بروفايل| ثروت شحاتة.. السقوط فى الفخ
ظل يهرب هنا وهناك.. يتخفى مثل شبح.. ثم يظهر كشيطان فى يده سلاح يقطر دماً.. مرة فى أفغانستان، وأخرى فى إيران.. ثم يعاود الكشف عن وجهه فى تركيا.. ليقفز بعدها إلى الحياة بين الميليشيات الليبية.. حتى وقع أخيراً فى الفخ.. وسقط فى مصر ليواجه حكمين بالإعدام.. وتهمة قيادة تنظيم متورط فى تصفية عدد من ضباط الأمن الوطنى بوزارة الداخلية المصرية، وأمناء الشرطة فى عدد من المحافظات، وعلى رأسها «الشرقية»، التى تعد واحدة من أهم قلاع الجماعات الإرهابية فى الوجه البحرى.
إنه ثروت صلاح شحاتة، القيادى فى تنظيم الجهاد، «51 سنة»، الذى حُكم عليه فى قضية الجهاد الكبرى بـ3 سنوات سجناً، واعتقل بعدها عدة مرات، ثم سافر إلى باكستان والسودان واليمن، وعاش فى أفغانستان حتى الغزو الأمريكى عام 2001.
«شحاتة» كان عضواً فى مجلس شورى جماعة الجهاد، حكم عليه غيابياً بالإعدام مرتين من قبَل محكمة عسكرية مصرية؛ الأولى فى قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور عاطف صدقى، عام 1994، والثانية فى قضية «العائدون من ألبانيا» عام 1999.
قبل صدور الأحكام الغيابية فى حقه، حطت قدما ثروت صلاح فى إيران، احتضنته الحكومة الإسلامية هناك حينما علمت أنه زعيم تنظيم الجهاد الجديد.. بعدها قرر الذهاب إلى تركيا التى سجنته لعدة أشهر قبل أن تعقد معه اتفاقاً تم بموجبه سفره إلى ليبيا ليشارك ميليشياتها فى تأسيس ما يسمى بـ«الجيش المصرى الحر».
لم يظهر ثروت بوجهه الإرهابى إلا حين نجحت ثورة 25 يناير، فأطلق بياناً قال فيه: «کنا نود أن نکون فى مقدمة الصفوف، نشارککم هذا الشرف ونکون لکم ردءاً.. ولکن حيل بيننا وبينکم؛ لأننا نشارك المجاهدين فى جبهات أخرى».
وفى ظل حكم المعزول مرسى، تم عقد تفاهمات بين الإخوان وعدد من رموز القاعدة، وكان منهم «شحاتة»، الذى سمح بعدها لزوجته بالعودة للقاهرة نهاية عام 2011، وبقى هو فى ليبيا ليخطط لتهريب السلاح للمسلحين، ويجهز لإنشاء جيش على الحدود الغربية لمصر.
طاف «ثروت» كثيراً، ظهر واختفى، تحدث وصمت، عقد تحالفات ونقض أخرى، وكان عليه أن يضع خاتمة لحكايته، جاءت الخاتمة بالفعل حين أُلقى القبض عليه فى مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية التى وصل إليها متسللاً من ليبيا.
غير أن المفاجأة المثيرة التى فجرتها عملية القبض عليه، هى تمكنه من الاختفاء داخل مصر، رغم أنه رفض دخولها أيام حكم مرسى لتسوية القضايا المحكوم عليه بالإعدام فيها، مما يدلل على أنه دخل هذه المرة للتخطيط لعمليات إرهابية كبرى.
سيواجه «شحاتة» حكمين بالإعدام وعشرات التهم بجرائم إرهابية ارتكبها فى حق الأبرياء بعد أن سقط فى الفخ ووقع منه سلاحه الذى يقطر دماً فى يد العدالة.