5 مخرجين تمردوا على ملامح نادية لطفي الأرستقراطية وأدوارها الرومانسية
كمال الشيخ
كانت نادية لطفى تمتلك موهبة مميزة وسط أبناء جيلها من الفنانات الكبار، ولكن طوال مسيرتها الفنية لم تعتمد نادية لطفى على ملامحها الجميلة، أو أنوثتها، ولكنها منذ بدأت مشوارها الفنى كانت تبحث عن تجسيد الأدوار المختلفة، التى تترك انطباعاً لدى الجمهور، لتثبت موهبتها الحقيقية، لتجد الكثير من المخرجين والمؤلفين يتحمسون بالفعل للتمرد على ملامحها وأنوثتها وترشيحها لأدوار مختلفة ومميزة أصبحت علامات فارقة فى تاريخ نادية لطفى الفنى.
فبعد نجاحها عام 1958 فى أول أفلامها السينمائية «سلطان»، قرّرت نادية لطفى أن تخوض أولى تجاربها السينمائية المختلفة عام 1959 أمام المخرج العالمى يوسف شاهين، لتقدم فيلم «حب إلى الأبد» أمام أحمد رمزى، وجسّدت خلال أحداث الفيلم شخصية «آمال»، لتتعاون مرة أخرى مع يوسف شاهين بعد 4 سنوات عام 1963، وتقدم واحداً من أهم أدوارها، وهو شخصية «لويزا» فى فيلم «الناصر صلاح الدين».
وخلال تلك الفترة، اهتمت نادية لطفى أيضاً بتقديم الشخصيات المختلفة، بعيداً عما كان يقدم بتلك الفترة، ففى عام 1963 تقدم رائعة الأديب إحسان عبدالقدوس «النظارة السوداء» مع المخرج حسام الدين مصطفى، وجسّدت خلال أحداث الفيلم شخصية «مادى» الفتاة المستهترة التى تعيش بلا هدف فى الحياة، وفى 1967 تقدم مرة أخرى مع المخرج حسام الدين مصطفى رواية نجيب محفوظ فى الفيلم السينمائى «السمان والخريف»، وجسّدت من خلال أحداث الفيلم شخصية فتاة ليل تُدعى «ريرى». وفى عام 1974 تتعاون مع «حسام» ويقدمان رائعة ديستوفيسكى «الإخوة كرامازوف» فى فيلم «الإخوة الأعداء»، الذى ضم عدداً كبيراً من النجوم، وجسّدت من خلاله شخصية «لولا».
وعلى مستوى آخر، تعاونت الفنانة نادية لطفى مع المخرج الكبير حسين كمال، ورغم أنها لم تقدم معه سوى فيلمين فقط، لكنهما كانا من العلامات المضيئة فى تاريخ السينما المصرية، ففى عام 1965 كان التعاون الأول بينهما فى فيلم «المستحيل» الذى كتبه الأديب الكبير مصطفى محمود، وقدّمت من خلاله شخصية مختلفة تُدعى «نانى»، وهى شابة رقيقة ومغلوبة على أمرها، وفى عام 1969 تعاونا للمرة الأخيرة فى الفيلم الشهير «أبى فوق الشجرة» أمام العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وجسّدت من خلاله شخصية مختلفة تماماً، وهى «الراقصة فردوس».
ومن الأسماء اللامعة فى عالم الإخراج السينمائى كان المخرج الراحل كمال الشيخ، الذى تعاونت معه الفنانة نادية لطفى فى فيلم واحد هو «الخائنة» فى عام 1965، الذى جسّدت من خلاله شخصية جديدة بالنسبة لها وهى الزوجة الخائنة وتُدعى «إلهام»، فيما تعاونت أيضاً مع المخرج الكبير شادى عبدالسلام فى فيلم «المومياء» عام 1969، والذى يعتبر تجربة سينمائية مميّزة للغاية سبقت عصرها بسنوات، وظلت فى تاريخ السينما العالمية واحداً من أهم الأعمال الفنية. وعن تنوّعها فى اختيار الأدوار واهتمامها بالمخرجين الذين تعاونت معهم والأفلام المختلفة التى قدّمتها خلال مسيرتها، قال الناقد الفنى عصام زكريا لـ«الوطن» إن الفنانة نادية لطفى، بحكم شخصيتها وثقافتها، كانت فى منطقة ثقافية بعيدة عن أبناء جيلها، فكانت لا تهتم بنجوميتها أو الشهرة بشكل عام، بل كانت تهتم بالحياة الحقيقية، وكانت تحافظ على العلاقات الحقيقية فى حياتها، سواء مع عائلتها أو جمهورها وأصدقائها، ودوماً كانت تشعر بمسئوليتها تجاه المجتمع، وتلك الشخصية التى تمتعت بها أسهمت فى تقديمها فناً مختلفاً، فدوما كانت تميل إلى الشخصيات التى تشبهها من المثقفين المتواضعين.
وعن اختيارها تقديم الأفلام المأخوذة من أشهر الروايات الأدبية لكبار الكتاب، أكد «زكريا» أن المنتجين والمخرجين دوماً كان يقع اختيارهم على نادية لطفى، لأنهم يعلمون أنها شخصية مثقفة وستهتم بالنص السينمائى، وتقرأه جيداً، وتبحث خلف الشخصية التى تؤديها، لكى تقدمها بأفضل شكل ممكن.