مصر تصعب المهمة على من يخلفها في رئاسة الاتحاد الأفريقي
خبراء: فتحت ملفات مسكوت عنها.. وقدمت إنجازات على أرض الواقع
هل صعبت مصر المهمة على من يخلفها في رئاسة الاتحاد الأفريقي؟
عام من الإنجازات المصرية على أرض القارة الأفريقية طوال فترة رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي للاتحاد الأفريقي، أثرت بشكل كبير في مسار مهام الاتحاد الأفريقي ورئاسته، وما بين تمهيد الطريق لتنفيذ أجندة أفريقيا 2063 وتصعيب المهمة على من يخلفها.
وخلال عام كامل على تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الأفريقي، في القمة الأفريقية في أديس أبابا في فبراير 2019، تعاملت مصر مع هذه المهمة باعتبارها ثقة تقدرها من قادة الدول الأفريقية في مصر وقيادتها، وفي الوقت نفسه، باعتبارها مسؤولية عليها الوفاء بها تجاه القارة وشعوبها.
وعلى مدار هذا العام تحركت القيادة المصرية على أكثر من صعيد من أجل مصالح شعوب أفريقيا، ومن أجل تعزيز التعاون بين مصر والدول الأفريقية، وبين الشعوب الأفريقية وبعضها البعض.
البشبيشي: الإنجازات المصرية ستؤثر بشكل ملحوظ في خطط من يتولى بعدها رئاسة الاتحاد الأفريقي
فيما يخص تأثير مصر خلال فترة رئاستها، قالت الدكتورة هبة البشبيشي الخبيرة في الشأن الأفريقي، إن مسيرة مصر على طوال عام ستؤثر بشكل ملحوظ في خطط الدول التي ستتولى بعدها رئاسة الاتحاد الأفريقي مثل جنوب أفريقيا وبعدها الكونغو، وسيضطرهم إلى اتخاذ قرارات تمس الشعوب وتعمل على الاستغلال الأمثل لقدرات وثورات القارة إلى جانب توجيه الجهود الدولية.
وأكدت البيشبيشي، في حديثها لـ"الوطن"، أن مصر كانت أول دولة فتحت ملفات شائكة ومسكوت إلى جانب التدخل لحل العديد من الأزمات منها أزمة جنوب السودان والإرهاب في القارة إلى جانب إطلاق مبادة إسكات البنادق التي تقاوم النزاعات قبل اندلاعها، أيضا تحقيق إنجاز غير مسبوق بتوقيع أكثر من 26 دولة أفريقية على اتفاقية التجارة الحرة التي تعد نقلة كبيرة في الاقتصاد الأفريقي.
وتابعت أن مصر حققت إنجازات على أرض الواقع في وقت حيث كانت الدول تتحدث عن إنجازات في الاتحاد نفسه إنما مصر تركت بصماتها في معظم دول القارة، و"لا نستطيع القول إنها صعبت المهمة بقدر ما نقول أنها حققت المهمة الصعبة بفتح ملفات مسكوت عنها، بكل نزاهة وشفافية وإنسانية".
وخلال كلمة الرئيس في القمة، استعرض الإنجازات التي تحققت بالقارة الأفريقية خلال رئاسة مصر للاتحاد، والتي بدأت في فبراير 2019، ومن بينها حل مشكلات القارة، قائلا: "حرصنا على ترسيخ حالة السلم والأمن عبر مبدأ الحلول الأفريقية لمشكلات القارة باعتباره السبيل الأمثل للتعامل مع أزمات القارة وفهم خصوصيات الدول والشعوب الأفريقية، إن هذا ليس طرحا نظريا حيث طبقته مصر عمليا هذا العام، عبر عدة مبادرات، لا سيما باستضافة قمتين تشاورتين حول ليبيا والسودان، واختبرنا ذلك الطرح عبر الكثير من القضايا خاصة أفريقيا الوسطي والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وغينيا بيساو، إذ نثمن في هذا الصدد علاقات الشراكة القائمة على الاحترام المتبادل بين الاتحاد ومختلف الدول والمنظمات، حيث ندرك قيم أمننا وسلامتنا والحفاز على شعوبنا وأوطاننا".
وشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، في القمة الأفريقية العادية الـ33، يومي 9 و10 فبراير الجاري، بأديس أبابا، والتي تعقد تحت شعار: "إسكات البنادق: تهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا"، بحضور رؤساء 31 دولة، و4 رؤساء حكومات، و7 وزراء خارجية، و3 نواب رؤساء دول أفريقية، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيسي وزراء كندا والنرويج.
وخلال كلمة الرئيس في القمة، استعرض الإنجازات التي تحققت بالقارة الأفريقية خلال رئاسة مصر للاتحاد، ومن بينها حل مشكلات القارة، قائلا: "حرصنا على ترسيخ حالة السلم والأمن عبر مبدأ الحلول الأفريقية لمشكلات القارة باعتباره السبيل الأمثل للتعامل مع أزمات القارة وفهم خصوصيات الدول والشعوب الأفريقية، إن هذا ليس طرحا نظريا حيث طبقته مصر عمليا هذا العام، عبر عدة مبادرات، لا سيما باستضافة قمتين تشاورتين حول ليبيا والسودان، واختبرنا ذلك الطرح عبر الكثير من القضايا خاصة أفريقيا الوسطي والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وغينيا بيساو، إذ نثمن في هذا الصدد علاقات الشراكة القائمة على الاحترام المتبادل بين الاتحاد ومختلف الدول والمنظمات، حيث ندرك قيم أمننا وسلامتنا والحفاز على شعوبنا وأوطاننا".
