30 سنة حب رغم المعاناة "وعمري ما أشكي من حبك مهما غرامك لوعني"
«إبراهيم» و«إيمان» تحديا المرض بالحب
إعجاب تبعه حب ورغبة فى زواج، رفضه الأهل، ومرت سنوات ليدخل كل منهما فى قصة ارتباط، تنتهى بفشل وإصرار على أن يكون كل منهما نصف الآخر، تكتمل معه الحياة، وبعد حِيِّل دخل الاثنان عش الزوجية، يواجهان ظروفاً مادية وصحية شاقة، تعصف بعموده الفقرى تارة، وبصحتها الجسدية والنفسية تارة أخرى، يواجهان صعوبات الحياة كلحظات لن تلبث أن تمر وتأتى بعدها أيام كثيرة تعوضها.
قصة حب عمرها أكثر من 30 عاماً، جمعت إبراهيم حسين، 55 سنة، وزوجته إيمان، 57 سنة، بعد أعوام من رفض الأهل، وتمسك إبراهيم بالزواج بمن أحبها من أول لقاء جمعهما، فهى شقيقة صديقه، «خطب وأنا اتخطبت وكل واحد راح فى حياته 4 سنين، ولما خطوبتى فشلت عرف وراح عمل زيى ونام فى السرير وعمل تمثيلية، وقال لأهله أتجوز أخت طارق يا بلاش، ووقتها عرفت قد إيه بيعزنى ويحبنى».
«محدش ضامن بكره» شعار يرفعه الزوجان منذ سنوات زواجهما الأولى، فحين تعرض إبراهيم لحادثة أصابت عموده الفقرى أقعدته عن عمله الحر فى مجال المقاولات، كانت إيمان بجانبه لحظة بلحظة، رفضت اقتراح والد زوجها «قالى ابنى جاله شلل ممكن ما يقدرش يقوم تانى ولو عايزة تنفصلى براحتك، بس أنا رفضت.. حد عمل اللى عمله علشان يتجوزنى أسيبه إزاى».
قررت إيمان أن تلبى احتياجات زوجها وترعاه «أخدت إجازة رعاية طفل من شغلى على اسم ابنى اللى كان عنده 40 يوم لحد ما ربنا لطف وخد بإيده، وبعد سنتين رجع زى الأول»، ليتذكر الزوج تلك الأيام مُمتناً، «مش ناسى اللى عملته معايا.. مفكرتش إنى أبقى عاجز العمر كله ولا إنى مش بشتغل وفكرت بس إن الأيام هتعدى».
تدور الحياة وينخرطان فى تربية ابنتهما البكر وشقيقيها، يطبقان مبدأهما بأن المحنة تذهب ويبقى الود، يجمعان مالهما معاً، يواجهان الحياة بالرضا، حتى كانت المحنة القاسية، التى نالت من «عمود البيت»، على حد وصف إبراهيم، حين أُصيبت زوجته بسرطان الثدى فى عام 2015، فكان قراره أن وقف بجانبها، تارة يقترض المال لجراحاتها الأساسية والتجميلية، وتارة يدعمها بِحُلْو الكلام، على مدار 4 أعوام.
جراحات وجلسات العلاج الكيماوى، نالت من صحة إيمان، لكن المحنة مرَّت بزوج لم يتركها لحظة، بحسب ورايتها، «كان يسيب شغله ويقعد جنبى ويفضل يقولى كلام حلو واستلف علشان أعمل عملية سيليكون علشان شكل الجرح بيضايقنى، وفى نفس الوقت شال البيت كله.. يطبخ وينضف ويغسل» لتمر المحنة وتتوالى إصابة الزوجة مريضة السكر والضغط بجلطتين، ليظل بجوارها، يصون ويحفظ عشرتها.