تسر الناظرين.. "الهوية البصرية" مشروع جديد لتجميل الأقصر
الميادين والمعابد تحمل الشعار.. والسائحون الشباب أكثر المقبلون
مشروع الهوية البصرية للأقصر
أعلنت السلطات في محافظة الأقصر الانتهاء من حوالي 80% من أعمال المرحلة الأولى من عناصر مشروع الهوية البصرية حتى الأن، والذي بدأ عام 2019 والتي شملت معابد الكرنك والأقصر وطريق الكباش، وعدد من الميادين والشوارع ومحطة قطار السكة الحديد.
وترصد "الوطن" في 10 نقاط أهم المراحل التي مر بها مشروع الهوية البصرية حتى الأن، وكيف جاء وكيف ينفذ بالإضافة إلى ما يستهدفه في مدينة ذات طابع خاص بالأقصر.
1- في الـ28 من يوليو عام 2017 أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، في المؤتمر الوطني للشباب بجامعة القاهرة عن تبنيه مشروع "الهوية البصرية" لمحافظة الأقصر، بالتعاون مع الجامعة الألمانية، وذلك ضمن برنامج "الهوية البصرية لمصر"، والذي يهدف إلى ترسيخ مفاهيم الهوية والترويج السياحي لمصر، حيث وجه الرئيس تعليماته لوزير الدفاع الفريق أول محمد زكي، ببدء الإجراءات لتبني مشروع الشابتين المصريتين، الذي جرى عرضه خلال الجلسة الأولى للمؤتمر الوطني السادس للشباب، لإطلاق مبادرة التصميم "براند مصر" أو "Branding Egypt".
2- المؤتمر الوطني للشباب عرف "الهوية البصرية" بأنها أداة تعريفية تعلم الناس عن طابع المدينة، كما تعد رؤية استراتيجية تهدف إلى البعد عن أي صور نمطية وغير مستحبة عن شكل الدولة، وتخلق رؤية مستقبلية ترسخ دائما في العقول "المصرية" كما تعزز الوعي المحلي والعالمي عن مصر ومحافظاتها وتاريخها وحضارتها.
3- العديد من الدول الأوروبية تستخدم مشروع الهوية البصرية لجذب المزيد من السياحة والاقتصاد لبلادهم، فتأتي دول فرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال في مقدمة تلك الدول التي تفوقت أكثر بفضل تلك الأفكار المختلفة، فالبرتغال استخدمت الألوان وطريقة الرسم في سرد حكاية الدولة، ونيويورك التي استخدم شعارات أثرت كثيرا في العالم، وهوية نيويورك أثرت على السياحة بشكل كبير وزادت نسبة الإشغالات إلى 90% بعد تطبيقها.
4- ويقوم مشروع الهوية البصرية للأقصر على فكرة خلق تصميمات تناسب المحافظة، وكل حرفة أو قطاع داخلها، وهو ما يعتبر نوعا من الدعاية والترويج السياحي لها، ويكون ضمن المستهدف له عمل دليل زيارة متكامل لمدة 48 ساعة ترانزيت، كما يستهدف تعديل الصورة الذهنية لدى السائحين عن كون الأقصر مدينة أثرية سياحية ويتعمد إظهارها بصورتها الحقيقية الحية الديناميكية الزاخرة بالثقافة والأنشطة الشبابية.
5- المشروع شارك فيه أكثر من 500 طالب بالجامعة الألمانية وعدد من فريق هيئة التدريس قاموا بالعمل على مدار الشهور الماضية في هذا المشروع، وجرى عمل رسومات بالحروف للهوية البصرية للأقصر لها دلالات معينة، حيث يرمز الحرف L للزاوية القائمة والغالبة على الهندسة المعمارية لمدينة الأقصر، أما حرف U مستوحى من ممرات المعابد ورمز لمعتقدات الفراعنة ف الحياة الأبدية وممثلًا لكل ما يفوق التوقعات، والحرف X يمثل يربط ما بين الغربين البري والشرقي والتقائهما عند النيل، وحرف O هو رمز يمثل الشمس والنيل كمصدر للحياة، والحرف R يمثل عين حورس التي تعكس الرؤية الثاقبة والحكمة لمصر الفرعونية.
