الدكتور محمود خليل: التطرف والإرهاب لا يرتبطان بأي دين سماوي
الإسلام دين يؤمن به البشر.. خرجت منه مجموعة متطرّفة الفكر والرؤية
الدكتور محمود خليل استاذ الاعلام
تساءل الدكتور محمود خليل أستاذ الأعلام، عن سبب خلط البعض بين الإخوان والإسلام، ويعتبرون أنّ ديننا الحنيف هو "دين الجماعة"، وأكد أنّ أغلب من يقعون فى هذا الخلط يشكلون مجموعة من الأقلام والأصوات التي تسعى إلى محاربة أفكار الإخوان، ويُسقط هؤلاء رفضهم وغضبهم من فكر الإخوان على الإسلام في حد ذاته، وبدلاً من أن يتّهموا الجماعة بتشوش الفكر وتسخير الدين لخدمة أهداف سياسية، يلجأون إلى اتّهام المسلمين المعاصرين، وكذا الأجيال السابقة من المسلمين بتهم تتأسّس على إهدار السياق والقفز على حقائق التاريخ والجغرافيا بصورة تثير الشفقة.
وأضاف خليل في مقاله المنشور بجريدة الوطن، أنّ من يخلطون بين الإخوان والإسلام عليهم أن يرجعوا إلى التاريخ الإسلامي أيام الأمويين والعباسيين، فيتوقفون أمام مشاهد الفتك والقتال، وقطف الرؤوس بالسيوف، واغتنام الغنائم وسوق الأسرى والأسيرات، وفرض الجزية على من لا يدخل في الإسلام، ثم يقولون انظروا هذا هو ما تعلمه العرب من الإسلام، كما أنّ سمات الحروب في هذه المرحلة كانت ترتكز على ذلك، كذلك كان يفعل الفرس والروم، وهكذ فعل التتار، وعلى من يريد أن يتأكد من ذلك أن يراجع بنفسه كتب التاريخ.
وتابع أستاذ الإعلام: "لماذا نذهب إلى التاريخ، دعونا نسترجع أحداث الواقع وسنجد أنّ الغزو الأمريكي البريطاني للعراق راح ضحيته ما يزيد على نصف مليون عراقي، ماتوا حرقا أو ذبحا أو هدما أو ردما، ثم انظر كيف تم التعامل مع الأسرى والأسيرات من أبناء وبنات العراق في سجن أبوغريب، وعمليات التعذيب والاغتصاب وهتك العرض التي فضحها إعلاميون وكتاب غربيون يتمتّعون بضمير إنساني حي، واقترب أكثر من الواقع المعيش واذهب وراجع ما طرحه نتنياهو -عقب الإعلان عن خطة ترامب للسلام- من أنّ حماية الفلسطينيين سيتولاها جيش الاحتلال الإسرائيلي نظير مبالغ تدفعها السلطة الفلسطينية لتل أبيب، ثم قل لي ألا يُعد ذلك إحياءً لمفهوم الجزية الذي غادره الزمن.
وأكد خليل، أنّ التطرّف والإرهاب لا يرتبطان بأي دين سماوي، بل يرتبط بحفنة من البشر المصابين بجنون العظمة، ممن تصوّر لهم خيالاتهم المريضة أنّ بإمكانهم تسيير العالم، طبقا لأفكارهم ورغباتهم، الإسلام دين يؤمن به ملايين البشر، خرج منهم مجموعة متطرّفة الفكر والمزاج والرؤية، وتحول تطرّفها إلى إرهاب، لكن المسلمين العاديين فى كل دول العالم هم بشر بسطاء يريدون العيش في سلام ويكتوون من التطرّف أيا كان شكله أو ذريعته مع غيرهم من البشر، وإذا كانت الجماعات المتطرّفة وبينها الإخوان، ترى أنّها والإسلام وجهان لعملة واحدة، فيجب ألا يحذو من يريد مواجهة فكرها حذوها.