"الشؤون الأفريقية": مصر أول دولة تقدم حلولا وإنجازات على أرض الواقع
وقال جمال محفوظ أمين سر لجنة الشؤون الأفريقية بالبرلمان، إن مصر خلال رئاستها الاتحاد الأفريقي استطاعت أن تكون أول دولة تقدم حلولا وإنجازات على أرض الواقع على عكس ما يحدث في معظم الأحيان بأن تكون مجرد إنجازات شرفية، لكن ما قدمته مصر على مستوى كل الملفات استطاع أن يؤثر في كافة دول القارة بشكل مباشر.
وأوضح محفوظ، في حديثه لـ"الوطن"، أن تطبيق مبادرة 100 مليون صحة لمواجهة "فيروس سي" في العديد من الدول الأفريقية لاقت قبولا كبيرا، مؤكدا أن مصر اهتمت بالجانب الطبي والزراعي من خلال العديد من المشروعات المنفذة على أرض الواقع إلى جانب المشروعات الاستثمارية وحمل مشعل القارة بكافة المحافل الدولية التي زارتها.
وأشار أمين سر لجنة الشؤون الأفريقية بالبرلمان، أن عرض الرئيس السيسي، استعداد مصر لاستضافة قمة أفريقية لإنشاء قوة أفريقية مشتركة لمكافحة الإرهاب، يؤكد استمرار اهتمام الرئيس بالقارة.
وأطلق الاتحاد الأفريقي، رؤية تنموية متكاملة للقارة الأفريقية عنوانها "أجندة أفريقيا 2063"، تحت شعار "أفريقيا التي نريد"، واعتبرت هذه الأجندة أساساً للتحول الاقتصادي والاجتماعي التكاملي طويل الأجل للقارة الأفريقية، وذلك أثناء الاحتفال الذهبي لمنظمة الوحدة الأفريقية بمرور خمسين عاما على تأسيسها في 25 مايو 2013.
باحث في العلاقات الدولية: مصر حققت العديد من أهداف أجندة أفريقيا 2063
قال الدكتور سيد مجاهد الباحث في العلاقات الدولية، إن الاتحاد الأفريقي في 2013 قرر عمل عملية تطوير شاملة من خلال تحسين دوره لمواجهة المشكلات، وذلك من خلال وضع آلية لحل المشكلات من خلال تصور أجندة أفريقيا 2063 لحل مشكلات القارة على مدار 50 عاما، والوصول للأهداف المقررة.
وأكد مجاهد، لـ"الوطن"، أن لمصر دورا كبيرا في تحقيق إنجازات عدة لخدمة هذه الأجندة، تمثلت في العديد المحاور، أبرزها المستوى الأمني، حيث قدمت مصر مقترحات عدة لعلاج مشكلات أفريقيا في الأمن خلال مبادرة "إسكات البنادق" والتي تدعو إلى جمع السلاح من كافة الجماعات المسلحة للحد من النزاعات ومن المقرر وضع نتائج نهائية في 2021.
وأضاف مجاهد أن مصر ساعدت دول شقيقة في القارة على تحقيق الأمن والاستقرار، بداية من الأزمة في السودان، والدور الكبير الذي تلعبه مصر في ليبيا، لتحقيق الاستقرار ومكافحة الجماعات المتطرفة المنتشرة في غرب أفريقيا.
وعلى المستوى الاقتصادي، أوضح مجاهد أن مصر قدمت اقتراحات عدة ترجمت بالفعل على أرض الواقع، لتحقيق التنمية الاقتصادية، وترجمت في صورة عامل مشترك بين الجامعات الاقتصادية، ووضع مشاريع تجارية أفريقية على رأسها مشروع الربط بين القاهرة وكيب تاون، من خلال خط سكة حديد يمتد من القاهرة لجنوب أفريقيا للتبادل التجاري، فضلا عن مشروعات الربط الكهربائي الذي يمتد لعدة قارات هي آسيا وأوروبا وأفريقيا.
أما على مستوى تحديات الشباب الأفريقي، هدفت مصر لتعليم الشباب الأفريقي من خلال دعم دور الشباب في المشاركة السياسية داخل القاهرة، بداية من منتدى شباب العالم ومنتدى شباب العربي الأفريقي في أسوان ومبادرات رئاسية للشباب الأفريقي داخل مصر، لتعزيز دورهم وجميع المؤسسات تعمل على هذه المبادرة خلال رئاستها الاتحاد الأفريقي، فضلا عن الحلول الجذرية لمشكلة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، بحسب مجاهد.
وأكد مجاهد، أن لكل دولة خطة لتطوير الاتحاد وآليات عمل مختلفة، "إذا نظرنا إلى الاتحاد الأفريقي قبل مصر كانت رواندا هي رئيسة الاتحاد وعملت على تقديم خط لمكافحة الفساد، وجاء السيسي ليطورها وأضاف لها مقترحات أخرى لعلاج مشكلات داخل دول الاتحاد"، مشيرا إلى أنه سيكون الوضع كذلك بالنسبة لجنوب أفريقيا حيث ستلعب دورا كبيرا في فكرة الإصلاح سواء في ملف الفساد، أو الاهتمام بالجانب الأمني نظرًا للتوترات الأمنية التي زادت حدتها في الفترة الأخيرة بالبلاد.