواصل الرد على الخروق، مشددا على أن اتفاقيات وقف إطلاق النار التي أكدت عليها المؤتمرات التي انعقدت في روسيا وألمانيا وحتى مجلس الأمن الدولي، لم تلتزم بها الميليشيات التي انتهكتها ليس فقط عبر الهجمات وإنما بإدخال السلاح والدعم التركي واستقبال المرتزقة.
مصادر: الميليشيات تحشد لمهاجمة قوات الجيش الوطني في "سرت"
وقالت مصادر في الجيش الوطني الليبي، لـ"الوطن"، إن "الجيش الوطني لن يسمح أبدا أن تستغل الميليشيات قرار مجلس الأمن والهدنة للحشد وشن هجوم، خصوصا في سرت"، مضيفا أن الميليشيات تقوم بعمليات حشد عسكري داخل "مصراتة" لشن هجوم على "سرت" التي وقعت تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي مؤخرا.
ولفتت المصادر إلى الجيش الوطني الليبي يحترم القرارات الدولية، لكنه في الوقت ذاته يذكر المجتمع الدولي أن هناك قرارا بحظر التسليح على ليبيا، لكن تركيا تخالفه باستمرار وأرسلت المرتزقة والسلاح لدعم الإرهابيين دون رقيب أو حسيب، في حين لن يقبل الجيش ذلك".
قرار ملزم من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار رغم الانتهاكات التركية
وتبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يدعو إلى "وقف دائم لإطلاق النار" في ليبيا، ليصبح أول نص ملزم يتبناه المجلس منذ اندلاع معركة الكرامة في أبريل بين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وحكومة السراج، لتطهير العاصمة طرابلس من المليشيات المتطرفة.
وخضع نص القرار، الذي أقر بـ14 صوتا من أصل 15 في المجلس بعدما امتنعت روسيا عن التصويت، لنقاش مستفيض على مدى 3 أسابيع، وأصرت لندن على تضمين نص القرار "قلق مجلس الأمن الدولي إزاء الضلوع المتزايد للمرتزقة في ليبيا".
وتم إقرار مشروع القرار الداعي لوقف النار في ليبيا والذي قدمته بريطانيا، وذلك بعد أسبوع من تعطيل روسيا تبني المجلس للقرار.
وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن روسيا امتنعت عن التصويت بشأن ليبيا لأنه ليس من الواضح عن ما إذا كانت جميع أطراف النزاع مستعدة لتنفيذ قرارات برلين.
وأضاف المندوب الروسي: "الليبيون فقط هم من يجب أن يتخذ القرار بشأن بلادهم".
ويؤكد مشروع القرار "ضرورة وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، في أول فرصة ومن دون شروط مسبقة"، كما يدعو مشروع القرار المنظمات الإقليمية إلى بحث كيفية دعمها للأمم المتحدة في مساعيها السياسية وإمكان الإشراف على وقف النار في ليبيا.
ويأتي القرار في وقت تواصل تركيا إرسال المقاتلين والسلاح للميليشيات الإرهابي وفق المستشار رمزي الرميح المستشار القانوني السابق بالجيش الوطني الليبي، والذي قال، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن ما يخشاه أن يتحول موقف مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار إلى غطاء تستغله تلك الميليشيات الإرهابية والإجرامية في إعادة ترميم صفوفها".
وقال "الرميح": "الميليشيات الإرهابية لن تلتزم بوقف إطلاق النار، ولو كانت التزمت لكان حدث ذلك مع قرار مجلس الأمن الدولي بشأن حظر التسليح على ليبيا والذي تنتهكه تركيا ليلا ونهارا".