6- جرى تنفيذ المشروع بالتعاون والتنسيق بين الجامعة الألمانية بالقاهرة ومحافظة الأقصر على مدار سنتين وذلك بداية من نوفمبر 2016، وفي إطار بروتوكولات التعاون بين الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة، والدكتور محمد بدر محافظ الأقصر السابق، والتي نتج عنها مشروعات أخرى بناءة في مجال التطوير الحضري والتطبيقات الإلكترونية والتنمية البشرية والتدريب.
7- المرحلة الأولى من المشروع بدأ تنفيذها عام 2019 وشملت تطبيق الشعار على معابد الكرنك والأقصر منها البوابات الحديثة بمداخل المعابد، والمنافذ الجديدة لبيع التذاكر، واللوحات الإرشادية الحديثة التي جرى وضعها بأماكن متفرقة في المعابد و التي تتوافق مع طابع الهوية البصرية، بالإضافة إلى بطاقات التعريف الخاصة بالعاملين بالمعابد، والمقاعد الخشبية الجديدة لاستراحة الزوار و سلات القمامة المتطورة لفصل أنواع القمامة، و الحواجز التي تحدد مسار الزيارة بالمعابد ومظلات لحماية الزوار من الشمس.
8- شهدت المرحلة الأولى انطلاق عدد من أصحاب المحلات والكافيهات والمطاعم بالمحافظة والتي تستقبل السائحين يومياً وعلى مدار الساعة في وضع اللوجو الخاص بالمشروع الجديد على منتجاتها وكذلك تم تطبيق المشروع ووضع شعار الأقصر الجديد بالمباني الحكومية، حيث شهد مبنى السجل المدني الجديد بالأقصر تنفيذ أول تطبيق على مبنى حكومي لمفهوم الهوية البصرية ووضع الشعار الجديد على واجهة المبنى.
9- ساعد مشروع الهوية البصرية في ازدياد معدلات الإقبال السياحي على الأقصر، حيث أن عمله رسمياً بصورة مميزة وانتشار الإعلانات للأقصر في مختلف الشوارع والميادين في فترة دعم المشروع، أدى لتفوق كبير ونجاح في جذب السائحين من مختلف دول العالم، وهو ما كان له أثر كبير في أن يعتبر قيادات القطاع السياحي بالأقصر أن ذلك الموسم هو الأقوى على الإطلاق منذ 2011 كما يلاحظ أن أغلب الضيوف للأقصر بالموسم الشتوى من الشباب الذين يزورون المحافظة ومصر لأول مرة في حياتهم بعد تلك الخطوات الجادة من الدولة في تطوير مفهوم الهوية البصرية حول العالم.
10- الأن وفي انتظار المرحلة الثانية منه في البر الغربي بعد تطبيق الأولى في شرق المدينة يتذوق السائحون جمال التغيير الذي شهدته الأقصر حيث تحولت الميادين لمشاهد بديعة وتصميمات مبتكرة في تزيينها بأنامل طلبة وأساتذة كلية الفنون الجميلة، وسحر كورنيش النيل بعد مشروع تطويره إذ أصبح يمثل طفرة جمالية عالمية، يشهدها السياح حاليا وتحوله مزارا لأبناء الأقصر، فضلا عن المراسي النيلية للمراكب والفنادق العائمة، وكذلك المراكب التي تزينت في نهر النيل وهي تحمل ألوان الهوية البصرية في لوحة فنية فريدة، ومحطة قطار الأقصر وأكشاك الكهرباء والأسوار الحديد على المعابد والحدائق وسيارات التاكسي وعربات الحنطور.